tgoop.com/Afnaani17/922
Last Update:
.
ألم الجدير أهون من ألم الفارغ!
أدور حول حقيقة تقول: الشمس سعيدة لأنها ضوء في نفسها، ولا تغير في حقيقتها الأعين الرُّمد شيئًا، ولو كان ذلك مؤلمًا؛ ولا تبتغي من وراء الرمد شفاءً وبرءًا، ألا ترى الأرض حفية بالشمس رغمًا، وهي نفسها التي لا تأبه لسحابة فارغة تمر ولا تسرّ؟!!
تمامًا كالجدير بالتقدير ولكن لا نصيب له من عين تراه، أما الفارغ فهو حزين أبدًا على كونه لا يملك ما يقدر به نفسه، ومن لا يجد نفسه في نفسه؛ فإن ألمه إزاء إيلام من لا يراه عظيم لا يُداوى!
ذلك ألمه أشد من ألم الجدير ألف مرة؛ إذ ألم الأول تهوّنه السكينة التي يجدها المرء في نفسه حين يحسن صنعه، ويصيب هدفه، ويبدده الرضا بالقضاء والقدر، والاطمئنان إلى حكم الله وحكمته، فهو ألم منسوخ بالرضا والعلم الشريف، مجبول على الرتق والجبر والسلوان!
أما الآخر؛ فحرارة الحسرة على فواته من نفسه؛ مهلكة موبقة، ودوام الخجل من إفلاسه فيها؛ مُشعر بالنقص العميق الذي لا تداويه المواساة، والتعب مما فرطت في جنبه اليد، وأهملت إدراكه القدم، وانشغل عن حيازته القلب؛ تعبٌ لا شيء من ملذات الدنيا في الضمير يخففه، ولا أحد من الأحباء يهوّنه!!
وكلما بلغ العقل من الإدراك مبلغًا سنيّا، كان الإيلام أعمق وأقسى وأشد!!
والفرق بين النقيضين جليّ فصيح:
المليء يعرب عن شيء من معاني ذلك بمقالة المتنبي السامقة:🌲
وإني لمن قوم كأن نفوسنا
بها أنَفٌ أن تسكن اللحم والعظما
كذا أنا يا دنيا إذا شئتِ فاذهبي
ويا نفسِ زيدي في كرائهها قدْما
أما الفارغ فلا يقول!
يتلاشى فقط.
ويا للهيب العدم!
.
🌲على الهامش:
——————
ميمية المتنبئ هذه كلقبه: مالئة مُشغِلة
.
BY ظِلال
Share with your friend now:
tgoop.com/Afnaani17/922