tgoop.com/Al3roa20/6233
Last Update:
مُؤانَسةٌ، ومَا أدرَاكَ ما هِي!
لعلك سمعت عن هؤلاء الذين يأنسون بأحاديث السطور حين تجمعهم خلوة بكتبهم ودفاترهم، يطوفون الأزمان والبلاد بين ثنايا الصفحات، ويلتقون بأناس عانقتهم التُرب وباتت لهم مأوى، أناس على درجات شتى، فتراه يجلس حينًا في مجالس الخلفاء، وحينًا في دروس العلماء، وحينًا يدخل حربًا وينظر الأشلاء يمينًا وشمالًا، وأخرى في مجالس اللهو والشعر، و...
وتطوافي كان مختلفًا، فلا أنا جالست أميرًا ولا عالمًا ولا شاعرًا، بل جالست نورًا، جالست رحمة، جالست جمالًا، جالست سيدي أبا القاسم.. رسول الله ﷺ!
كان مبتدأ أمري وردًا حدّدتُّه من رياض الإمام النووي رحمه الله، ألهمني رب العالمين ضرورة أن أتعرض لأنوار الهدي النبوي، وفعلت، واظبت تارة، وانقطعت تارة، وآل الأمر في الأخير أن أواظب-بحمد الله-بلا انقطاع، أقرأه، فإن تعذر استمعت لتسجيل المتن، المهم ألا أنقطع.
ومع آخر حديث قرأته في الرياض أحسست بانقباض، أحسست بظمأ من بعد روي، دمعت عيني، أين رحلوا؟ وقد كانوا حولي أسمعهم!
رسول الله ﷺ، أصحابه، أمهات المؤمنين، أصواتهم تتجاذب مسمعي، ضحكًا، وحزنًا، وألمًا، وفرحًا، فجأة..اختفوا! وانطفأت جذوة الأنس داخلي.
ولعلك علمت سبب ذلك من مقدمة حديثي عن حديث السطور.
إن مجالسة رسول الله ﷺ والصحابة وأمهات المؤمنين وصحبتهم حلًّا وترحالًا ليس كمثلها مجالسة، مبعثٌ للنور والأنس والاهتداء، وهو ما لم تصبر نفسي على فقدانه، فمن بعد رياض النووي ذهبت أبحث عن ديوان آخر من دواوين السنة افتتح فيه وردًا جديدًا، أعاود المجالس مرة أخرى قراءة وسماعًا؛ كي يعود الأنس، كي يعود العلم، كي تعود البهجة..كي يعود النور! ولعلك تصحبني فتجعل لك وردًا من كتب السُّنة.
جمعني الله وإياك بنبيه ﷺ وصحبه في مجلس رب العالمين سبحانه وتقدس في فردوسه..آمين.
✍️ أحمد عبد الرحمن | أكاديمية الحديث.
BY العُرْوَةُ الوُثقَىٰ..")🍃
Share with your friend now:
tgoop.com/Al3roa20/6233