tgoop.com/Alsarem33/534
Last Update:
قال الله تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ... الآية) يظن الكثير أن الآية في أن رضاهم لن يحصل إلا باتباع دين اليهود أو دين النصارى فتصير يهودياً أو نصرانياً وهذا ليس صحيحاً ، وإنما المعنى حتى تتبع منهجهم في التحريف وتطويع شريعة الإسلام ، كما حرفوا هم فتتفقون في التحريف وتكون سواء ، والخطاب لأمة الإسلام جميعاً . ولذلك قال الله في الآية التي بعدها( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون) أي يتبعونه على حقيقته التي أرادها الله بلا تحريف ولا تبديل وِفق قواعد الفهم وأسسه التي أرشدهم إليها وهي لغة العرب ، لذلك على من يُعلم الناس أن يوصلهم إلى معاني القرآن والشرع لا أن يوصل ألفاظ القرآن والشرع إلى معاني أخرى احتمالية قد تدل على المعنى من جانب وتخالفه من جانب آخر أو تكون قاصرة عن بلوغ الغاية والمراد ولا تشمل المعنى من جميع الجوانب والوجوه بحجة التسهيل و اتباع طريقة تناسب القصور فيهم ، لإن قولهم وما قد يكتبوه أو يُكتب عنهم سيصير مع الأيام عسيراً فهمه على الناس وبالتالي يحتاج إلى من يُبسِّطه وهكذا ، جيل بعد جيل فتتشعب الأفهام وتخرج عن حيز المقصود ، ثم أردف الله بذكر عاقبة الكفر به .وهو ليس كفر الجحود والإنكار مطلقاً وإنما هو كفر التحريف وتغير المعنى وصرفه بالتأويل المخالف للأسس التي أمرنا الله بها، مما قد يؤدي إلى ابتكار قواعد وأسس ، تجعل أوامر الله ورسوله تصب فيما أرادوا أو يتلاءم مع ما قد حصل من انحرافات ، فهذا كفر إنكار لمدلوله الحق، وليس كفر إنكاره مُطلقاً
BY فيصل صالح أحمد الدوكي ( محمد بَنِي عَبَّاد )👍
Share with your friend now:
tgoop.com/Alsarem33/534