tgoop.com/Alsarem33/465
Last Update:
.هناك الكثير من الغموض في مُسمى القبائل وكان تقادم الزمن وتداخل الثقافات ، وتباين الحكومات ، وتحكّم أهل النفوذ ، وتغَير الأوضاع الأقتصادية والسياسية والثقافية من حين لآخر، وتقديم المصالح الشخصية على القضايا العامة ، وتحييد الضوابط الشرعية خصوصاً والعلمية عموماً وتجاوزها ، كل ذلك وغيره من الأنماط الأخرى ،كان له الدور الملموس في طمس الحقائق ونسيانها، وحلول الكذب و الأباطيل وتوطينها ،في مُختلف نواحي الحياة العلمية والعملية الواقعية . ومنه ما نحن بصدده فيما حصل من الكذب والتضليل ، في مُسمى القبائل و تنسيبها، إلى ما نسجه الكُتاب من خيالاتهم ، ومنها قبائل حاشد وبكيل والتي سبق وأن تحدثت في ذلك ، فإلى جانب أن هذان الإسمان لم يكونا معروفين في الجاهلية أو الإسلام في قرونه الثلاثة الأولى. ومن أعظم الأدلة على ذلك أن المسلمين الفاتحين الأولين الذين فتحوا بلاد فارس والروم ومصر وغيرها ، هم من أهل اليمن ، ولم نسمع أو نقرأ عن صحابي أو تابعي منتهى لقبه الحاشدي أو البكيلي ، وهذا لا خلاف فيه ولانزاع . فمن أين أتى أولئك الكُتّاب بتلك السلسلات المخترعة المكذوبة ؟ ولماذا؟ فهذان سؤالان مطروحان لتجيبوا عليهما بأنفسكم ؟ . وكما قلت في منشورات سابقة أن تأصيل منطقتي حاشد وبكيل كان ، في القرن الثالث الهجري وما بعده تقريباً ، والإسمين نكرتان تدلان على العموم فلا يُحملان على التعيين والمدح إلا بالدليل والذي هو محور الإرتكاز في التأصيل.،ثم حصل تقسيم تأصيلي فيما بعد في فترات متلاحقة متواكباً مع ظروف التوسع والعمران فعلى سبيل المثال حصل تقسيم منطقة بكيل إلى وحدات إدارية متدرجة الإتساع والإحتواء والإختصاص ومن ذلك تفرع مناطق دهم من بكيل ، ثم مناطق ذوغيلان ، والتي جاء من ضمنها فيما بعد مناطق ذوحسين ومناطق ذومحمد ، فإلى جانب المقصود الشرعي والذي يؤكد بالوصف والإختصاص زيادة في الإعتناء وتنبيها على لزومه كان ضمنه تقسيم إداري وبشري ليجري عليه ضوابط النسب والحسب الشرعية مضبوطة بدلالات شرعية مفهومة من القران الكريم ومن أحاديث النبي صلى الله عليه وعلى آله. تحددت في ضوئها الحقوق والواجبات ، وانفصل القبائل عن من مضى من أسلافهم مِن مَن فاتهم شرف الإسلام وقطعوا الصلة بهم وتَسَموا بإسماء وألقاب تُشير إلى سماتهم المَتعلقة بدين الإسلام ونبيه الكريم قائمة و مستتمة على شرط الوفاء و التمام .ولإن التأصيل كان شرعياً وفق القواعد العلمية والشرعية،ولإن السكان خليط متفاوت ولايزال هناك من هو باقٍ على يهوديته وهناك من هو فاقد الأهلية لإحصال الشرط الضابط .لذا فلقب حاشد ، أو بكيل أو غيرهما. يَصدُق الإسم على جميع سكانها وهم متفاتون في المدح والذم.يفصل في ذلك ضابط الرفعة وصلتهم به مُبتنية عليه ألقابهم ومتناسبة معهم إلزاماتهم يتبين من خلالها نوعياتهم إن كانوا قبائل أو ليسوا بقبائل فأهل الذمة معروف لقبهم ومُؤكد بهيئاتهم ومظاهرهم ومساكنهم و كذلك غيرهم . وعليه فعند التعريف يُقال للشخص هو قبيلي من قبائل حاشد ، أو قبيلي من قبائل بكيل ، أو قبيلي من قبائل دهم ، أو قبيلي من قبائل ذوغيلان ، أوقبيلي من قبائل ذو حسين ، أوقبيلي من قبائل ذومحمد، وإذا قال قائل كيف يصلح إن كان ذمّيّاً أن يقال من ذو محمد ، فالجواب لا يصح أن يُذكر إلا ولقبه الذي يخصصه بالذم يُقارنه ثم يقال من بلاد ذومحمد فيقال ذمي من بلاد ذومحمد أو يهودي من بلاد ذومحمد باعتبار أنه يسكن تلك الجهة ، . وكذا يُقال للقبيلة هي قبيلة من قبائل حاشد أو قبيلة من قبائل بكيل ، أو قبيلة من قبائل دهم ، أو قبيلة من قبائل ذوحسين ، أو قبيلة من قبائل ذومحمد ، ليحصل التعريف بالفصل عن العموم ، فإذا قيل فلان من حاشد أومن بكيل أومن.... أومن..... فإنه يكون مبهماً وللتحديد ينبغي التفصيل فقد يكون قبيلياً وقد يكون من السادة وقد يكون من الأقيال، لكن إذا قيل هذا الذمي من بلاد حاشد أو أولئك الذميين من بلاد حاشد فباعتبار السكن فهم من أهل الذمة يسكنون في بلاد حاشد ولا ينطبق أن يقال ذمي حاشدي لإنه لا يبتني على ما جاء لأجله الإسم لإنه ذمي ليس له سبب إلى المكانة والحسب وقد مُيزوا بالمظهر والمسكن المخالف لغيرهم ليُعرفوا مثل الزُّنَّار ، وفصلهم بقرى خاصة ، حتى إنه لم توجد قرية للقبائل إلا جوارها قرية صغيرة لأهل الذمة، وكان عددهم قد تناقص مع مرور الأزمان لدخول الكثير منهم في الإسلام على فترات متفاوتة .
BY فيصل صالح أحمد الدوكي ( محمد بَنِي عَبَّاد )👍
Share with your friend now:
tgoop.com/Alsarem33/465