tgoop.com/Abu_Aisha1/629
Last Update:
الكلام عن الأطراف الرمادية!.
في الخلافيات من أمثال الخلاف حول المولد، هناك طرفان:
طرف يراه جائزا بشبهات من القول وأقوال عاطفية!.(الطرف الأسود)
وطرف يراه مبتدعا لا يصح وله في ذلك أدلة!.(الطرف الأبيض).
لن أتكلم عن هذين لأنهما معروفين.
الكلام هو عن ذلك الطرف "المتطور" (الطرف الرمادي) الذي يزعم أنه متصالح مع ذاته لتلك الدرجة التي تجعله يستعلي على هذه النقاشات والخلافيات ولكن هو أيضا لا ينسى نصيبه من المغالطات التي دائما ما يوجهها للطرف الذي يراه يحظر هذا المولد، ومن أمثلة ذلك: المحتفلون قصدهم حسن!.
القصد الحسن هذا أمر باطني لا يعلمه أحد فكيف صار الآن حجة للجواز؟!
ثم أين مثل هذا التبرير لمن تعتبرونه "منفرا" كونه صاحب قصد حسن؟!
ولو تتبعنا القصد الحسن هذا لكان لا معنى من وجود شيء اسمه "بدعة" فالمبتدع دائما ما يُظهر أن قصده حسن!.
نقل شيخ الإسلام في شرح العمدة: أنكر ابن عمر على مبتدع، فقال رجل من القوم إنه ما أراد إلا خيرًا يا أبا عبد الرحمن، فقال ابن عمر: «لو أراد خيرًا ما رغب بنفسه عن سنَّة نبيه والصالحين من عباده!»
ثم، القصد الحسن هذا هل يُؤخذ في تقريره بعين الاعتبار انتشار حالة من حالات "الفولوكلورية" عند المحتفلين والتي يعتبرون فيها أن الدين = للبهجة والأعياد والمواسم وأكثرهم يأتي في هذه الأوقات من المنكرات الشيء الكثير وأكثرهم -مثلا- لا يعتد بقول ابن مسعود رضي اللّٰه عنه في تفسير [لهو الحديث] بالغناء ثم يتقافز بقول عمر، رضي اللّٰه عنه: نعمت البدعة هذه.
يقول شيخ الإسلام: وأما قول عمر: "نعمت البدعة هذه " فأكثر المحتجين بهذا لو أردنا أن نثبت حكما بقول عمر الذي لم يخالف فيه؛ لقالوا: قول الصاحب ليس بحجة، فكيف يكون حجة لهم في خلاف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وهل في تقرير القصد الحسن هذا يُؤخذ بعين الاعتبار أن أكثر المحتفلين يسخر من الالتزام الظاهر [لحية، قميص مقصر وسواك...] التي هي في حد ذاتها حالة من حالات التعبير عن حب النبي، صلى اللّٰه عليه وسلم {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
الإشكال الأصلي ليس هنا، الإشكال أن هذا الطرف الرمادي يوهمك أنه يريد جمع الأمة وترك تشتيتها ثم هو وجد الناس مُفترقين على طرفين (أبيض وأسود) فاستحدث هو طرفا بينهما (رماديا) وصار الناس متفرقين على ثلاثة أطراف بعد أن كانوا طرفين اثنين!.
وهنا أحب التنبيه على تقنية أخرى يستعملها هؤلاء في مختلف الخلافيات ولا يُشترط فقط في خلاف المولد وهي عبارة عن أسلوب تثبيطي متزر بإيزار الخكمة والتجربة والرسوخ ويكون كالتالي، يرى شابا متحمسا للسنة ولإحقاق الحق، فيأتيه ويقول له: واللّٰه يا ولدي قد كنا مثلك نردُّ ونُبدع ونجادل ثم كبرنا واكتشفنا أن الأمر يحتمل القولين ولا داعي للشناعة على الطرف الآخر (أو كلمات نحوها في السياق)
عادة هؤلاء أن يكون الرد عليهم كالتالي:
يا أستاذ! أنت جربت، صح؟!
خلاص، دعنا نحن أيضا نُجرب ولما نكبر سنعقل ونتطور كما تطورت أنت وتخليت عن ما تعتبره "همجيتك" السابقة!.
هذه عينة من مغالطاتهم وإلا فهم آلة توليد مغالطات بامتياز!.
وهنا منشوران للأخ طه، وفقه اللّٰه في الكلام عن هذه الظاهرة:
(https://www.tgoop.com/allahomma_zidna_3ilma/642)
(https://www.tgoop.com/allahomma_zidna_3ilma/643)
واللّٰه المستعان!.
BY قناة || أبي عائشة سامي هوايري
Share with your friend now:
tgoop.com/Abu_Aisha1/629