ظِلال

-

عاشوراء

ذكرى المجد والنصر، وشفاء الروح والصدر، وعلوّ الذكرى والذكر..

فيا أسفى على قلب تمرّغ في أساه حتى نسي الله ونسي آيات الله في الماضيات والحاضرات والباقيات..!

ويا حسرة روح على نفسها إن هي غارت في جُبّ الكربات؛ يائسة لا تطوي إيمانها على يقين يفلق البحر والصخر..!

ويا ذلة نفس وزّعت مبتغاها بين صالحي الخلق وطالحيهم، حتى لم تعد تدري أين مشربها ونجاتها..!

اليقين أن تظلّ مؤمنًا بالله العليّ العظيم ولو وقفت على جرف هار، أو انهرت بالكلية!

فإن كنت على شفا جرف هار؛ فيقينك يتلو عليك : " قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب"

وإن انهرت كُلّا على كلّ؛ فيقينك يصب عليك: " ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير "


اليوم يوم اغتسال الروح بذكراه المجيدة التي يجوع فيها البطن، وتمسك النفس فيه عن الملذات، وتصمد لله بالشكر ممتدة عن سند عظيم من الموحّدين الأباة، الذين لم يثنِهم عن قوتهم بالقهّار أن يُقال لهم: إنكم مدركون، أو تسقط عليهم الأرض بجحافل ظالميها، أو يكونوا في كبد الحروب والكروب منكوبين..

بل هم في سرائهم شاكرين مارّين على البسيطة مرور الراحل غير المغترّ بنعمة، غير الراكن إلى دعة..
وهم في ضرائهم صابرين يمشون على الأرض جامعين أجورهم يغرفون بغير حساب قبل أن يلقوا ربهم وما عليهم خطيئة..

والظن بالله يقين لا شك فيه أن أرحم الراحمين لا يأتي إلا بالخير والخيرات، وأنه فاعل بظالميهم فعل العزيز المقتدر، فإما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، أو يعاجلهم بأخذه وهو - جل جلاله- إذا أخذ ظالمًا فإن أخذه أخذ عزيز قهار..!


هذا يقين الموحّدين..
هذه فرحة المسلمين..

فاللهم لا يأس يكفر به عباد ملّوا..
ولا ذلة تهين عبيدًا قلّوا..
ولا هوان يكتنف شرارًا زلّوا..

بل لا إله إلا الله!

شهادة عزة ومجد نكتفي بها، ونعيش عليها، أعزاء أماجد، وعسى بمنّك وجودك وكرمك أن نموت عليها، ونُبعث عليها، ونلقاك يا صمد بها غافرًا راحمًا.

آمين آمين.

-



🌲 عاشوراء| ١٤٤٦هـ

www.tgoop.com/Afnaani17/919

4.3K viewsأفنان الجعر🌲, Jul 16, 2024 at 14:35

-

عاشوراء

ذكرى المجد والنصر، وشفاء الروح والصدر، وعلوّ الذكرى والذكر..

فيا أسفى على قلب تمرّغ في أساه حتى نسي الله ونسي آيات الله في الماضيات والحاضرات والباقيات..!

ويا حسرة روح على نفسها إن هي غارت في جُبّ الكربات؛ يائسة لا تطوي إيمانها على يقين يفلق البحر والصخر..!

ويا ذلة نفس وزّعت مبتغاها بين صالحي الخلق وطالحيهم، حتى لم تعد تدري أين مشربها ونجاتها..!

اليقين أن تظلّ مؤمنًا بالله العليّ العظيم ولو وقفت على جرف هار، أو انهرت بالكلية!

فإن كنت على شفا جرف هار؛ فيقينك يتلو عليك : " قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب"

وإن انهرت كُلّا على كلّ؛ فيقينك يصب عليك: " ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير "


اليوم يوم اغتسال الروح بذكراه المجيدة التي يجوع فيها البطن، وتمسك النفس فيه عن الملذات، وتصمد لله بالشكر ممتدة عن سند عظيم من الموحّدين الأباة، الذين لم يثنِهم عن قوتهم بالقهّار أن يُقال لهم: إنكم مدركون، أو تسقط عليهم الأرض بجحافل ظالميها، أو يكونوا في كبد الحروب والكروب منكوبين..

بل هم في سرائهم شاكرين مارّين على البسيطة مرور الراحل غير المغترّ بنعمة، غير الراكن إلى دعة..
وهم في ضرائهم صابرين يمشون على الأرض جامعين أجورهم يغرفون بغير حساب قبل أن يلقوا ربهم وما عليهم خطيئة..

والظن بالله يقين لا شك فيه أن أرحم الراحمين لا يأتي إلا بالخير والخيرات، وأنه فاعل بظالميهم فعل العزيز المقتدر، فإما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، أو يعاجلهم بأخذه وهو - جل جلاله- إذا أخذ ظالمًا فإن أخذه أخذ عزيز قهار..!


هذا يقين الموحّدين..
هذه فرحة المسلمين..

فاللهم لا يأس يكفر به عباد ملّوا..
ولا ذلة تهين عبيدًا قلّوا..
ولا هوان يكتنف شرارًا زلّوا..

بل لا إله إلا الله!

شهادة عزة ومجد نكتفي بها، ونعيش عليها، أعزاء أماجد، وعسى بمنّك وجودك وكرمك أن نموت عليها، ونُبعث عليها، ونلقاك يا صمد بها غافرًا راحمًا.

آمين آمين.

-



🌲 عاشوراء| ١٤٤٦هـ

BY ظِلال