tgoop.com/AhmadSaif_t01/1165
Last Update:
الحمد لله .. وبعد،
يُخيل إليَّ أن ثمة فرجة وأملًا يهبهما الله عز وجل المبتلين بالذنب من عباده إذا ما أدبر نهار الخميس وأقبل الليل.
تلك القلوب المنهكة بالذنوب والأفئدة المنكسرة إثر إسراف المعصية في أزمنة مضت سُطرت فيها السيئات إلى غير عودة؛ فتأتيهم بشارة المغفرة ليلة الجمعة ويومها، وكأن قطعة من أزمنة الهموم يحيلها الله عز وجل إلى زمن رحمة شريف يرحم الله فيه عباده النادمين على أعمارهم إذا ما أقبلوا على الصلاة على نبيهم؛ فتُفتح لهم أبواب الرحمات ونسائم المغفرة الماحية لذنوب السنين.
أحوج ما نكون نحن باستشعار هذه المعاني ومعايشة رحمة الله ببركة الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ليلتنا هذه.
وفي أحد أرجى الأحاديث الشريفة التي جعلها الله جل شأنه ملاذًا آمنًا للمكروبين والمحزونين، قال نبينا صلى الله عليه وسلم لصاحبه: إذن تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك.
أي ببركة ملازمة الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم يا أُبي أنت ومن بعدك تُغفر لكم السيئات.
أتخايل هاهنا أن السماوات التي عرج فيها أمين الوحي جبرائيل عليه السلام ليوحي إلى نبينا صلى الله عليه وسلم هذه البشارة لتكون بلاغًا وزادًا يتزود به المساكين أمثالنا في رحلة السفر الطويلة إلى قبور مظلمة، لا تزال تحمل عبق تلك البشرى القديمة فتزدهر ليلة كل جمعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
يعلم أحدنا من نفسه ذنوبًا تتحسر لها القلوب الحية حسرة لا تكاد تبلغها حسرة حتى كادت تلك المشاعر أن تكون ركزًا لموضع الألم الغائر كالسهم في القلب، ثم نغفل عن هذا الزمن الشريف، فكم نحن مساكين والله .. زاد قليل وسفر طويل وقلوب منهكة!
وإني وإن كنت أعلم أن بضاعتي من اللغة لن تبلغ بهاته الأحرف ما يُقرب هذا المعنى الشريف للأذهان، وأقر بتمام عجزي عن البيان لتلك المعاني التي تنزلت يومًا بعيدًا من السماء على قلب نبينا وأصحابه، بيد أني أرجو من الله البلاغ عني لقلوبكم.
فاللهم ربنا ارزقنا التزود من الصلاة على نبيك قربة لك وإليك قبل نداء المغيب إلى عالم لا رجعة بعده وسور يُضرب بيننا وبين ما نشتهي من ساعة قرب.
BY أحمد سيف
Share with your friend now:
tgoop.com/AhmadSaif_t01/1165