tgoop.com/Abu_Aisha1/2365
Last Update:
هذا الخبر في مسند ابن الجعد، أيوب يستشعر نعمة الإسلام لأنه ليس بينه وبين أن يكون مشركا إلا والده كيسان أبو تميمة، وهذا الأخير من سبي كابل، وهذا ذكره الذهبي وعلقت على النقل وقتها هنا!
وهكذا يكون استشعار النعمة حقا وحمد المُنعم سبحانه!
غير أن هذا النقل هيَّج في نفسي أمرا آخر!
تأمل كلمة أيوب هذه وحاله، ثم تأمل قول اللّٰه تعالى حاكيا قول المؤمنين إذ عاينوا الجنة: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ﴾ [الأعراف: ٤٣]
فنسبوا فضل ونعمة الهداية للّٰه تعالى وحمدوه على ذلك ثم شهدوا للرسل بالحق، وهؤلاء الرسل إنما أرسلهم اللّٰه عز وجلَّ!
فهؤلاء حيوا وماتوا وبُعثوا على اعتقاد أن اللّٰه تعالى يخلق أفعالهم وأنه يهدي من يشاء ويُضل من يشاء، وأن اللّٰه عز وجلَّ سيَّر إليهم رسلا فاهتدوا وضلَّ غيرهم، فقد جاءهم رسول واحد ومع ذلك منهم شقي وسعيد!
وأيوب سيَّر اللّٰه تعالى له من يغزو بلده فيسبي والده فيُسلم والده فيُنجبه على الإسلام حتى لا يكون بينه وبين الشرك إلا والده، تأمل هذا!
قارن هذا مع أقوال الكفار إذ عاينوا نار جهنم!
قال اللّٰه تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ﴾ [فصلت: ٢٩]
وقوله تعالى عنهم أيضا: ﴿يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ﴾ [سبأ: ٣١]
أما هؤلاء فنسبوا ضلالهم كله إلى كبارهم فكأنه لو انعدم كبارهم اهتدوا؟
لذلك كان جواب كبارهم أسدَّ، قال تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ﴾ [سبأ: ٣٢]
فقد خالف هؤلاء المستكبرين؛ الطفل والشيخ والمرأة والعبد والأمَة والخادِم، أفعجزتم أنتم؟
فهذه أمور وجب على المرء أن يستحضرها ويربط بين عقيدته في أفعال اللّٰه تعالى وفي القضاء والقدر وبين تجويد عبادته وتجويد حمده للّٰه تعالى!
BY قناة || أبي عائشة سامي هوايري

Share with your friend now:
tgoop.com/Abu_Aisha1/2365