ALLAALAKAYIY Telegram 959
من الارتداد والشرك لمجرد كراهة اللفظ ؟

قال السرخسي في كلامه عن مسألة الذبح لغير الله : " إلَّا أَنْ يَسْمَعَهُ الْمُسْلِمُ يُسَمِّي عَلَيْهِ الْمَسِيحَ، فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ؛ لِأَنَّهُ ذَبَحَ بِغَيْرِ اسْمِ اللَّهِ ، وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ مُسْلِمٌ لَمْ يَحِلَّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾ [المائدة: ٣] فَحَالُ الْكِتَابِيِّ فِي ذَلِكَ لَا يَكُونُ أَعْلَى مِنْ حَالِ الْمُسْلِمِ، وَبَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ يَقُولُونَ: «يَحِلُّ لِأَنَّ الْمُسْلِمَ إذَا ذَبَحَ بِغَيْرِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى يَصِيرُ مُرْتَدًّا، وَإِنَّمَا لَا يُؤْكَلُ بِرِدَّتِهِ، وَهَذَا لَا يُوجَدُ فِي حَقِّ الْكِتَابِيِّ».

[المبسوط]

وقال الغزالي : «وَلَا يجوز أَن يَقُول بِاسم مُحَمَّد وَلَا أَن يَقُول بِاسم الله وَمُحَمّد رَسُول الله فَإِنَّهُ تشريك» .

[الوسيط]

قال الرافعي : وفي كتاب القاضي ابنِ كج : أن اليهودِيَّ لو ذَبَح، لـ«مُوسَى» أو النصراني لو ذبح لِـ«عِيسَى» أو الصليب -حَرُمَتْ ذبيحتُه، وأَنَّ المسلِمَ لو ذبح للكعبةِ أو للرسول ﷺ فيقوى أن يُقَال يحرمُ لأنه ذبح لغيرِ الله تعالى.

وقال : وفي تَعْلِيقة إبراهِيم المرْورُّوذي أن ما يُذبْحُ عن استقبالِ السُّلْطانِ تقرُّبًا إليه، أَفْتَى أهلُ بُخَارَى بتحريمهِ؛ لأنه مما أُهِلَّ به لغير الله تعالى .

[المجموع شرح المهذب]

وقال أبو بكر الخفاف :
«ولا يذبح لغير الله عز وجل»

[الأقسام والخصال]

وقال الجويني : ولو قال الذابح: باسم محمد، لم يجز هذا على هذه الصيغة، فليقع الذبح باسم الله تعالى، والصّلاة إن جرت، فهي من الأذكار المحبوبة، وليس الغرض من إجرائها إيقاع الذبح باسم محمد .

[نهاية المطلب]

فالذي لم يقل بأنه شرك أو أنه ذبح لغير الله لم يجزه بتفصيل مبتدع بل منع منه بإطلاق !

فأول من ذكر التفصيل بين مجرد التعظيم والعبادة لم يسبقه أحد إليه ولا حتى وافقه فيه أهل عصره بل وأهل مصره !

قال حاكياً عن الرافعي: وَوَقَعَتْ مُنَازَعَةٌ بَيْنَ جَمَاعَةٍ مِمَّنْ لَقِينَاهُمْ مِنْ فُقَهَاءِ قَزْوِينَ فِي أَنَّ مَنْ ذَبَحَ بِاسْمِ اللَّهِ وَاسْمِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، هَلْ تَحِلُّ ذَبِيحَتُهُ؟ وَهَلْ يَكْفُرُ بِذَلِكَ؟ وَأَفْضَتْ تِلْكَ الْمُنَازَعَةُ إِلَى فِتْنَةٍ .

وقال الرافعي مخرِّجاً قول المخالفين له : وقول مَنْ قال لا يجوزُ ذلك يمكِنُ أن يُحْمَل على أن اللفظةَ مكروهةٌ لأنها فيها الجمعُ والتَّشْرِيكُ .

[المجموع شرح المهذب]

قلت : ومجرد كراهة اللفظ لا يجعل بعض أصحاب الشافعي حاكمين بالردة على قائله ! ولا أن يجعل الغزالي حاكياً عن فاعل هذا بأنه يشرك النبي مع الله! ولا أن يطلق ابن كج وإبراهيم المروروذي بأنه يذبح لغير الله! فالكل على عدم التفصيل في المسألة وأن فاعلها إنما هو فاعل للشرك .


والرد على تفصيل الرافعي المبتدَع والذي أقره عليه النووي

ما قال ابن عبد الهادي: وأيضًا فإن الحلف به تعظيم له، فقولوا: يجب على الحالف أن يحلف به، لأنه تعظيم له وتعظيمه واجب، وكذلك تسبيحه وتكبيره والتوكل عليه والذبح باسمه،كل هذا تعظيم له، معلوم أن إيجاب هذا مثل إيجاب الحج إليه بالزيارة على من استطاع إليه سبيلًا، ولا فرق بينهما، وإن قلتم إنما نوجب نوعًا خاصًا من التعظيم طولبتم بضابط هذا النوع وحده، والفرق بينه وبين التعظيم الذي لا يجب ولا يجوز، وبيان أن الزيارة من هذا النوع الواجب، وإلا كنتم متناقضين موجبين في الدين ما لم يوجبه الله وشارعين شرعًا لم يأذن به الله.

[الصارم المنكي]

وقال ابن القيم : وقلَّما يتأتَّىْ السحرُ بدون نوع عبادة للشيطان، وتقرُّبٍ إليه؛ إما بذبح باسمه، أو بذبح يُقْصَدُ به هو، فيكون ذبحًا لغير الله، وبغير ذلك من من أنواع الشرك والفسوق. والساحرُ وإن لم يُسَمِّ هذا عبادة للشيطان فهو عبادةٌ له، وإن سمَّاه بما سمَّاه به فإن الشرك والكفر هو شركٌ وكفر لحقيقته ومعناه لا لاسمه ولفظه، فمن سجد لمخلوق وقال: ليس هذا بسجود له هذا خضوعٌ وتقبيل الأرض بالجبهة كما أُقَبِّلها بالنِّعم، أو هذا إكرامٌ، لم يخرجْ بهذه الألفاظ عن كونه سجودًا لغير الله فَلْيُسَمِّهِ بما شاء.
وكذلك من ذبح للشيطان ودعاه، واستعاذ به وتقرَّب إليه بما يحبُّ فقد عَبَدَهُ، وإن لم يُسَمِّ ذلك عبادةً بل يُسَمِّيه استخدامًا ما، وصَدَق هو استخدام من الشيطان له، فيصيرُ من خَدَم الشيطان وعابديه .

[بدائع الفوائد]



tgoop.com/Allaalakayiy/959
Create:
Last Update:

من الارتداد والشرك لمجرد كراهة اللفظ ؟

قال السرخسي في كلامه عن مسألة الذبح لغير الله : " إلَّا أَنْ يَسْمَعَهُ الْمُسْلِمُ يُسَمِّي عَلَيْهِ الْمَسِيحَ، فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ؛ لِأَنَّهُ ذَبَحَ بِغَيْرِ اسْمِ اللَّهِ ، وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ مُسْلِمٌ لَمْ يَحِلَّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾ [المائدة: ٣] فَحَالُ الْكِتَابِيِّ فِي ذَلِكَ لَا يَكُونُ أَعْلَى مِنْ حَالِ الْمُسْلِمِ، وَبَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ يَقُولُونَ: «يَحِلُّ لِأَنَّ الْمُسْلِمَ إذَا ذَبَحَ بِغَيْرِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى يَصِيرُ مُرْتَدًّا، وَإِنَّمَا لَا يُؤْكَلُ بِرِدَّتِهِ، وَهَذَا لَا يُوجَدُ فِي حَقِّ الْكِتَابِيِّ».

[المبسوط]

وقال الغزالي : «وَلَا يجوز أَن يَقُول بِاسم مُحَمَّد وَلَا أَن يَقُول بِاسم الله وَمُحَمّد رَسُول الله فَإِنَّهُ تشريك» .

[الوسيط]

قال الرافعي : وفي كتاب القاضي ابنِ كج : أن اليهودِيَّ لو ذَبَح، لـ«مُوسَى» أو النصراني لو ذبح لِـ«عِيسَى» أو الصليب -حَرُمَتْ ذبيحتُه، وأَنَّ المسلِمَ لو ذبح للكعبةِ أو للرسول ﷺ فيقوى أن يُقَال يحرمُ لأنه ذبح لغيرِ الله تعالى.

وقال : وفي تَعْلِيقة إبراهِيم المرْورُّوذي أن ما يُذبْحُ عن استقبالِ السُّلْطانِ تقرُّبًا إليه، أَفْتَى أهلُ بُخَارَى بتحريمهِ؛ لأنه مما أُهِلَّ به لغير الله تعالى .

[المجموع شرح المهذب]

وقال أبو بكر الخفاف :
«ولا يذبح لغير الله عز وجل»

[الأقسام والخصال]

وقال الجويني : ولو قال الذابح: باسم محمد، لم يجز هذا على هذه الصيغة، فليقع الذبح باسم الله تعالى، والصّلاة إن جرت، فهي من الأذكار المحبوبة، وليس الغرض من إجرائها إيقاع الذبح باسم محمد .

[نهاية المطلب]

فالذي لم يقل بأنه شرك أو أنه ذبح لغير الله لم يجزه بتفصيل مبتدع بل منع منه بإطلاق !

فأول من ذكر التفصيل بين مجرد التعظيم والعبادة لم يسبقه أحد إليه ولا حتى وافقه فيه أهل عصره بل وأهل مصره !

قال حاكياً عن الرافعي: وَوَقَعَتْ مُنَازَعَةٌ بَيْنَ جَمَاعَةٍ مِمَّنْ لَقِينَاهُمْ مِنْ فُقَهَاءِ قَزْوِينَ فِي أَنَّ مَنْ ذَبَحَ بِاسْمِ اللَّهِ وَاسْمِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، هَلْ تَحِلُّ ذَبِيحَتُهُ؟ وَهَلْ يَكْفُرُ بِذَلِكَ؟ وَأَفْضَتْ تِلْكَ الْمُنَازَعَةُ إِلَى فِتْنَةٍ .

وقال الرافعي مخرِّجاً قول المخالفين له : وقول مَنْ قال لا يجوزُ ذلك يمكِنُ أن يُحْمَل على أن اللفظةَ مكروهةٌ لأنها فيها الجمعُ والتَّشْرِيكُ .

[المجموع شرح المهذب]

قلت : ومجرد كراهة اللفظ لا يجعل بعض أصحاب الشافعي حاكمين بالردة على قائله ! ولا أن يجعل الغزالي حاكياً عن فاعل هذا بأنه يشرك النبي مع الله! ولا أن يطلق ابن كج وإبراهيم المروروذي بأنه يذبح لغير الله! فالكل على عدم التفصيل في المسألة وأن فاعلها إنما هو فاعل للشرك .


والرد على تفصيل الرافعي المبتدَع والذي أقره عليه النووي

ما قال ابن عبد الهادي: وأيضًا فإن الحلف به تعظيم له، فقولوا: يجب على الحالف أن يحلف به، لأنه تعظيم له وتعظيمه واجب، وكذلك تسبيحه وتكبيره والتوكل عليه والذبح باسمه،كل هذا تعظيم له، معلوم أن إيجاب هذا مثل إيجاب الحج إليه بالزيارة على من استطاع إليه سبيلًا، ولا فرق بينهما، وإن قلتم إنما نوجب نوعًا خاصًا من التعظيم طولبتم بضابط هذا النوع وحده، والفرق بينه وبين التعظيم الذي لا يجب ولا يجوز، وبيان أن الزيارة من هذا النوع الواجب، وإلا كنتم متناقضين موجبين في الدين ما لم يوجبه الله وشارعين شرعًا لم يأذن به الله.

[الصارم المنكي]

وقال ابن القيم : وقلَّما يتأتَّىْ السحرُ بدون نوع عبادة للشيطان، وتقرُّبٍ إليه؛ إما بذبح باسمه، أو بذبح يُقْصَدُ به هو، فيكون ذبحًا لغير الله، وبغير ذلك من من أنواع الشرك والفسوق. والساحرُ وإن لم يُسَمِّ هذا عبادة للشيطان فهو عبادةٌ له، وإن سمَّاه بما سمَّاه به فإن الشرك والكفر هو شركٌ وكفر لحقيقته ومعناه لا لاسمه ولفظه، فمن سجد لمخلوق وقال: ليس هذا بسجود له هذا خضوعٌ وتقبيل الأرض بالجبهة كما أُقَبِّلها بالنِّعم، أو هذا إكرامٌ، لم يخرجْ بهذه الألفاظ عن كونه سجودًا لغير الله فَلْيُسَمِّهِ بما شاء.
وكذلك من ذبح للشيطان ودعاه، واستعاذ به وتقرَّب إليه بما يحبُّ فقد عَبَدَهُ، وإن لم يُسَمِّ ذلك عبادةً بل يُسَمِّيه استخدامًا ما، وصَدَق هو استخدام من الشيطان له، فيصيرُ من خَدَم الشيطان وعابديه .

[بدائع الفوائد]

BY أبو يعقوب الشافعي


Share with your friend now:
tgoop.com/Allaalakayiy/959

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

A vandalised bank during the 2019 protest. File photo: May James/HKFP. Don’t publish new content at nighttime. Since not all users disable notifications for the night, you risk inadvertently disturbing them. Those being doxxed include outgoing Chief Executive Carrie Lam Cheng Yuet-ngor, Chung and police assistant commissioner Joe Chan Tung, who heads police's cyber security and technology crime bureau. Concise How to Create a Private or Public Channel on Telegram?
from us


Telegram أبو يعقوب الشافعي
FROM American