tgoop.com/AhmadSaif_t01/1154
Last Update:
الحمد لله .. وبعد،
يُخيل إليَّ أن هذه الشريعة أنزلت مشاعر الخلق وأحاسيس الناس منزلة علية؛ فجعلت إدخال السرور على الناس عبادة عظيمة.
تنصرف الأذهان عادة - وحُق لها - عند ذكر مصطلح العبادة إلى الأعمال البدنية والقلبية العظيمة والشاقة على النفس؛ بينما نغفل كثيرًا عن هذا المعنى.
فقط تجعل إنسانًا ما من أولاء الذبن تتجاذبهم الأحزان يبيت ليلته مسرورًا= فأنت في عمل عظيم عند الله عز وجل.
يخامرني من مشاعر الانبهار الشيء العظيم إذا ما تفكرت في هذا المعنى في نصوص الشريعة لما أجده من تواتر هذا المعنى في النصوص على اختلاف في التفاصيل.
بمعنى أن نصوص الشريعة تتنوع في إيصال هذا المعنى؛ تارة يأتيك من باب تفريج الكربات، وتارة من باب قضاء دين، وتارة من باب إدخال السرور، وتارة من باب المشي في حاجة أخيك، وتارة من باب الحب، نعم الحب ولوازمه والتعبير عنه، وتارة من باب النصرة؛ فتنصر أخاك أو وتدفع عنه، أو تحزن لحزنه وتشاطره البكاء والأحزان.
ولكم يأسرني هذا الصنف الأخير؛ أولئك الذين إذا ما أعجزتهم القدره لم يبخلوا بالعبرات؛ وإن كانت دموع العجز وقلة الحيلة.
معان بديعة نغفل هنا لهيمنة المادية على الحياة؛ والمشاعر ورقة الحس لا تجتمع مع المادية عادة.
على الجانب الآخر ثمة أناس في هذه الدنيا لا يحسنون إلا إدخال الغم والحزن على الناس.
المضحك أن بعضهم يتفنن في إدخال الحزن عليك بحجة الدين وأن ما يفعله من لوازم التدين؛ فيسبغ على قبح فعلته لباس الدين.
ابن رجب ذاك الإمام النادر جدًا له كلمة بديعة أختم بها:
من أنواع الصدقة= كف الأذى عن الناس!
وأصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك.
BY أحمد سيف
Share with your friend now:
tgoop.com/AhmadSaif_t01/1154