AHMADNALSWAILEM Telegram 1930
بسم الله الرحمن الرحيم
صفة صيام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للأيّام الثلاثة من كلّ شهر

كان صلّى الله عليه وسلّم يصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر،
وأوصى به جماعة من أصحابه، كأبي هريرة، وأبي الدرداء، وأبي ذرّ رضي الله عنهم جميعا.
ولا خلاف بين العلماء في استحبابها، فيما يُعلم.

✍🏻 الصفة الأولى
ما جاء في صحيح مسلم
عن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم
كان يصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام.
قيل لها: من أيّ أيّام الشهر كان يصوم؟
قالت: لم يكن يبالي من أيّ أيّام الشهر يصوم.

الصفة الثانية
ما جاء في الترمذيّ عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين،
ومن الشهر الآخَر الثلاثاء والأربعاء والخميس.
وقال: حديث حسن.
وذكر أنّ بعضَهم رواه موقوفا يعني من فعل عائشة رضي الله عنها غير مرفوع.

الصفة الثالثة
ما جاء في سنن أبي داود، وسكت عنه: عن حفصة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيّام من الشهر:
الاثنين والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى.
قال ابن رجب في اللطائف: فعلى هذه الرواية كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يجعلها من أوّل الشهر ولا يوالي بينها، بل كان يتحرّى بها يوم الاثنين مرّتين والخميس مرّة.

الصفة الرابعة
عكس الثالثة
فجاء في النسائيّ من حديث حفصة رضي الله عنها أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
كان يصوم من كلّ شهر ثلاثة أيّام: أوّل اثنين من الشهر، ثمّ الخميس، ثمّ الخميس الذي يليه.
وكذلك جاء فيه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: مثله.
وجاء فيه أيضا عن بعض أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أوّل اثنين من الشهر وخميسين.
وجاء معناه في أبي داود وسكت عنه من أمره صلّى الله عليه وسلّم لأمّ سلمة رضي الله عنها،
وصحّحه ابن جرير الطبري.

الصفة الخامسة
ما خرّجه أبو داود وسكت عنه، والنسائيّ، والترمذيّ،
وابن حبّان في صحيحه: من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصوم من غُرّة كلّ شهر ثلاثة أيام.
وحسّنه الترمذيّ، وذكر أنّ بعضَهم لم يرفعه،
يعني أنّه وقفه على ابن مسعود رضي الله عنه.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في اللطائف:
وظاهر هذا أنّه كان يوالي بين الأيّام الثلاثة من أوّل كلّ شهر.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح البخاري:
ورجّح بعضُهم صيامَ الثلاثة في أوّل الشهر؛ لأنّ المرءَ لا يدري ما يعرِض له من الموانع.

وقد روي عن الحسن رحمه الله أنّه كان يصوم من أوّل الشهر،
ويقول: ما يدريني لعلّي لا أدرك البيض.
الصفة السادسة
أنّه كان يصوم أيّام البيض
فخرّج النسائيّ عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
كان لا يدع صيام أيّام البيض في حضر ولا سفر.
وحسّنه السيوطيّ، وحسّن إسنادَه النوويّ
وجاء في الترمذيّ والنسائيّ بأمره صلّى الله عليه وسلّم لأبي ذرّ رضي الله عنه
بصيام أيّام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

وقد جمع البيهقيّ رحمه الله تعالى بين هذه الروايات كما ذكره
الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال: (فكلُّ من رآه فعَلَ نوعًا ذكره،
وعائشةُ رأتْ جميعَ ذلك وغيرَه فأطلقتْ)
أي حينما قالت: لم يكن يبالي من أيّ أيّام الشهر يصوم.


وأمّا الأئمّةُ الفقهاءُ حفظةُ الدينِ العلماءُ،
فقد اختلفوا في صفة صيام الأيّام الثلاثة على قولين مشهورين،
بعد اتّفاقهم على استحباب صيامها من أيّ أيّام الشهر كانت



القول الأوّل
أنّه يستحبّ أن تكون من البيض
وهذا مذهب الحنفيّة والشافعيّة والحنابلة



ففي حاشية ابن عابدين رحمه الله ناقلا عن جمع من أئمّة الحنفيّة رحمهم الله:
(المندوب صوم ثلاثة من كل شهر، ويندب كونها ‌البيض)
وفي شرح المنهاج لابن حجر الهيتميّ رحمه الله في ذكره للأيّام التي يسنّ صيامها قال:
(وأيام الليالي البيض وهي الثالث عشر وتالياه لصحّة الأمر بصومها ... وحكمة كونها ثلاثة أنّ الحسنة عشر أمثالها فصومها كصوم الشهر كلّه؛ ولذلك حصل أصلُ السنّة بصوم ثلاثة من أيّ أيّام الشهر)
وفي الإقناع للشيخ موسى الحجّاويّ رحمه الله:
(ويسنّ صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر والأفضل أن تكون أيّام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وهو كصوم الدهر أي: يحصل له أجر صيام الدهر بتضعيف الأجر من غير حصول المفسدة والله أعلم.
وسمّيت بيضا؛ لابيضاضها ليلا بالقمر ونهارا بالشمس) والمفسدة يعني المفسدة الحاصلة بصيام الدهر.

القول الثاني
أنّه لا تتعيّن أيّام محدّدة، بل يكره كونها من البيض
وهذا مذهب المالكيّة



ففي شرح خليل للدردير رحمهما الله:
(وندب صوم ‌ثلاثة من الأيام من كلّ شهر. وكان مالك يصوم أول يومه وحادي عشره وحادي عشريه.
وكره كونها أي الثلاثة الأيام ‌البيض أي أيام الليالي ‌البيض ثالث عشره وتالياه؛ مخافة اعتقاد وجوبها، وفرارا من التحديد، وهذا إذا قصد صومها بعينها، وأما إن كان على سبيل الاتفاق فلا كراهة.)



tgoop.com/AhmadNalSwailem/1930
Create:
Last Update:

بسم الله الرحمن الرحيم
صفة صيام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للأيّام الثلاثة من كلّ شهر

كان صلّى الله عليه وسلّم يصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر،
وأوصى به جماعة من أصحابه، كأبي هريرة، وأبي الدرداء، وأبي ذرّ رضي الله عنهم جميعا.
ولا خلاف بين العلماء في استحبابها، فيما يُعلم.

✍🏻 الصفة الأولى
ما جاء في صحيح مسلم
عن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم
كان يصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام.
قيل لها: من أيّ أيّام الشهر كان يصوم؟
قالت: لم يكن يبالي من أيّ أيّام الشهر يصوم.

الصفة الثانية
ما جاء في الترمذيّ عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين،
ومن الشهر الآخَر الثلاثاء والأربعاء والخميس.
وقال: حديث حسن.
وذكر أنّ بعضَهم رواه موقوفا يعني من فعل عائشة رضي الله عنها غير مرفوع.

الصفة الثالثة
ما جاء في سنن أبي داود، وسكت عنه: عن حفصة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيّام من الشهر:
الاثنين والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى.
قال ابن رجب في اللطائف: فعلى هذه الرواية كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يجعلها من أوّل الشهر ولا يوالي بينها، بل كان يتحرّى بها يوم الاثنين مرّتين والخميس مرّة.

الصفة الرابعة
عكس الثالثة
فجاء في النسائيّ من حديث حفصة رضي الله عنها أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
كان يصوم من كلّ شهر ثلاثة أيّام: أوّل اثنين من الشهر، ثمّ الخميس، ثمّ الخميس الذي يليه.
وكذلك جاء فيه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: مثله.
وجاء فيه أيضا عن بعض أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أوّل اثنين من الشهر وخميسين.
وجاء معناه في أبي داود وسكت عنه من أمره صلّى الله عليه وسلّم لأمّ سلمة رضي الله عنها،
وصحّحه ابن جرير الطبري.

الصفة الخامسة
ما خرّجه أبو داود وسكت عنه، والنسائيّ، والترمذيّ،
وابن حبّان في صحيحه: من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصوم من غُرّة كلّ شهر ثلاثة أيام.
وحسّنه الترمذيّ، وذكر أنّ بعضَهم لم يرفعه،
يعني أنّه وقفه على ابن مسعود رضي الله عنه.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في اللطائف:
وظاهر هذا أنّه كان يوالي بين الأيّام الثلاثة من أوّل كلّ شهر.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح البخاري:
ورجّح بعضُهم صيامَ الثلاثة في أوّل الشهر؛ لأنّ المرءَ لا يدري ما يعرِض له من الموانع.

وقد روي عن الحسن رحمه الله أنّه كان يصوم من أوّل الشهر،
ويقول: ما يدريني لعلّي لا أدرك البيض.
الصفة السادسة
أنّه كان يصوم أيّام البيض
فخرّج النسائيّ عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
كان لا يدع صيام أيّام البيض في حضر ولا سفر.
وحسّنه السيوطيّ، وحسّن إسنادَه النوويّ
وجاء في الترمذيّ والنسائيّ بأمره صلّى الله عليه وسلّم لأبي ذرّ رضي الله عنه
بصيام أيّام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

وقد جمع البيهقيّ رحمه الله تعالى بين هذه الروايات كما ذكره
الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال: (فكلُّ من رآه فعَلَ نوعًا ذكره،
وعائشةُ رأتْ جميعَ ذلك وغيرَه فأطلقتْ)
أي حينما قالت: لم يكن يبالي من أيّ أيّام الشهر يصوم.


وأمّا الأئمّةُ الفقهاءُ حفظةُ الدينِ العلماءُ،
فقد اختلفوا في صفة صيام الأيّام الثلاثة على قولين مشهورين،
بعد اتّفاقهم على استحباب صيامها من أيّ أيّام الشهر كانت



القول الأوّل
أنّه يستحبّ أن تكون من البيض
وهذا مذهب الحنفيّة والشافعيّة والحنابلة



ففي حاشية ابن عابدين رحمه الله ناقلا عن جمع من أئمّة الحنفيّة رحمهم الله:
(المندوب صوم ثلاثة من كل شهر، ويندب كونها ‌البيض)
وفي شرح المنهاج لابن حجر الهيتميّ رحمه الله في ذكره للأيّام التي يسنّ صيامها قال:
(وأيام الليالي البيض وهي الثالث عشر وتالياه لصحّة الأمر بصومها ... وحكمة كونها ثلاثة أنّ الحسنة عشر أمثالها فصومها كصوم الشهر كلّه؛ ولذلك حصل أصلُ السنّة بصوم ثلاثة من أيّ أيّام الشهر)
وفي الإقناع للشيخ موسى الحجّاويّ رحمه الله:
(ويسنّ صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر والأفضل أن تكون أيّام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وهو كصوم الدهر أي: يحصل له أجر صيام الدهر بتضعيف الأجر من غير حصول المفسدة والله أعلم.
وسمّيت بيضا؛ لابيضاضها ليلا بالقمر ونهارا بالشمس) والمفسدة يعني المفسدة الحاصلة بصيام الدهر.

القول الثاني
أنّه لا تتعيّن أيّام محدّدة، بل يكره كونها من البيض
وهذا مذهب المالكيّة



ففي شرح خليل للدردير رحمهما الله:
(وندب صوم ‌ثلاثة من الأيام من كلّ شهر. وكان مالك يصوم أول يومه وحادي عشره وحادي عشريه.
وكره كونها أي الثلاثة الأيام ‌البيض أي أيام الليالي ‌البيض ثالث عشره وتالياه؛ مخافة اعتقاد وجوبها، وفرارا من التحديد، وهذا إذا قصد صومها بعينها، وأما إن كان على سبيل الاتفاق فلا كراهة.)

BY قناة •| أحمد السويلم |•


Share with your friend now:
tgoop.com/AhmadNalSwailem/1930

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Hashtags are a fast way to find the correct information on social media. To put your content out there, be sure to add hashtags to each post. We have two intelligent tips to give you: To upload a logo, click the Menu icon and select “Manage Channel.” In a new window, hit the Camera icon. Select: Settings – Manage Channel – Administrators – Add administrator. From your list of subscribers, select the correct user. A new window will appear on the screen. Check the rights you’re willing to give to your administrator. More>> Concise
from us


Telegram قناة •| أحمد السويلم |•
FROM American