tgoop.com/Abu_Aisha1/2585
Last Update:
الدياثة المغفول عنها!
هناك أمر لاحظته والغالب قد لاحظه، أن تجد صديقين إذا تمازحا يقوم أحدهما بشتم محارم صديقه بأقظع الألفاظ والثاني يضحك وكأن شيئا لم يكن أو قد يرد عليه بمثلها أو بأقبح منها!
وهذه من أشنع أنواع الدياثة وأقبحها.
وقد روى البخاري في صحيحه - حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله ﷺ: ”إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه“.
قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: ”يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه“.
وحديثه ﷺ في اللعن، فكيف بمن يأتي لمحارم يشتمهن بأقبح الشتائم مما قد يُحمل على القذف؟
وكيف بمن رضي بهذا الأمر على أهل بيته، بل يضحك بلا أي خجل؟ وكأن قلبه مات..
وقد قال النبي ﷺ: ”ثلاثة قد حرّم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر الخبث في أهله.“
وأعظم الإقرار هو الضحك في وجه من ينسب لأهلك مثل هذه القبائح!
وقد قال ابن القيم في التعليق على هذا الحديث ونظائره:
’’وذكر الديوث في هذا الحديث يدل على أن أصل الدين الغيرة، ومن لا غيرة له لا دين له فالغيرة تحمي القلب، فتحمي له الجوارح فترفع السوء والفواحش وعدمها يميت القلب فتموت الجوارح فلا يبقى عندها دفع البتة والغيرة في القلب كالقوة التي تدفع المرض وتقاومه فإذا ذهبت القوة كأنه الهلاك.‘‘
فليستح أقوام من مثل هذه الصنائع التي تتنزه عنها البهائم.
BY قناة || أبي عائشة سامي هوايري
Share with your friend now:
tgoop.com/Abu_Aisha1/2585