tgoop.com/Al3roa20/6295
Last Update:
كتب الشيّخ حسين عبدالرّازق:
[هذا جوابٌ لكلّ من يُراسلني بشأن حُبّه لطلب العلم وحرصه، لكن يشكو من أنّه ليس مُتفرِّغًا وله دوام يومي من ٨ ساعات إلى ١٠ أو أكثر، ويجعل ذلك عائقًا يمنعه من الدراسة، ويتوقّف عنها بسبب ذلك.
أقول: هذا عائق وهمي.
أعرفُ نابغين متميّزين في طلب العلم والدّعوة والتدريس ليسوا مُتفرّغين بل موظفون ولهم دوامٌ ٨ ساعات يوميّة وأكثر؛ لكنّهم فقط يُحبّون هذا الطريق، ويتقرّبون به إلى اللَّه، ويشعرون بالمسؤولية فيدّخرون كلَّ فراغٍ مهما صغُر للدراسة والحفظ والمُدارسة.
يعني يستغلُّون كل وقت، وكل فُرصة
الـ ١٥ دقيقة والـ ٥ دقائق، يستغلون أوقات المواصلات والمشي، وأمثالها في الاستماع إلى الدروس والمحاضرات والدورات، والقراءة في كتب السُنن وغيرها.
وأنجزوا كُتبا كثيرة قراءة وضبطًا و تحضيرًا للتدريس، يسيرون على برامج وخُطط، و طيُواظبون على القليل؛ فأثمر ذلك معهم ثمرة كبيرة ليس مجرّد ثقافة بل تخصُّص، وتدريس وتأليف كذلك.
كما أعرف -بل عِشتُ- مع مَن تفرّغَ تمامًا لطلب العلم وكُفِل كفالةً تامّة ليجعل وقته كلّه للتحصيل = فوالله ما حصّل شيئّا يُذكر، و كنتُ أراهم ينامون على الأقل ١٢ ساعة يوميّا مُوزّعةً على اليوم يقوم من النوم تعبان فيكمّل نوم، لا شعور له بالمسؤولية، و يتفنّن في إضاعة الوقت.
ولو شدّ حيله ساعة وذاكِر أو حفظ = يريّح جنبها خمس ساعات!
عنده الأدوات شبه كاملة ( شيخ، طلاب علم زملاء، مكتبات متكاملة، أقلام ودفاتر، صحة، كمبيوتر، كتب).
فقط يكوِي القميص و الغُترة و يُمسك بيده كتابًا ذهاباً وإيابًا، ويقترب من مجلس الشيخ، ولا بأس أن يُشارك بأي تعليق ليظهر في الصورة، وهو يُشعر مَن حوله بأنه مهتمّ شديد الحفاظ على وقته، ثمّ يرجع إلى أهله و قومه و قد انتظروا منه عالمًا أو حتى داعيًا بعد كلّ هذا الانقطاع و التفرّغ و الغُربة و النفقات فإذا به صِفر اليديْن.
ورأيتُ طلاب علم في معاهد كثيرة متفرُّغين تمامًا، يُكفلون و يُشجَعون، ومتوفّر لديهم أعظم سُبل التفوّق، وكثير منهم لا يُدرك هذه النعم، و هو في غاية التقصير و الكسل، ويُضيّعُ زهرة شبابه في تفاهات، وجدال ووسائل تواصل، ولا يُركّز فيما تفرّغ له.
لم تكن القضيّة يومًا في الأدوات والإمكانات، القضيّة باختصار:
عَزمٌ وإرادة ونيّة صالحة = تفتح المُغلق، وتجلبُ إعانة الله تعالى.
ومَن اجتهد على قدْر المُتاح واتقى اللهَ = أعانه الله وسدّده وكمّل نقصه.
ومَن انتظر اكتمال الأدوات ليبدأ = فلن يبدأ، ولو اكتملت ].
BY العُرْوَةُ الوُثقَىٰ..")🍃
Share with your friend now:
tgoop.com/Al3roa20/6295