tgoop.com/Ahadethshiha/951
Last Update:
[إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ]
كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه فِي إِبِلِهِ، فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ، فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ: أَنَزَلْتَ فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ؟ فَضَرَبَ سَعْدٌ فِي صَدْرِهِ، فَقَالَ: اسْكُتْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ:
«إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ».
[مسلم (٢٩٦٥)]
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
«بيَّن النبي ﷺ فضل الرجل الذي يحبه الله عز وجل فقال: «إن الله يحبّ العبد التقي الغني الخفي».
(التقي):
الذي يتقي الله عز وجل، فيقوم بأوامره، ويجتنب نواهيه؛ يقوم بأوامره من فعل الصلاة وأدائها في جماعة، يقوم بأوامره من أداء الزكاة وإعطائها مستحقيها، يصوم رمضان، ويحج البيت، يبر والديه، يصل أرحامه، يحسن إلى جيرانه، يحسن إلى اليتامى، إلى غير ذلك من أنواع التقى والبر وأبواب الخير.
(الغني):
الذي استغنى بنفسه عن الناس، غني بالله عمن سواه، لا يسأل الناس شيئًا، ولا يتعرض للناس بتذلل؛ بل هو غني عن الناس، عارف نفسه، مستغن بربه، لا يلتفت إلى غيره.
(الخفي):
هو الذي لا يُظهِر نفسه، ولا يهتم أن يَظهرَ عند الناس، أو يُشار إليه بالبنان، أو يَتحدَّث الناس عنه، تجده من بيته إلى المسجد، ومن مسجده إلى بيته، ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه؛ خَفيٌّ، يُخفي نفسه.
ولكن لا يعني ذلك أنَّ الإنسان إذا أعطاه اللهُ علمًا أن يتقوقع في بيته ولا يُعلِّم الناس، هذا يُعارِض التقى، فتعليمه الناس خيرٌ من كونه يقبع في بيته ولا ينفع الناس بعلمه، أو يقعد في بيته ولا ينفع الناس بماله.
لكن إذا دار الأمر بين أن يلمَّع نفسه ويُظهر نفسه ويبين نفسه، وبين أن يُخفيها، فحينئذٍ يختار الخفاء، أما إذا كان لا بد من إظهار نفسه فلا بد أن يُظهرها، هذا ممن يُحبه الله سبحانه وتعالى».
[شرح رياض الصالحين (٣/٥١٠)]
انتقاه أبو الحارث إبراهيم التميمي
BY أَحَادِيْثٌ صَحِيحَةٌ ( مُسند الإمَام مَالك وأحْمد والبُخاريُّ ومُسلم والنّسائي وابنُ مَاجه وابو داود وصحيحُ الجامعِ )
Share with your friend now:
tgoop.com/Ahadethshiha/951