Telegram Web
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 212
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ذلك عبثا في القرآن الكريم. وليس ذلك إلا لإفادة التبعيض.

إذ لا نتصور غير
ذلك إذا فهمنا ان الرأس هو الممسوح- كما هو المفروض- لا انه هو الماسح، كما سيأتي.

الوجه الثالث: ان يكون التبعيض مستفادا من تغيير السياق. مهما كان معنى الباء في ذاتها فاستعمالها هنا وان فرض مجازيا، إلا ان استفادة التبعيض واضحة من اجل تغيير السياق.

واعني بتغيير السياق، ما أشير إليه في صحيحة زرارة السابقة ومضمونه: ان الله سبحانه وتعالى استعمل الباء هنا ولم يستعملها في الوجه واليدين، فدل ذلك، يعني السياق، على التبعيض هنا والاستيعاب هناك.

وهذا احد وجوه فهم الرواية، وهي قابلة للحمل على وجوه أخرى مما سبق أو يأتي، وهي صادقة وواضحة بكل صورة.

الوجه الرابع: ان تكون الباء للإلصاق. وهي من معانيها لغة كقولنا مررت بزيد، فالمراد ان المسح يلتصق بالرأس. وأما التبعيض فيستفاد مما ذكرناه في الوجهين الثاني والثالث.

الوجه الخامس‏: ما احتمله السيد الأستاذ، من ان الماسح حقيقة وان كان هو اليد والممسوح هو الرأس غير ان وجود الباء يدلنا على العكس.

لأن الرأس أصبح آلة وسببا لمسح اليد، يعني ما فيها من رطوبة. نظير المسح بالحائط. فان معناه ان الحائط قد صار سببا لمسح اليد يعني لما فيها من أوساخ أو غيرها.

وأضاف: انه إذا صار الماسح هو الرأس يتعين ان يكون المسح ببعضه لا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 213
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 213
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بتمامه. كما هو الحال في المثال المتقدم. فان المسح لا يكون بكل الحائط، ولا تتوقف صحة التعبير على ذلك.
فكذلك الحال في الرأس.

إلا ان هذه الاستفادة وان كانت طريفة إلا أنها لا تخلو من بعض المناقشات:

أولا: ان الجزء الماسح عرفا هو المتحرك، والجزء الممسوح هو الثابت، فالحائط ثابت واليد متحركة، والرأس ثابت واليد متحركة فتكون اليد ماسحة والرأس والحائط ممسوحان.

ولا يتعين في هذا المثال ان يكون الحائط ماسحا، وإنما قد تستعمل الباء هنا للتبعيض أو الإلصاق أو نحوها ويصح به التعبير.

ثانيا: ان الآية لم تشر- كما اشرنا- إلى الجزء الماسح ما هو، هل هو اليد أو غيره.

وإذا كان شيئا آخر غير اليد فقد لا يصدق عرفا ان الرأس هو الماسح. كمسح الرأس بالحائط.

فإننا لو تابعنا هذه الفكرة لوجدنا الحائط ماسحا والرأس ممسوحا. وكذلك في مثل مسحه بالثوب أو بالقماش.

ثالثا: ان هذا المعنى خلاف سياق الآية الكريمة.

إذا قارنا هذه الفقرة بالفقرات المتقدمة، في جانب الغسل، فكما ان الوجه واليدين مغسولان، فكذلك الرأس والرجلين ممسوحان وهذا واضح من السياق.

وإذا لم يتم هذا الوجه تبقى لنا الوجوه‏
السابقة، ويبقى وضوح الآية الكريمة والرواية الشريفة قائما.

الجهة الثانية: قوله تعالى: وأرجلكم‏.
حيث قرأت بالخفض والنصب معا وكلاهما قراءة جائزة فقهيا.
فان‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 214
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 214
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قرأناها بالخفض، فهي معطوفة لا محالة على (رؤوسكم) فيكون حكمها نحويا هو الجر وفقهيا هو المسح.

ونقل في (الميزان): القول بأن الجر للإتباع.

قال: هو خطأ. فان الإتباع على ما ذكروه لغة رديئة لا يحمل عليها كلام الله تعالى. على ان الإتباع-- كما قيل-- إنما ثبت فيما ثبت في صورة اتصال التابع والمتبوع، كما قيل في قولهم: جحر ضب خرب، بجر الخرب إتباعا لا في مثل المورد مما يفصل العاطف بين الكلمتين.

أقول: وهذا القول صحيح منه‏ تماما.

وأما إذا قرأناها بالنصب، ففيها احتمالان:
الاحتمال الأول‏: أنها معطوفة على قوله‏ (وجوهكم). بالرغم من البعد بين الكلمتين بمقدار حوالي سطر.

الاحتمال الثاني‏: أنها معطوفة على قوله: برؤوسكم. ومحلها الجر إلا ان النصب قد جاء باعتبار العطف على محل (رؤوسكم) لأن المسح يأتي متعديا بدون الحرف، فيقال: امسحوا رؤوسكم. فتكون الكلمة منصوبة، وإذا دخلت الباء كانت زائدة، فجرت اللفظ وبقي المحل منصوبا، فتكون الكلمة اللاحقة للحرف العاطف معطوفة على المحل وهو النصب.

وينبغي التسليم، بأن كلا الاحتمالين، لا يخلو من صعوبة لغوية، هما: العطف على البعيد لفظيا أو العطف على المحل، وكلاهما لا يصار إليه بسهولة، الأمر الذي يعين ترجيح القراءة بالجر دون النصب لأن عندئذ يكون معطوفا على اللفظ الملاصق له عطفا اعتياديا.

وعلى تقدير النصب، فالإنصاف ان الاحتمال الثاني، وهو العطف على‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 215
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
ما وراء الفقه/سيد محمد الصدر
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 214 ـــــــــــــــــــــــــــــ قرأناها بالخفض، فهي معطوفة لا محالة على (رؤوسكم) فيكون حكمها نحويا هو الجر وفقهيا هو المسح. ونقل في (الميزان): القول بأن الجر للإتباع. قال: هو خطأ. فان الإتباع على ما ذكروه لغة رديئة لا يحمل عليها…
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 215
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المحل أرجح من الاحتمال الأول.
وذلك: لتخلل ألفاظ كثيرة بين المعطوف والمعطوف عليه وخاصة وجود الفعل.

والفاعل: (امسحوا) الذي يمثل نحويا جملة متكاملة، يصح السكوت عليها.
فهذا العطف يجعلنا نعطف لفظا من جملة على لفظ من جملة أخرى.

أو قل: نعطف لفظا في نهاية إحدى الجملتين على لفظ في بداية الجملة المتقدمة. وهو معنى ردي‏ء وإذا لم يكن رديئا فهو خلاف الظاهر جدا.

ومعه فإذا أخذنا بالاحتمال الثاني، نكون قد أخذنا بأظهر الاحتمالين طبقا لحجية الظهور المعتبرة شرعا.

ومعه يكون على كلا التقديرين: اعني قرائتي الجر والنصب، يكون العطف على قوله: برؤوسكم‏ غاية الأمر انه لو كان مجرورا فهو معطوف على اللفظ ولو كان منصوبا فهو معطوف على المحل.
فيكون مشمولا لحكمه وهو وجوب المسح.

الجهة الثالثة: قوله سبحانه: إلى الكعبين‏.

قالوا في اللغة: واختلف الناس في الكعبين بالنصب والكعب العظم لكل ذي أربع.
والكعب: كل مفصل للعظام.

وكعب الإنسان ما اشرف فوق رسغه عند قدمه. وقيل: هو العظم الناشز فوق قدمه.

وقيل: هو العظم الناشز عند ملتقى الساق والقدم.

وأنكر الأصمعي قول الناس انه في ظهر القدم. وذهب قوم إلى أنهما العظمان اللذان في ظهر القدم.

وقيل الكعبان من الإنسان العظمان الناشزان من جانبي القدم، قال ابن الأثير: الكعبان العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم من الجنبين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 216
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
ما وراء الفقه/سيد محمد الصدر
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 215 ـــــــــــــــــــــــــــــ المحل أرجح من الاحتمال الأول. وذلك: لتخلل ألفاظ كثيرة بين المعطوف والمعطوف عليه وخاصة وجود الفعل. والفاعل: (امسحوا) الذي يمثل نحويا جملة متكاملة، يصح السكوت عليها. فهذا العطف يجعلنا نعطف لفظا…
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 216
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والمتحصل من هذا الاختلاف بوضوح نسبي: ان الكعب فوق ظهر القدم وليس إلى جانبيه.
بدليل اتفاق عدد من هؤلاء القائلين على ذلك، وان اختلفوا في بعض الخصائص.

مع نسبة القول الآخر إلى القيل (وقيل: الكعبان الخ). وهو تضعيف له.

والظاهر ان مرادهم مما فوق القدم واحد وان اختلفت العبارات (ما اشرف فوق رسغه عند قدمه) والإشراف هو الارتفاع أو (العظم الناشز فوق قدمه) والنشوز الارتفاع أيضا أو (العظم الناشز عند ملتقى الساق والقدم) أو (أنهما العظمان اللذان في ظهر القدم) وإنما عبر بالتثنية لتعدد القدمين أنفسهما، كما في نفس الآية الكريمة على ما سنذكر.

والمهم ان كل هذه الأقوال مرجعها إلى شي‏ء واحد وهو العظم المرتفع قرب مفصل الساق على ظهر القدم. وتكون نهايته عند المفصل.

وروايتنا ناطقة بذلك نفسه، وهي الحجة في المعنى، حتى وان اختلفت عن اللغة في بعض التفاصيل.

لأن من حق الشارع المقدس ان يحدد المعنى الذي يريده في موضوع حكمه، وان المراد في موضوع وجوب مسح الرجلين هو ذلك، كما سنذكر قريبا، بدلالة هذه الروايات.

ففي الصحيحة عن زرارة وبكير أنهما سألا أبا جعفر (ع) عن وضوء رسول الله (ص) فدعا بطست ...

إلى ان قال: ثم قال تعالى: وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين‏.

فإذا مسح بشي‏ء من رأسه أو بشي‏ء من قدميه ما بين الكعبين إلى أطراف الأصابع فقد أجزأه. قال: فقلنا: أين الكعبان.

قال: ههنا يعني: المفصل دون عظم الساق. فقلنا: هذا ما هو. فقال: هذه من عظم الساق والكعب أسفل من ذلك. الحديث.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 217
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
ما وراء الفقه/سيد محمد الصدر
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 216 ـــــــــــــــــــــــــــــ والمتحصل من هذا الاختلاف بوضوح نسبي: ان الكعب فوق ظهر القدم وليس إلى جانبيه. بدليل اتفاق عدد من هؤلاء القائلين على ذلك، وان اختلفوا في بعض الخصائص. مع نسبة القول الآخر إلى القيل (وقيل: الكعبان…
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 217
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقوله: ههنا. يعني المفصل دون عظم الساق.

أي نهاية عظم الساق ومبدأ القدم. وهو المفصل يعني محل تحرك القدم عند اتصاله بالساق. قوله: هذا ما هو: إشارة إلى شي‏ء أعلى من ذلك.

لأن مفصل الساق ذو تسريح وتعوج نسبي ولا يكون مستقيما في عظم الساق إلا بعد مسافة.

فهما اعني الراويين أشارا إلى نقطة معينة من هذا التعرج وقالا: هذا ما هو. يريدان التأكد من ان هذا غير داخل في الكعب أو في محل وجوب المسح.

وجاء الجواب: (هذا من عظم الساق). يعني: فلا يجب مسحه (والكعب أسفل من ذلك) نازلا إلى جهة القدم قليلا.

وعن ميسر عن أبي جعفر (ع) قال: ألا احكي لكم عن وضوء رسول الله (ص).

إلى أن يقول: ثم وضع يده على ظهر القدم ثم قال: هذا هو الكعب. وقال: وأومأ بيده إلى أسفل العرقوب. ثم قال: ان هذا هو الضنبوب.

فقوله: هذا هو الكعب، ليس كل ظهر القدم طبعا، لأنه لا يحتمل ذلك، وإنما هو الجزء المرتفع منه إلى جهة الساق لا محالة وقوله: ان هذا هو الضنبوب لدفع ما عليه بعض العامة من المسح إلى العظمين الناتئين في طرفي أسفل الساق بعنوان كونهما هما الكعبان.

كما سمعنا من بعض اللغويين فيقول الإمام (ع) عنه انه ليس كعبا بل يسمى: الضنبوب، فلا يجب مسحهما.

وكذلك يمكن الاستدلال على ذلك بما دل من الروايات على وجوب مسح ظهر القدم.
مما لا حاجة إلى نقله لأنه يستوجب الإطالة.

هذا وأما وجوب مسح كل هذه المنطقة، اعني ظهر القدم طولا وهل الغاية داخلة في المعنى ونحو ذلك من الأبحاث، فهو موكول إلى الفقه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 218
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
ما وراء الفقه/سيد محمد الصدر
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 217 ـــــــــــــــــــــــــــــ فقوله: ههنا. يعني المفصل دون عظم الساق. أي نهاية عظم الساق ومبدأ القدم. وهو المفصل يعني محل تحرك القدم عند اتصاله بالساق. قوله: هذا ما هو: إشارة إلى شي‏ء أعلى من ذلك. لأن مفصل الساق ذو تسريح…
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 218
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن قد يقال: ان التثنية في الكعبين دالة على أنهما العظمان الناتئان في طرفي الساق لتعددهما في كل قدم وأما ما كان في ظهر القدم فواحد.

وجوابه: ان التثنية إنما هو باعتبار تعدد (القدمين) فلو أخذنا بفكرة السؤال لكان اللازم الجمع: (بكعوبهم) لأنها أربعة لدى الإنسان. فالتثنية دالة على خلاف المعنى الذي أراده السائل.

الجهة الرابعة: قوله سبحانه: وإن كنتم جنبا فاطهروا وقال في الآية الأخرى: لا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا. صدق الله العلي العظيم.

وبعد التجاوز عن المسائل الفقهية نتساءل عن قوله تعالى، إلا عابري سبيل.

ما معناه بعد التسالم على ان قوله: فاطهروا وقوله: تغتسلوا بمعنى واحد عمليا.

كل ما في الأمر ان الغسل هو العمل الظاهري بتفاصيله.

والطهارة هو الأثر الناتج منه، كما قلنا في فصل الطهارة.

وعلى كل تقدير تدل الآية الكريمة على حرمة الدخول في الصلاة على المجنب ما لم يرفع جنابته بالغسل، وهو معنى مانعية الجنابة وشرطية الطهارة.

فلماذا استثني عبور السبيل من وجوب غسل الجنابة، وكيف؟

عبور السبيل هو المشي فيه، على معنى انه يعبر من محل خروجه إلى محل وصوله بواسطة الطريق الذي يقطعه أو يمشي فيه.

وصور السبيل، يكون على نحوين، مختلفين باختلاف السبيل أو الطرق التي يحتاج إليها الفرد.

النحو الأول‏: الطرق القصيرة، كالتي تكون داخل مدينة واحدة والمهم فيها شرعا أنها لا تنافي أوقات الصلاة.

بل من الممكن ان يصل المكلف إلى هدفه ويصلي فيه وان كان جنبا فانه يغتسل ويصلي. فلا حاجة إلى استثنائه لأنه ليس‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 219
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
.#تابع.. 👇🏻
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 219
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فيه أي كلفة أو صعوبة.

وحتى لو كان مقصودا من الآية، فانه سيعني انه لا يجب إيجاد غسل الجنابة في الطريق بل في محل الاستقرار لا محالة. وهذا معنى عرفي مفهوم شرعا.

لا يستثني من ذلك إلا حال ضيق الوقت، وهو في الطريق وتمكن من استعمال الماء فيجب عليه المباشرة بالغسل. والاستثناء في الآية وارد مورد الغالب.

النحو الثاني‏: الطرق الطويلة التي يكون قطعها سفرا، وخاصة في الأسفار القديمة التي كان التعب فيها شديدا والماء فيها شحيحا. وفي مثل ذلك لا يجب الغسل، اعني إذا فقد الماء في السفر أو كان محل ضرورة استعماله، وتقود الوظيفة الشرعية إلى التيمم المنصوص عليه بعد سطر في نفس الآية الكريمة.

إذ من الواضح ان قوله (إلا عابري سبيل) يعني استثناء وجوب الغسل. ولكن هذا لا يعني جواز الدخول في الصلاة مع الجنابة. بل الشريعة هيأت له وظيفته في التيمم.

وبتعبير آخر: فان الغسل بالماء ساقط. وأما التيمم فيرجع إلى وظيفة المكلف. فان كان واجدا للتراب، وجب عليه، وان لم يكن واجدا له كان فاقدا للطهورين.

الجهة الخامسة: قوله تعالى: وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغآئط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا.

وبالرغم من وجود عدة أسئلة حول هذه الآية الكريمة إلا أننا نوكل عددا، منها إلى مواضعها من التفسير والفقه.. إلا ما جاء منها عرضا في الكلام.

ونحاول الجواب بعونه سبحانه على السؤال الرئيسي في الآية الكريمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 220
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
السلام عليكم
محتاج كادر (رجال ) ( نساء ) للعمل على

١- تقسيم مواضيع الكتاب
٢- تصميم بسيط للاغلفة و للخاتمة
٣- مونتاج بسيط للفيديوهات
٤- كتابة عناوين المواضيع
٥- تحويل البصمات الى تسجيل
٦- تدقيق العمل
٧- تدقيق لغوي و فني
٨- نشر في القناة


يتواصل ويانا عبر هذا الحساب : @hs1998
ما وراء الفقه/سيد محمد الصدر
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 219 ـــــــــــــــــــــــــــــ فيه أي كلفة أو صعوبة. وحتى لو كان مقصودا من الآية، فانه سيعني انه لا يجب إيجاد غسل الجنابة في الطريق بل في محل الاستقرار لا محالة. وهذا معنى عرفي مفهوم شرعا. لا يستثني من ذلك إلا حال ضيق الوقت،…
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 220
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وتوضيحه:

أنها عددت بظاهرها أربعة أسباب للتيمم: المرض والسفر والمجي‏ء من الغائط، وملامسة النساء.
وهو الجماع على الصحيح.

مع العلم انه من الواضح فقهيا ان المرض والسفر بمجرده لا يوجبان التيمم، ما لم يقترنا بأحد السببين اللذين بعدهما.

وهما المجي‏ء من الغائط الذي هو الحدث الأصغر بصفته احد مصاديقه والجماع، وهو الحدث الأكبر بصفته احد مصاديقه. فما لم يحدث احد الحدثين لا حاجة إلى التيمم حتى في المرض والسفر. فلماذا وردا في الآية كسببين مستقلين للتيمم.

حتى قالوا: ان ذكر المرض والسفر مستدرك‏ وقالوا: ان الآية من معضلات القرآن الكريم، كما في كشف الكشاف.
وقد ذكر الإشكالات من وجوه:

1- ترك ذكر الحدث في أولها.

2- وذكر الجنابة فقط بعده.

3- والإجمال الذي لم يفهم ان الغسل بعد الإقامة- يقصد القيام- إلى الصلاة أم لا.

4- وترك: كنتم حاضرين صحاحا قادرين على استعمال الماء.

5- ثم عطف‏ (إن كنتم) عليه وترك تقييد المرض.

6- وتأخير (فلم تجدوا) عن قوله‏ (أو جاء).
7-
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 221
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
(#بسم_الله_الرحمن_الرحيم)
مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا 

(#صدق_الله_العلي_العظيم)
سورة الأحزاب/ ٢٣
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#الختمة_عدد(١٩١)
#نيابة_عن_إل_الصدر_الكرام
وجميع المؤمنين والمؤمنات
الأحياء منهم والأموات
#لحفظ_وتعجيل_المهدي_المنتظر (عج)
ولنصر على الأعداء في غزة وكل بقاع الأرض

ـــــــــــــــــــــــــــــ
١~/
٢~/
٣~/
٤~/
٥~/
٦~/
٧~/
٨~/
٩~/
١٠~/
١١~/
١٢~/
١٣~/
١٤~/
١٥~/
١٦~/
١٧~/محجوز
١٨~/محجوز
١٩~/محجوز
٢٠~/
٢١~/
٢٢~/
٢٣~/
٢٤~/
٢٥~/
٢٦~/
٢٧~/
٢٨~/
٢٩~/
٣٠~/
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من يود المشاركة في جزء
مراسلة المعرف (@hs1998)

في ميزان حسناتكم أن شاء الله تعالى
#الشفاء_العاجل_لجميع_الجرحى_والمصابين
#في_لبنان_وفلسطين
ما وراء الفقه/سيد محمد الصدر
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 220 ـــــــــــــــــــــــــــــ وتوضيحه: أنها عددت بظاهرها أربعة أسباب للتيمم: المرض والسفر والمجي‏ء من الغائط، وملامسة النساء. وهو الجماع على الصحيح. مع العلم انه من الواضح فقهيا ان المرض والسفر بمجرده لا يوجبان التيمم، ما…
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 221
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وذكر (جاء احد منكم من الغائط أو لامستم النساء) مع عدم الحاجة إليها.
إذ يمكن الفهم مما سبق.

8- والعطف بأو والمناسب الواو.

9- والاقتصار في بيان الحدث الأصغر على الغائط.

10- والتعبير عن الحدث الأصغر ب- (جاء احد منكم من الغائط).

11- والاقتصار في بيان الحدث الأكبر على الجنابة.

12- والتعبير عن الجنابة ب- (لامستم).
وكل هذه الأسئلة من تسويلات الشيطان، ضد واضحات الشريعة والقرآن، وإنما ذكرناها، لنكون على بصيرة وشجاعة في ردها، ولا يقول القائل: ان ترك السؤال يغني عن الجواب.

وقد اشرنا إلى أننا سنتجاوز بعض الأسئلة أما هذه الأسئلة الاثنى عشر منها، فسنذكرها. ولكن ما تركه السائل مثل، مفهوم عدم وجدان الماء ومعنى التيمم فسنعرض عنه لأنه جانب فقهي خالص.

ومن الطريف ان هذه الأسئلة لا تشمل السؤال الذي حررناه، وهو الوجه في ذكر المرض والسفر كسببين للتيمم. ومن اللازم ان نذكر الجواب عليه أولا ثم نحاول ان نجيب على الباقي.

والجواب يكون بأحد عدة وجوه:
الوجه الأول‏: ان نلتزم ان المرض والسفر هي من الأحداث الموجبة للوضوء أو التيمم إلى جانب الأحداث الأخرى وكل من كان على وضوء أو تيمم ثم حصل له مرض أو سفر، وجب عليه تجديد ما يتمكن منهما.

وهذا هو ظاهر القرآن الكريم وظاهره حجة، كما ثبت في محله. والسؤال‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 222
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
السلام عليكم
محتاج كادر (رجال ) ( نساء ) للعمل على

١- تقسيم مواضيع الكتاب
٢- كتابة عناوين مواضيع الكتاب
٣- مونتاج بسيط للفيديوهات
٤- تصميم بسيط للاغلفة و للخاتمة

يتواصل ويانا عبر هذا الحساب : @hs1998
ما وراء الفقه/سيد محمد الصدر
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 221 ـــــــــــــــــــــــــــــ وذكر (جاء احد منكم من الغائط أو لامستم النساء) مع عدم الحاجة إليها. إذ يمكن الفهم مما سبق. 8- والعطف بأو والمناسب الواو. 9- والاقتصار في بيان الحدث الأصغر على الغائط. 10- والتعبير عن الحدث الأصغر…
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 222
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إنما طرح لأجل الاعتقاد بعدم سببية المرض والسفر للوضوء والتيمم.

اللهم إلا ان يقال في جوابه ان ظاهر القرآن الكريم حجة، إلا فيما علمنا يقينا بخلافه. وهذا الظاهر من هذا القبيل، فلا يكون حجة، للوضوح الفقهي في كل المذاهب الإسلامية عليه فلابد ان نحاول ان نفهم من الآية الكريمة غير ما يتبادر من هذا الظاهر كما يأتي في الوجوه الآتية.

الوجه الثاني‏: ان تكون أو بمعنى الواو. كما احتمله الكثيرون من عدد من المذاهب الإسلامية. أقول: ولعلها نزلت بالواو فعلا وزيدت الهمزة سهوا.

وان كان هذا الاحتمال غير وارد ظاهرا، لأن الصحيح هو الضبط وعدم التحريف في ألفاظ القرآن الكريم.

إلا ان كون الحرف بمعنى الواو، وان لم يكن بلفظه احتمال وجيه. وإنما وردت على هذا الشكل لتوحيد الشكل بلاغيا في عطف الجمل الأربعة، لتكون على سياق واحد. وإلا فالواقع-- بناء على هذا الوجه-- ان العطف قد تم بين احتمالين على اليمين، وهما المرض والسفر، واحتمالين على اليسار وهما الغائط والملامسة. فقد عطف هذا المجموع على هذا المجموع. ومقصوده وجوب التيمم مع انضمام بعضها إلى بعض إجمالا.

وعطف المجموعات في اللغة العربية ليس سهلا، إذا اقترن إلى عطف الأفراد أيضا.

وقد احتاج القرآن الكريم إلى مثل ذلك عدة مرات نذكر بعضها.
فمنها قوله تعالى: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات‏. إلى آخر الآية.

فقد عطف مجموعات متعددة على بعضها البعض بنفس الحرف الذي عطف الأفراد به، فالمسلمين والمسلمات مجموعة كما ان المؤمنين والمؤمنات‏

ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 223
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
حملة المليون ( لا إله الا الله )

اهداء و نيابة عن
١- (النبي محمد و ال بيته الاطهار)
٢- (ال الصدر الكرام)
٣- (المؤمنين و المؤمنات)

العدد المنجز : 92732

لحفظ وتعجيل قائم ال محمد ( ع)

ـــــــــــــــــــــــــــــ
لمشاركة ،ارسال عدد التهليل عبر: @hs1998
السلام عليكم
اكو صلاة عبادة سنة كاملة و فلوسه تتحول لدعم البنيان المرصوص/ دعم لبنان

الي يريد ياخذ جزء من هاي الصلاة علمود فلوس هاي العبادة تذهب الى دعم لبنان

يتواصل ويانا عبر هذا الحساب : @hs1998
ما وراء الفقه/سيد محمد الصدر
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 222 ـــــــــــــــــــــــــــــ إنما طرح لأجل الاعتقاد بعدم سببية المرض والسفر للوضوء والتيمم. اللهم إلا ان يقال في جوابه ان ظاهر القرآن الكريم حجة، إلا فيما علمنا يقينا بخلافه. وهذا الظاهر من هذا القبيل، فلا يكون حجة، للوضوح…
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 223

ـــــــــــــــــــــــــــــ
مجموعة، والقانتين والقانتات مجموعة وهكذا. وقد عطفها بحرف واحد هو الواو لعدم توفر حرف آخر في اللغة، يمكن استعماله بين المجموعات أو يميز بين المجموعات والأفراد وإنما يبقى هذا التمييز ذهنيا خالصا لمن يلتفت إليه.

ويشبهها من بعض الجهات قوله تعالى: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا.

حيث عطف مجموعتين، على بعضهما وإحدى المجموعتين هي كل الأوصاف إلا الأخيرتين والمجموعة الأخرى قوله: (ثيبات وأبكارا) فقد عطف أفراد المجموعة الأولى بنفس الطريقة التي عطف بها المجموعة الأولى على الثانية.

وهي بحذف حرف العطف. نعم عطف أفراد المجموعة الثانية بالواو.

ولو كان قد عطفها كلها بالواو أو بأي حرف آخر لكان الكلام ممسوخا، وحاشاه.

فكذلك الحال في آية التيمم التي نتكلم عنها، عطف المجموعتين بنفس حرف العطف في الأفراد لضيق اللغة عن غير ذلك.

فانه لو كان قد استعمل الواو. فأما ان يستعمله في العبارة التالية (أو لامستم النساء).

أو تبقى معطوفة بأو فان أبدلها إلى الواو تغير الحكم عما هو المقصود،
وكان التيمم واجبا مع اجتماع الحدثين الأصغر والأكبر دون احدهما. وهذا ليس مقصودا بالتأكيد.

وان بقيت العبارة الأخيرة معطوفة بأو مع وجود العطف بالواو قبلها، كان ذلك خلاف البلاغة في السياق بلا إشكال، على أفضل طرق اللغة العربية في البيان.

ويبقى التمييز بين المجموعتين، والفهم الفقهي للآية، موكولا إلى فكر المفكرين وتفسير المعصومين (ع).

فان لم تكن أو بمعنى الواو، فلا اقل أنها هي المقصود الضمني أو اللبي‏

ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص: 224
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
( #بسم_الله_الرحمن_الرحيم )
۞ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۞ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۞ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ۞ …

( #صدق_الله_العلي_العظيم)
ـــــــــــــــــــــــــــــ.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم الشريف يارب ياكريم

.
(#بسم_الله_الرحمن_الرحيم)
مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا 

(#صدق_الله_العلي_العظيم)
سورة الأحزاب/ ٢٣
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#الختمة_عدد(١٩١)
#نيابة_عن_إل_الصدر_الكرام
وجميع المؤمنين والمؤمنات
الأحياء منهم والأموات
#لحفظ_وتعجيل_المهدي_المنتظر (عج)
ولنصر على الأعداء في غزة وكل بقاع الأرض

ـــــــــــــــــــــــــــــ
١~/
٢~/
٣~/
٤~/
٥~/
٦~/
٧~/
٨~/
٩~/
١٠~/
١١~/
١٢~/ محجوز
١٣~/ محجوز
١٤~/
١٥~/ محجوز
١٦~/
١٧~/محجوز
١٨~/محجوز
١٩~/محجوز
٢٠~/
٢١~/
٢٢~/
٢٣~/
٢٤~/
٢٥~/
٢٦~/
٢٧~/
٢٨~/
٢٩~/ محجوز
٣٠~/ محجوز
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من يود المشاركة في جزء
مراسلة المعرف (@hs1998)

في ميزان حسناتكم أن شاء الله تعالى
#الشفاء_العاجل_لجميع_الجرحى_والمصابين
#في_لبنان_وفلسطين
حملة المليون ( لا إله الا الله )

اهداء و نيابة عن
١- (النبي محمد و ال بيته الاطهار)
٢- (ال الصدر الكرام)
٣- (المؤمنين و المؤمنات)

العدد المنجز : 92732

لحفظ وتعجيل قائم ال محمد ( ع)

ـــــــــــــــــــــــــــــ
لمشاركة ،ارسال عدد التهليل عبر: @hs1998
2024/09/27 00:32:35
Back to Top
HTML Embed Code: