AHMADSAIF_T01 Telegram 1170
الحمد لله.. وبعد،
تعقيبان بمناسبة معرض الكتاب:
الأول:
كان الإمام أحمد -رضي الله عنه- ينهى أصحابه عن كتابة كلامه، اللهم إلا ما ندر!
والسلف عمومًا كانوا يكرهون التصدر؛ ومنه الكتابة والتصنيف.

وأنت اليوم ما أن تستقبلك أيام معرض الكتاب إلا وأنت راءٍ عجبًا!
تصنيفات كثيرة وروايات شتى وكتب لا تكاد تحصيها.. وبالأخص روايات الأخوات وكتب التنمية مش عارف ايه!!

بالمناسبة!
نص أدبي واحد لمي زيادة - مثلًا - من عشرة سطور قد يجعلك زاهدًا في جمهرة هذا الروايات المتناثرة في جنبات المعرض!!

الأعجب من هذا أني رأيت أُناسًا هنا مستواهم في الأدب والعربية عمومًا فقير، ولربما فقير جدًا، ومع ذلك يتصدرون لكتابة الروايات وتأليف الكتب، وأيضًا أخص الأخوات!!

بالمناسبة ثانية!
لست ضد التأليف ومحاولة التطور والكتابة؛ لكن بشرط التعلم أولًا وارتقاء عتبات الأدب واللغة، ثم من بعده التصنيف.

الحقيقة التي أجزم بها: أن ما نحن فيه اليوم من كثرة التصانيف ليس هو من أمارات الثقافة المتوهمة، بل هو أمارة تعالم وغياب وعي وفساد الذوق المجتمعي وضياع اللغة!

لكن وقبل أفول تلك الحروف ومن باب اتضاح المقال بالمقارنة، أعود لأحد نصوص مي زيادة سطرته في كتابها " باحثة البادية " تحكي فيه عن كاتبة مصرية أديبة من المصلحات ذوات النزعات الإسلامية ذكرت طرفًا من زيارتها الأولى لها وقد جاءت تلك الكاتبة أثناء اللقاء امرأة أخرى قريبة لها يبدو أنها كانت امرأة بسيطة فتبسطت معها باحثة البادية ملك، فوصفت مي هذا المشهد من تحول ملك من ذروة النقاش العميق والعمق الفكري إلى العامية في نفس المجلس قائلة:
ولكن لا يغرننا هذا الانقلاب السريع من جليل المعاني إلى تافهها، ولا تخدعنا هذه الضحكة الشبيهة بضحكة فتيات المدارس. إن لهذه المرأة كما لكل فرد من الأفراد النوابغ؛ شخصيات متعددات تظهر كل منها في حينها.
إنها تضحك بكل قواها كمن يضحك من قلب لم يخالطه بعد معنى الكآبة ولم تنزل بساحته وطأة الهموم.
ثم قالت: ولولا أن خيالات الفكر والكآبة تتمايل على جبهتها السمراء لتساءل المرء: أهو في حضرة امرأة ذاقت طعوم اللوعة والألم؟..
نعم إنها التاعت وتألمت!

قلت أنا: وأنت الآن لربما لو جمعت رواية المعرض كافة أمام تلك السطور الخمسة لطاشت تلك السطور بهاته الروايات بلا ريب.



tgoop.com/AhmadSaif_t01/1170
Create:
Last Update:

الحمد لله.. وبعد،
تعقيبان بمناسبة معرض الكتاب:
الأول:
كان الإمام أحمد -رضي الله عنه- ينهى أصحابه عن كتابة كلامه، اللهم إلا ما ندر!
والسلف عمومًا كانوا يكرهون التصدر؛ ومنه الكتابة والتصنيف.

وأنت اليوم ما أن تستقبلك أيام معرض الكتاب إلا وأنت راءٍ عجبًا!
تصنيفات كثيرة وروايات شتى وكتب لا تكاد تحصيها.. وبالأخص روايات الأخوات وكتب التنمية مش عارف ايه!!

بالمناسبة!
نص أدبي واحد لمي زيادة - مثلًا - من عشرة سطور قد يجعلك زاهدًا في جمهرة هذا الروايات المتناثرة في جنبات المعرض!!

الأعجب من هذا أني رأيت أُناسًا هنا مستواهم في الأدب والعربية عمومًا فقير، ولربما فقير جدًا، ومع ذلك يتصدرون لكتابة الروايات وتأليف الكتب، وأيضًا أخص الأخوات!!

بالمناسبة ثانية!
لست ضد التأليف ومحاولة التطور والكتابة؛ لكن بشرط التعلم أولًا وارتقاء عتبات الأدب واللغة، ثم من بعده التصنيف.

الحقيقة التي أجزم بها: أن ما نحن فيه اليوم من كثرة التصانيف ليس هو من أمارات الثقافة المتوهمة، بل هو أمارة تعالم وغياب وعي وفساد الذوق المجتمعي وضياع اللغة!

لكن وقبل أفول تلك الحروف ومن باب اتضاح المقال بالمقارنة، أعود لأحد نصوص مي زيادة سطرته في كتابها " باحثة البادية " تحكي فيه عن كاتبة مصرية أديبة من المصلحات ذوات النزعات الإسلامية ذكرت طرفًا من زيارتها الأولى لها وقد جاءت تلك الكاتبة أثناء اللقاء امرأة أخرى قريبة لها يبدو أنها كانت امرأة بسيطة فتبسطت معها باحثة البادية ملك، فوصفت مي هذا المشهد من تحول ملك من ذروة النقاش العميق والعمق الفكري إلى العامية في نفس المجلس قائلة:
ولكن لا يغرننا هذا الانقلاب السريع من جليل المعاني إلى تافهها، ولا تخدعنا هذه الضحكة الشبيهة بضحكة فتيات المدارس. إن لهذه المرأة كما لكل فرد من الأفراد النوابغ؛ شخصيات متعددات تظهر كل منها في حينها.
إنها تضحك بكل قواها كمن يضحك من قلب لم يخالطه بعد معنى الكآبة ولم تنزل بساحته وطأة الهموم.
ثم قالت: ولولا أن خيالات الفكر والكآبة تتمايل على جبهتها السمراء لتساءل المرء: أهو في حضرة امرأة ذاقت طعوم اللوعة والألم؟..
نعم إنها التاعت وتألمت!

قلت أنا: وأنت الآن لربما لو جمعت رواية المعرض كافة أمام تلك السطور الخمسة لطاشت تلك السطور بهاته الروايات بلا ريب.

BY أحمد سيف


Share with your friend now:
tgoop.com/AhmadSaif_t01/1170

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Earlier, crypto enthusiasts had created a self-described “meme app” dubbed “gm” app wherein users would greet each other with “gm” or “good morning” messages. However, in September 2021, the gm app was down after a hacker reportedly gained access to the user data. The visual aspect of channels is very critical. In fact, design is the first thing that a potential subscriber pays attention to, even though unconsciously. best-secure-messaging-apps-shutterstock-1892950018.jpg Telegram is a leading cloud-based instant messages platform. It became popular in recent years for its privacy, speed, voice and video quality, and other unmatched features over its main competitor Whatsapp. Telegram users themselves will be able to flag and report potentially false content.
from us


Telegram أحمد سيف
FROM American