خواطر. دينيه📚

١٤/ أما ما صنف في المنظومات فكثيرة منها:
- المنظومة الرحبية المعروفة لمحمد بن علي الرحبي توفي سنة ٥٧٧ هـ وهذه المنظومة لقيت قبولاً عظيماً لدى أهل العلم وطلاب العلم وتواصى العلماء بحفظها وشرحها والعناية بها ولذلك عليها شروحات كثيرة.
- منظومة القلائد البرهانية لمحمد بن حجازي البرهاني المتوفى ١٢٠٥هـ كذلك عليها شروحات.

١٥/ العرب قبل الإسلام كان عندهم بعض الأمور التي فيها تجاوزات وأخطاء وحرمان لبعض الورثة: فقصر معظم العرب في الجاهلية الإرث على الرجال دون النساء فلا ترث النساء شيئا من أي جهات القرابة؛ لأنهم يرون أن الإرث مختص بمن يقوم بإقراء الضيف وينازل العدو ويقوم بمهمات صعبة وقالوا عن المرأة أنها لا تركب فرساً ولا تنكأ عدوا ولذلك حرموها من الميراث وكانوا يجعلون حظ المرأة من الميراث أن يُنفق عليها من مال زوجها لمدة سنة فقط فكان هذا من أمور الجاهلية.

١٦/ مع الأسف لا تزال بعض أمور الجاهلية موجودة لدى بعض المجتمعات فيحرمون النساء من الميراث أو من بعض الميراث ويضع الرجال أيديهم على الميراث خاصة إذا كان عقارا أو مزرعة ونحو ذلك يضع المتنفذ من الورثة يده عليه ويحرم البقية خاصة إذا كانوا من النساء والصغار فهذا الأمر الجاهلي مع الاسف لا يزال موجوداً لدى بعض المسلمين وإن كان ولله الحمد قليلاً ليس بالكثير.

١٧/ أيضاً كانوا في الجاهلية يحرمون الصغار من الميراث وللعلة نفسها التي حرموا لأجلها النساء فكانوا لا يورثون إلا من حاز الغنيمة وقاتل على ظهور الخيل.

١٨/أيضاً كانت العرب في الجاهلية تورث بالحلف والتناصر كما يورثون بالقرابة وغرضهم في ذلك التناصر وتوثيق الصلة.

١٩/ طريقة توريث الجاهلية بالحلف والمناصرة أن الرجل كان يقول للرجل دمي دمك وهدمي هدمك تنصرني وأنصرك وترثني وأرثك وتعقل عني وأعقل عنك وهذه كانت دارجة عند معظم العرب في الجاهلية ويتحالفون على ذلك فإذا كان لأحدهما ولد كان الحليف أحد أولاده حليفَهم وإن لم يكن له ولد كان جميع المال للحليف فأبطل ذلك الإسلام ونزل قول الله عز وجل: {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} أي أن القرابات في التوريث أولى من التوريث بالحلف والمناصرة.

٢٠/ لم يقتصر أهل الجاهلية على حرمان النساء من الميراث من أية جهة كُنَّ، بل جعلوا النساء محلا للإرث فهي بذاتها تورث، فإذا مات عن المرأة زوجها كان ابنه أو قريبه أولى بها من غيره ومنها بنفسها فإن شاء نكحها وإن شاء عضلها فمنعها من غيره ولم يزوجها حتى تموت وأبطل الله ذلك قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يحلوا لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن}. قال ابن العربي عن صنيعهم: "فإن الورثة الصغار كانوا أحق بالمال من القوي فعكسوا الحكم وأبطل الحكمة فضلوا بأهوائهم..".

٢١/ نظام التوريث في الإسلام يقوم على تشريع رباني عادل متناسق مع الفطرة السليمة ولا يوازيه في ذلك أي نظام آخر عرفته البشرية فقد راعى أفراد الأسرة بحسب قرابتهم من الميت ولا يحرم امرأة ولا صغيرا لمجرد أنهم امرأة أو صغير.

٢٢/ من أبرز مزايا نظام الميراث في الإسلام:
أن الله سبحانه وتعالى تولى بنفسه بيان المستحقين لتركة الميت واستأثر جل وعلا بتوزيع التركة على هؤلاء المستحقين ولم يجعلها محلا للاجتهاد فلم يترك شيئا من هذا الأمر لصاحب المال وليس لصاحب المال حق في تعيين الوارثين ولا في تحديد أن نصبتهم بل تولى الله عز وجل ذلك بنفسه لعلمه جل وعلا بأن الإنسان قد يغلب عليه الهوى أو يقع تحت تأثير عاطفة جامحة أو مؤثرات عارضة فيحيف في حكمه بحرمان بعض الورثة أو بإثار بعضهم بزيادة على الآخرين وهذا مما تميز به الميراث في الإسلام عن بقية النظم الوضعية التي تجعل لصاحب المال الحق بتعيين المنتفعين بماله من بعده وحق تحديد نصيب كل وارث، وهذه النظم لا تخلو من التأثر ببعض المؤثرات التي سبق الإشارة إليها.

٢٣/من مزايا الميراث في الإسلام: أن الإسلام جعل الميراث محصوراً في دائرة الأسرة لا يتعداها فلابد من نسب صحيح أو زوجية قائمة والولاء يشبه صلة النسب فكان ملحقاً به. وهؤلاء هم أكثر الناس صلة بالميت وأشدهم تعاوناً معه وفي هذا صلاح للأسرة وإحكام الروابط بين أفرادها وتقوية أواصر المودة فيها والإسلام وقد جعل الأساس في تقديم بعض الورثة على بعض قوة القرابة واتصال المنافع بين الوارث والمورث.

٢٤/ من مزايا التوريث في الإسلام: مراعاة الضعفة من الورثة حيث حفظت الشريعة حقوق النساء والأطفال في الإرث كذلك جعلت الشريعة للطفل الصغير بل حتى للحمل في بطن أمه نصيباً مثل الكبير، ولم يُجعل للابن الأكبر أي ميزة يمتاز بها عن غيره من أفراد الأسرة على خلاف ما جرت عليه بعض النظم من جعل المال كله للابن الأكبر، ولا شك أن نظام الشريعة الإسلامية هو أحق وأعدل وأرحم من حيث إن الصغار والنساء أولى بالرعاية وأحوج إلى مال أبيهم من الكبار الذين تربوا في حياة مورثهم وربما جمعوا من المال ما يكفيهم أو حصلوا من وسائل الكسب ما يؤمن حياتهم.

www.tgoop.com/Aboutk/37665

785 viewsبالأخلاق نرتقي, Sep 14 at 17:53

١٤/ أما ما صنف في المنظومات فكثيرة منها:
- المنظومة الرحبية المعروفة لمحمد بن علي الرحبي توفي سنة ٥٧٧ هـ وهذه المنظومة لقيت قبولاً عظيماً لدى أهل العلم وطلاب العلم وتواصى العلماء بحفظها وشرحها والعناية بها ولذلك عليها شروحات كثيرة.
- منظومة القلائد البرهانية لمحمد بن حجازي البرهاني المتوفى ١٢٠٥هـ كذلك عليها شروحات.

١٥/ العرب قبل الإسلام كان عندهم بعض الأمور التي فيها تجاوزات وأخطاء وحرمان لبعض الورثة: فقصر معظم العرب في الجاهلية الإرث على الرجال دون النساء فلا ترث النساء شيئا من أي جهات القرابة؛ لأنهم يرون أن الإرث مختص بمن يقوم بإقراء الضيف وينازل العدو ويقوم بمهمات صعبة وقالوا عن المرأة أنها لا تركب فرساً ولا تنكأ عدوا ولذلك حرموها من الميراث وكانوا يجعلون حظ المرأة من الميراث أن يُنفق عليها من مال زوجها لمدة سنة فقط فكان هذا من أمور الجاهلية.

١٦/ مع الأسف لا تزال بعض أمور الجاهلية موجودة لدى بعض المجتمعات فيحرمون النساء من الميراث أو من بعض الميراث ويضع الرجال أيديهم على الميراث خاصة إذا كان عقارا أو مزرعة ونحو ذلك يضع المتنفذ من الورثة يده عليه ويحرم البقية خاصة إذا كانوا من النساء والصغار فهذا الأمر الجاهلي مع الاسف لا يزال موجوداً لدى بعض المسلمين وإن كان ولله الحمد قليلاً ليس بالكثير.

١٧/ أيضاً كانوا في الجاهلية يحرمون الصغار من الميراث وللعلة نفسها التي حرموا لأجلها النساء فكانوا لا يورثون إلا من حاز الغنيمة وقاتل على ظهور الخيل.

١٨/أيضاً كانت العرب في الجاهلية تورث بالحلف والتناصر كما يورثون بالقرابة وغرضهم في ذلك التناصر وتوثيق الصلة.

١٩/ طريقة توريث الجاهلية بالحلف والمناصرة أن الرجل كان يقول للرجل دمي دمك وهدمي هدمك تنصرني وأنصرك وترثني وأرثك وتعقل عني وأعقل عنك وهذه كانت دارجة عند معظم العرب في الجاهلية ويتحالفون على ذلك فإذا كان لأحدهما ولد كان الحليف أحد أولاده حليفَهم وإن لم يكن له ولد كان جميع المال للحليف فأبطل ذلك الإسلام ونزل قول الله عز وجل: {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} أي أن القرابات في التوريث أولى من التوريث بالحلف والمناصرة.

٢٠/ لم يقتصر أهل الجاهلية على حرمان النساء من الميراث من أية جهة كُنَّ، بل جعلوا النساء محلا للإرث فهي بذاتها تورث، فإذا مات عن المرأة زوجها كان ابنه أو قريبه أولى بها من غيره ومنها بنفسها فإن شاء نكحها وإن شاء عضلها فمنعها من غيره ولم يزوجها حتى تموت وأبطل الله ذلك قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يحلوا لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن}. قال ابن العربي عن صنيعهم: "فإن الورثة الصغار كانوا أحق بالمال من القوي فعكسوا الحكم وأبطل الحكمة فضلوا بأهوائهم..".

٢١/ نظام التوريث في الإسلام يقوم على تشريع رباني عادل متناسق مع الفطرة السليمة ولا يوازيه في ذلك أي نظام آخر عرفته البشرية فقد راعى أفراد الأسرة بحسب قرابتهم من الميت ولا يحرم امرأة ولا صغيرا لمجرد أنهم امرأة أو صغير.

٢٢/ من أبرز مزايا نظام الميراث في الإسلام:
أن الله سبحانه وتعالى تولى بنفسه بيان المستحقين لتركة الميت واستأثر جل وعلا بتوزيع التركة على هؤلاء المستحقين ولم يجعلها محلا للاجتهاد فلم يترك شيئا من هذا الأمر لصاحب المال وليس لصاحب المال حق في تعيين الوارثين ولا في تحديد أن نصبتهم بل تولى الله عز وجل ذلك بنفسه لعلمه جل وعلا بأن الإنسان قد يغلب عليه الهوى أو يقع تحت تأثير عاطفة جامحة أو مؤثرات عارضة فيحيف في حكمه بحرمان بعض الورثة أو بإثار بعضهم بزيادة على الآخرين وهذا مما تميز به الميراث في الإسلام عن بقية النظم الوضعية التي تجعل لصاحب المال الحق بتعيين المنتفعين بماله من بعده وحق تحديد نصيب كل وارث، وهذه النظم لا تخلو من التأثر ببعض المؤثرات التي سبق الإشارة إليها.

٢٣/من مزايا الميراث في الإسلام: أن الإسلام جعل الميراث محصوراً في دائرة الأسرة لا يتعداها فلابد من نسب صحيح أو زوجية قائمة والولاء يشبه صلة النسب فكان ملحقاً به. وهؤلاء هم أكثر الناس صلة بالميت وأشدهم تعاوناً معه وفي هذا صلاح للأسرة وإحكام الروابط بين أفرادها وتقوية أواصر المودة فيها والإسلام وقد جعل الأساس في تقديم بعض الورثة على بعض قوة القرابة واتصال المنافع بين الوارث والمورث.

٢٤/ من مزايا التوريث في الإسلام: مراعاة الضعفة من الورثة حيث حفظت الشريعة حقوق النساء والأطفال في الإرث كذلك جعلت الشريعة للطفل الصغير بل حتى للحمل في بطن أمه نصيباً مثل الكبير، ولم يُجعل للابن الأكبر أي ميزة يمتاز بها عن غيره من أفراد الأسرة على خلاف ما جرت عليه بعض النظم من جعل المال كله للابن الأكبر، ولا شك أن نظام الشريعة الإسلامية هو أحق وأعدل وأرحم من حيث إن الصغار والنساء أولى بالرعاية وأحوج إلى مال أبيهم من الكبار الذين تربوا في حياة مورثهم وربما جمعوا من المال ما يكفيهم أو حصلوا من وسائل الكسب ما يؤمن حياتهم.

BY خواطر. دينيه📚