tgoop.com/Alsarem33/236
Last Update:
التأصيل الذي أتحدث عنه من مفهوم دين الإسلام و يظن البعض أنه من أمور الجاهلية ، وللأسف عمّ هذا التصورالخاطئ حتى شمل طلاب العلم على اختلاف مستوياتهم وصار مسَلّمَة لا تقبل الجدل والنزاع، مما أفضى إلى نسيان أساسيات التلفظ وارتباطاته السببية كونه لازمها ونتاجها بحيث يكون حجة بنفسه ومُلزِماً لكل عاقل بما عقله عن الأساسيات ومُبتَنَاها فيكون خلاصة واضحة بينة ، وحجة دامغة لا غموض فيها ولا اشتباه ، ولا يستطيع ردها إلا مكابر ومعاند ، تسقط أعذاره بدعوى الجهالة وعدم العلم بالإنذار ويستوجب المؤاخذة على التفريط بعدم الإستعداد والتواؤم مع ما ينبغي ، وهذا كان مسلك رسل الله في تقرير الحق على أقوامهم حسب ما يعقلونه من أسباب سواءً مُسَبِّبة أو مُسَبَّبة تلزم إحداها بحصول الأُخرى ، ولذلك كانت تُقام على الناس الحجة من أول وهلة . لفقدانهم المبرر بعدم الإستجابة والإيمان . ولعجزهم عن مقارعة الحجة ، يلجأون إلى الجحود والتكذيب غير المُبَرَّر . و أما المؤمنون فيكونون على ثقةويقين وهدى وبصيرة، لكن مع طول الأمد ، وتداخل الثقافات ، وتوالي الأجيال والقرون ، وتحين أصحاب الأهواء للفرص ، و تكريس أهل الكفر من المغضوب عليهم والضالين حياتهم ، ودخول بعضهم الإسلام للكيد والتحريف وقلب الحقائق ، وحرف المسار قدر استطاعتهم ، وبالمقابل ، نقل المعارف و العلوم وعلى رأسها القرآن الكريم ، وما أُثِرَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث والسيرة ، للاستفادة منها ورفع مستواهم الدنيوي من خلالها ، فيضربوا عصفورين بحجر واحد ، أولها غرس الشقاق بين المسلمين وتهيأتهم للاستجابة لكل مؤثراتهم وأهدافهم ودعاياتهم ، و إثارة الناس ضد من يظنوه عقبة في طريقهم بالإفتراءآت الكاذبة و إلصاق التهم الباطلةو الأعمال القبيحة بهم ، وثانيها رفع المستوى العلمي لبني ملتهم في كل المجالات العلمية ، فيرتقوا هم ، ويسقط المسلمون ، نتيجة الفرقة والخصام ، والإنشغال بغير مؤدى اللفظ من الكلام ، فيحصل الإنتقام ، وتظهر شوكتهم ، و تنتكس راية الإسلام والمسلمين ، ولا يسهل ذلك إلا بالتجهيل وبحرف الأفهام ، عن طريق التعزيز ، وإشهار من يخضع لمخططاتهم وربط الناس بهم. فتداخلت الأنواع وغفل الناس ، فنشأت أجيال تحتج بأقوال الرجال في مسائل الدين ، سالكة طريق التقليد ، وهي تُنكره ، ، جاهلة بوضعية حالها ، وهي تمارسه، تتلوا كلام ربها من غير تدبر وتمعن ،طُلِبَ منها لتقف وتحصد نتاج حظها ومقسومها من ما أعطاها خالقها ، لكنها توجهة بكل أحاسيسها إلى ما قاله فلان وفلان من أندادها ، مشمرة إلى تقمص ما يحصله الخيال من حركاتهم وسكناتهم و كأنهم الأنبياء الأطهار والمرسلين الأخيار. أؤلئك كالأنعام بل هم أضل ، ولربما تجد من يحفظ المجلدات ، كلام في كلام ، وهو صفر اليدين ، لا يفطن لما يُرَاد ولا يأبه بما يُجاد ، مُصحِّفٌ مُخذلِف ولربما يقرأ الكلمات بتشاكيل تحرف مسارها وتقلب معانيها ، وبوقاحة يُفصل ويشرح ، متصدراً للفتيا ، أعور بين عميان ، قد غاص في الأوراق وطاح ، يشعر كأنه طير يُحلق بجناح ، يتقزز عند ذكر من أحصرهم خصوم له ، قد سل سيفه سلطاً على رؤس المؤمنين ، يحطهم أسفل من نعال المشركين ، متناسياً ما عندهم من أصل الدين ، فهو القاضي والحاكم ، قوله عنده وأجحاشه فصلٌ ليس بهزل ، قد نذر نفسه بزعمه لنصرة الدين ، ودهس هام الكافرين ، لكن بمفهومٍ لا يؤكده حسم ولا يؤيده جزم ، إلا ما ألفه ، كبغبغاء يردد ما قِيل ، فلا هو يعي ماينطق ولاهو يعقل ما يُقال ، ولو علم مبدأ الألفاظ ومنتهاها وأطرق بتمعن، لنال ما عنه مال و وصل إلى ما كان عنه مُحال، .
BY فيصل صالح أحمد الدوكي ( محمد بَنِي عَبَّاد )👍
Share with your friend now:
tgoop.com/Alsarem33/236