اشراقات فكرية/السيد محمد الصدر

اشراقات فكرية/السيد محمد الصدر

. والنجاة من النار. والإيثار الإسلامـيّ الصحيح هو ما يكون لإرضاء اللّٰـه تعالى؛ وذلك لأنَّ الجنّـة والنار ليستا سوى مظهراتٍ لرضاه وغضبه عزّ وجلّ. فمن الشطط العظيم أن يهتم الفرد بالقشور ويترك اللباب، وأن نرى في هذا المجال بوضوح أنَّ القوانين الأرضيّـة…

.

وعن هذا السبيل استطاع الإسلام أن يضمن امتثال البشر أوامره ونواهيه بمجرّد معرفتهم بحقيقته ورؤيتهم ساطع نوره،

وبذلك أحرز انتشار الفضيلة والعدل والتعاون في ربوع المجتمع والارتداع عن الرذيلة والإجرام.

ويمكننا أن نتصوّر الأوج الرفيع الذي يمكن أن يصله المجتمع الإسلامـيّ لو اتّـبع كل فردٍ فيه أوامر الإسلام بحذافيرها،

وعرف المسلمون حقيقة دينهم القويم وسعوا إلى تطبيقه بأمانةٍ وإخلاص.

الناحية الاجتماعية

المجتمع مكوّنٌ من مجموع أفراده، يسعد بسعادتهم ويشقى بشقائهم،

وعلى هذا الأساس أقام الإسلام نظريّـاته الاجتماعيّـة، ومزج مزجاً قويّـاً ودقيقاً بين تعاليمه الفرديّـة وتعاليمه الاجتماعيّـة،

حيث يرى أنَّ صلاح كلٍّ من الفرد والمجتمع صلاح الآخر، وفساده فسادٌ له، وفي هذا عمـقٌ وبُـعد نظر؛

لأنَّ الإسلام لم يكن أن يجني نفس الثمرات التي يمكن أن تجنى من تعاليمه فيما إذا فكّـك بين جانبيها النفسيّ والاجتماعيّ ؛

لأنَّ العوامل النفسيّـة التي ذكرنا طرفاً منها قبل قليل، هي المؤثّـر الرئيسيّ في حفز المكلّـف على إطاعة اللّٰه تعالى،

كما أنَّ الاجتماعيّـة الإسلاميّـة باعثةٌ على الصلاح الفرديّ.

ويجني الإسلام من هذا التعاون بين جانبي تعاليمه، ثماراً ناضجة ونتائج جميلة.

وبهذا فقد تنزّه الإسلام عن الثنائيّة المقيتة التي يقيمها الفكر الحديث بين الإنسان كفردٍ يعمل منفصلاً عن أعضاء مجتمعه،

وبين كونه مواطناً فعّـالاً في خضمّ المجتمع،

حيث تبيح هذه النظريّة كلّ عملٍ ليس فيه اعتداءٌ على حقوق الآخرين وإفسادٌ للحالة الاجتماعيّة مهما كان العمل في…

------------------------------

- السيّد الشهيد محمّد الصدر (قُدس سره)

-أشراقات فكرية ،ج1،ص184

---------------------------
معاني:-

أوج :-قِمَّة، ذُرْوة، أَعْلى درجة، العلوّ الأَرْفع، أَرْفع مقام.

www.tgoop.com/Alsadr1993/6484

593 viewsJun 27 at 17:02

.

وعن هذا السبيل استطاع الإسلام أن يضمن امتثال البشر أوامره ونواهيه بمجرّد معرفتهم بحقيقته ورؤيتهم ساطع نوره،

وبذلك أحرز انتشار الفضيلة والعدل والتعاون في ربوع المجتمع والارتداع عن الرذيلة والإجرام.

ويمكننا أن نتصوّر الأوج الرفيع الذي يمكن أن يصله المجتمع الإسلامـيّ لو اتّـبع كل فردٍ فيه أوامر الإسلام بحذافيرها،

وعرف المسلمون حقيقة دينهم القويم وسعوا إلى تطبيقه بأمانةٍ وإخلاص.

الناحية الاجتماعية

المجتمع مكوّنٌ من مجموع أفراده، يسعد بسعادتهم ويشقى بشقائهم،

وعلى هذا الأساس أقام الإسلام نظريّـاته الاجتماعيّـة، ومزج مزجاً قويّـاً ودقيقاً بين تعاليمه الفرديّـة وتعاليمه الاجتماعيّـة،

حيث يرى أنَّ صلاح كلٍّ من الفرد والمجتمع صلاح الآخر، وفساده فسادٌ له، وفي هذا عمـقٌ وبُـعد نظر؛

لأنَّ الإسلام لم يكن أن يجني نفس الثمرات التي يمكن أن تجنى من تعاليمه فيما إذا فكّـك بين جانبيها النفسيّ والاجتماعيّ ؛

لأنَّ العوامل النفسيّـة التي ذكرنا طرفاً منها قبل قليل، هي المؤثّـر الرئيسيّ في حفز المكلّـف على إطاعة اللّٰه تعالى،

كما أنَّ الاجتماعيّـة الإسلاميّـة باعثةٌ على الصلاح الفرديّ.

ويجني الإسلام من هذا التعاون بين جانبي تعاليمه، ثماراً ناضجة ونتائج جميلة.

وبهذا فقد تنزّه الإسلام عن الثنائيّة المقيتة التي يقيمها الفكر الحديث بين الإنسان كفردٍ يعمل منفصلاً عن أعضاء مجتمعه،

وبين كونه مواطناً فعّـالاً في خضمّ المجتمع،

حيث تبيح هذه النظريّة كلّ عملٍ ليس فيه اعتداءٌ على حقوق الآخرين وإفسادٌ للحالة الاجتماعيّة مهما كان العمل في…

------------------------------

- السيّد الشهيد محمّد الصدر (قُدس سره)

-أشراقات فكرية ،ج1،ص184

---------------------------
معاني:-

أوج :-قِمَّة، ذُرْوة، أَعْلى درجة، العلوّ الأَرْفع، أَرْفع مقام.

BY اشراقات فكرية/السيد محمد الصدر