ALANTSAR1 Telegram 698
Forwarded from نجيب الكثيري
وهذا الاستدلال استعمله بعض الشيعة في مسألة النذر، يقول الرافضي عبد الله دشتي: (( ... فعبارته الأخيرة: "إلا أن قال يا الله إني نذرت لك...الخ" تنبئك أن المقصد ما دام يرجع إلى أن النذر لله، لا يضر عدم دقته وخطأه في العبارة، فيقول الناذر: نذرت للولي، وإن مثل قوله نذرت لله من الناحية الشكلية، لكنه لا يضر ولا يعد شركًا؛ ما دام قصده ومرجعه إلى: نذرت لله والمصارف للولي، وكأنه في حقيقته من المجاز في الإسناد))([35]).
أي أن من نذر لغير الله، فقال: (نذرتُ للولي أن أذبح له شاة)، فمعناه عندهم، أنه نذر لله، ومصارف النذر للولي.
وهذه الصورة عند السبكي صريحة في أن المراد بـ(التوسل) هو طلب الغوث من النبي - صلى الله عليه وسلم-، باعتباره سببًا وواسطة، وهذا عندهم - بحسب نظرية الكسب- لا يتعلق به الشرك بحال، لأنه ليس فيه إسناد الفعل إلى المخلوق على جهة الحقيقة، (الاستقلال الذاتي).
وهناك (صورة ثانية) عند السبكي في شرعية دعاء الأموات والاستغاثة بهم تحت مصطلح (التوسل): وهي قوله: (( وقد يتوسل بذي الجاه إلى من هو أعلى جاها منه، والاستغاثة: طلب الغوث، والمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث من غيره، وإن كان أعلى منه، فالتوجه والاستغاثة به - صلى الله عليه وسلم -، وبغيره ليس لها معنى في قلوب المسلمين غير ذلك))([36]).
وهي طلب (الشفاعة) من الميت نبيًّا كان أم صالحًا، وهو المراد بقوله: (والمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث من غيره)، يعني أن يدعو الله أن يغيث السائل ويقضي حاجته.
وهناك صورة ثالثة: حشرها في سياق كلامه؛ وهي: قوله: (( وقد تكون الاستغاثة بالنبي على وجه آخر، وهو أن يقول: (استغثت الله بالنبي)، كما يقول: (سألت الله بالنبي)، وقد يحذف المفعول به ويقال: استغثت بالنبي بهذا المعنى))([37]).
فقوله: (استغثتُ اللهَ بالنبي) هذه هي مسألة (التوسل). غير أنه جعلها مبررًا للشرك، تحت مسمى الحذف والإيجاز. والمقصود أن المستغيث بالولي، حقيقته أنه (استغاث بالله)، متوسلًا بجاه الولي!
وهذه الصورة تدخل في الصورة الأولى ضرورةً، غير أن الفرق بينهما، أن الأولى متعلقة بـ(المعنى والمقصد)، والثانية متعلقة بــ(اللفظ والعبارة)، والجامع لهما: إسناد الفعل إلى غير الفاعل (مجازًا).
فإذا قال عابد القبر: (يا نبي الله أغثني)! فمعناه:
أحدهما: أنه توجه إلى النبي بطلب الغوث منه تسبُّبًا وكسبًا لكونه واسطةً، وإلا فالحقيقة إنما المستغاث به هو الله تعالى.
والأخرى: أنه توجه إلى الله بطلب الغوث منه حقيقة، متوسلًا بالنبي، غير أنه استعمل الحذف في العبارة، فقال: (يا نبي الله أغثني)، وإلا فهي: (يا الله أغثني بنبيك).
وهذا هو معناه في كلام السبكي السابق: (استغثتُ اللهَ بالنبي)، فيحذف المفعول به ويقال: (استغثتُ بالنبي).
وكل هذا تخليط بين حقيقة (التوسل) و(الاستغاثة)، وتهوين لقضية الشرك بالله، والتبرير لدعاء الأموات وعبادة القبور.
حتى قال ابن تيمية: (( فظنوا أن قول القائل: (استغثت بفلان) كقوله: (سألت بفلان) والمتوسل إلى الله بغائب، أو ميت تارة يقول: (أتوسل إليك بفلان) وتارة يقول: (أسألك بفلان)، فإذا قيل ذلك بلفظ الاستغاثة، فإما أن يقول (أستغيثك بفلان) أو (أستغيث إليك بفلان) ومعلوم أن كلا هذين القولين ليس من كلام العرب.
وأصل الشبهة على هذا التقدير أنهم لم يفرقوا بين (الباء) في "استغثت به" التي يكون المضاف بها مستغاثًا مدعوًا مسؤولًا مطلوبًا منه. وبـ(الاستغاثة المحضة) من الإغاثة التي يكون المضاف بها مطلوبًا به، لا مطلوبًا منه، فإذا قيل: (توسَّلتُ به)، أو (سألتُ به)، أو (توجَّهتُ به)، فهي الاستغاثة، كما تقول كتبت بالقلم، وهم يقولون: أستغيثه واستغثت به من الإغاثة كما يقولون استغثت الله واستغثت به من الغوث))([38]).
ويظهر من هذا التقرير أن شيخ الإسلام يفرق بين الاستغاثة الشركية التي يتوجه بها إلى الميت والتي حقيقتها طلب الغوث منه، والتي يصح التعبير عنها بقولهم: (استغثتُ بالوليِّ، أو استغثتُ الوليَّ).
وبين (التوسُّل بالوليِّ) و(السؤال به) و(التوجُّه به)، فهذا لو سمِّيَ استغاثة فهو في حقيقته إغاثة محضة من جهة اللفظ فقط، ولا تحمل معنى طلب الفعل من الولي وهو الغوث الحقيقي.
ومعلوم أن ما يفعله عبَّاد القبور من دعاء الأموات هو من الشرك الصريح، ولا يفرقون بين هذه العبارات فضلًا عن إدراكهم لمعانيها، وما يفترق بعضها عن بعض.
بل لا يميزون بين الحقائق العامَّة بين ماهيَّة (الاستغاثة بالأموات) وماهيَّة (طلب الشفاعة منهم) في الواقع، فضلًا عن ماهيَّة (التوسل).
وللأسف هناك من يروج لهذه القضية تحت عباءة التحقيق لمسائل العلم، حتى قال بعضهم: (والقول بأن طلب الدعاء من الميت عند قبره ليس شركًا، وإنما هو بدعة منكرة، يقوم على سبعة أصول: الأول: أن طلب الدعاء والشفاعة من المخلوق ليس عبادة في ذاته.



tgoop.com/AlAntsar1/698
Create:
Last Update:

وهذا الاستدلال استعمله بعض الشيعة في مسألة النذر، يقول الرافضي عبد الله دشتي: (( ... فعبارته الأخيرة: "إلا أن قال يا الله إني نذرت لك...الخ" تنبئك أن المقصد ما دام يرجع إلى أن النذر لله، لا يضر عدم دقته وخطأه في العبارة، فيقول الناذر: نذرت للولي، وإن مثل قوله نذرت لله من الناحية الشكلية، لكنه لا يضر ولا يعد شركًا؛ ما دام قصده ومرجعه إلى: نذرت لله والمصارف للولي، وكأنه في حقيقته من المجاز في الإسناد))([35]).
أي أن من نذر لغير الله، فقال: (نذرتُ للولي أن أذبح له شاة)، فمعناه عندهم، أنه نذر لله، ومصارف النذر للولي.
وهذه الصورة عند السبكي صريحة في أن المراد بـ(التوسل) هو طلب الغوث من النبي - صلى الله عليه وسلم-، باعتباره سببًا وواسطة، وهذا عندهم - بحسب نظرية الكسب- لا يتعلق به الشرك بحال، لأنه ليس فيه إسناد الفعل إلى المخلوق على جهة الحقيقة، (الاستقلال الذاتي).
وهناك (صورة ثانية) عند السبكي في شرعية دعاء الأموات والاستغاثة بهم تحت مصطلح (التوسل): وهي قوله: (( وقد يتوسل بذي الجاه إلى من هو أعلى جاها منه، والاستغاثة: طلب الغوث، والمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث من غيره، وإن كان أعلى منه، فالتوجه والاستغاثة به - صلى الله عليه وسلم -، وبغيره ليس لها معنى في قلوب المسلمين غير ذلك))([36]).
وهي طلب (الشفاعة) من الميت نبيًّا كان أم صالحًا، وهو المراد بقوله: (والمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث من غيره)، يعني أن يدعو الله أن يغيث السائل ويقضي حاجته.
وهناك صورة ثالثة: حشرها في سياق كلامه؛ وهي: قوله: (( وقد تكون الاستغاثة بالنبي على وجه آخر، وهو أن يقول: (استغثت الله بالنبي)، كما يقول: (سألت الله بالنبي)، وقد يحذف المفعول به ويقال: استغثت بالنبي بهذا المعنى))([37]).
فقوله: (استغثتُ اللهَ بالنبي) هذه هي مسألة (التوسل). غير أنه جعلها مبررًا للشرك، تحت مسمى الحذف والإيجاز. والمقصود أن المستغيث بالولي، حقيقته أنه (استغاث بالله)، متوسلًا بجاه الولي!
وهذه الصورة تدخل في الصورة الأولى ضرورةً، غير أن الفرق بينهما، أن الأولى متعلقة بـ(المعنى والمقصد)، والثانية متعلقة بــ(اللفظ والعبارة)، والجامع لهما: إسناد الفعل إلى غير الفاعل (مجازًا).
فإذا قال عابد القبر: (يا نبي الله أغثني)! فمعناه:
أحدهما: أنه توجه إلى النبي بطلب الغوث منه تسبُّبًا وكسبًا لكونه واسطةً، وإلا فالحقيقة إنما المستغاث به هو الله تعالى.
والأخرى: أنه توجه إلى الله بطلب الغوث منه حقيقة، متوسلًا بالنبي، غير أنه استعمل الحذف في العبارة، فقال: (يا نبي الله أغثني)، وإلا فهي: (يا الله أغثني بنبيك).
وهذا هو معناه في كلام السبكي السابق: (استغثتُ اللهَ بالنبي)، فيحذف المفعول به ويقال: (استغثتُ بالنبي).
وكل هذا تخليط بين حقيقة (التوسل) و(الاستغاثة)، وتهوين لقضية الشرك بالله، والتبرير لدعاء الأموات وعبادة القبور.
حتى قال ابن تيمية: (( فظنوا أن قول القائل: (استغثت بفلان) كقوله: (سألت بفلان) والمتوسل إلى الله بغائب، أو ميت تارة يقول: (أتوسل إليك بفلان) وتارة يقول: (أسألك بفلان)، فإذا قيل ذلك بلفظ الاستغاثة، فإما أن يقول (أستغيثك بفلان) أو (أستغيث إليك بفلان) ومعلوم أن كلا هذين القولين ليس من كلام العرب.
وأصل الشبهة على هذا التقدير أنهم لم يفرقوا بين (الباء) في "استغثت به" التي يكون المضاف بها مستغاثًا مدعوًا مسؤولًا مطلوبًا منه. وبـ(الاستغاثة المحضة) من الإغاثة التي يكون المضاف بها مطلوبًا به، لا مطلوبًا منه، فإذا قيل: (توسَّلتُ به)، أو (سألتُ به)، أو (توجَّهتُ به)، فهي الاستغاثة، كما تقول كتبت بالقلم، وهم يقولون: أستغيثه واستغثت به من الإغاثة كما يقولون استغثت الله واستغثت به من الغوث))([38]).
ويظهر من هذا التقرير أن شيخ الإسلام يفرق بين الاستغاثة الشركية التي يتوجه بها إلى الميت والتي حقيقتها طلب الغوث منه، والتي يصح التعبير عنها بقولهم: (استغثتُ بالوليِّ، أو استغثتُ الوليَّ).
وبين (التوسُّل بالوليِّ) و(السؤال به) و(التوجُّه به)، فهذا لو سمِّيَ استغاثة فهو في حقيقته إغاثة محضة من جهة اللفظ فقط، ولا تحمل معنى طلب الفعل من الولي وهو الغوث الحقيقي.
ومعلوم أن ما يفعله عبَّاد القبور من دعاء الأموات هو من الشرك الصريح، ولا يفرقون بين هذه العبارات فضلًا عن إدراكهم لمعانيها، وما يفترق بعضها عن بعض.
بل لا يميزون بين الحقائق العامَّة بين ماهيَّة (الاستغاثة بالأموات) وماهيَّة (طلب الشفاعة منهم) في الواقع، فضلًا عن ماهيَّة (التوسل).
وللأسف هناك من يروج لهذه القضية تحت عباءة التحقيق لمسائل العلم، حتى قال بعضهم: (والقول بأن طلب الدعاء من الميت عند قبره ليس شركًا، وإنما هو بدعة منكرة، يقوم على سبعة أصول: الأول: أن طلب الدعاء والشفاعة من المخلوق ليس عبادة في ذاته.

BY الانتصار لـأهل الأثر


Share with your friend now:
tgoop.com/AlAntsar1/698

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Each account can create up to 10 public channels For crypto enthusiasts, there was the “gm” app, a self-described “meme app” which only allowed users to greet each other with “gm,” or “good morning,” a common acronym thrown around on Crypto Twitter and Discord. But the gm app was shut down back in September after a hacker reportedly gained access to user data. “[The defendant] could not shift his criminal liability,” Hui said. The optimal dimension of the avatar on Telegram is 512px by 512px, and it’s recommended to use PNG format to deliver an unpixelated avatar.
from us


Telegram الانتصار لـأهل الأثر
FROM American