tgoop.com/Alsarem6/13649
Last Update:
قال الإمام ابن القيم: وسَمع مرةً شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ -قدّس الله روحه- مُنشدًا يُّنشدُ أبياتَ يحيى الصَّرصريِّ التي أوّلُها:
" ذَكَرَ العَقيقَ فهاجَهُ تَذكارُهُ "؛
فلمّا وصل إلى قولِه:
يا مَن ثَـوىٰ بين الجوانحِ والحَـشا* منِّي وإن بعُـــدَتْ عليّ ديــارُهُ
عطفًا علىٰ قلبٍ بحبِّـــــكَ هٰــــائمٍ * إن لّم تصِـلْه تَصدّعتْ أعشارُهُ
وارحمْ كئيبًا فيك، يقضي نحْـــبَهُ * أسفًا عليكَ، وما انقضت أوطارُهُ
لا يســــتفيقُ من الغـــرام، وكلما * حجبـوك عنه تَهــتّكت أستارُهُ
اشتدَّ بكاؤه ونَحيبُه، وتَغيّر حالُه.
قال: «وأُنشد مرة عنده من شعر يحيى قولُه في نونيته:
روحُ المجالس ذكره وحديثه * وهدى لكل ملدّد حيرانِ
وإذا أُخلَّ بذكره في مجلسٍ * فأولئك الأمواتُ في الحيَّانِ
إلى أن وصل المنشد إلى قوله:
والمستهام على المحبة لم يزل * حاشا لذكراكم من النِّسيانِ
لو قيل: ما تهوى؟، لقلتُ مبادراً:* أهوى زيارتكم على أجفانِ
تالله إن سمح الزمان بقربكم * وحللتُ منكم بالمحلِّ الدَّاني
لأعفِّرنَّ الخدَّ شكراً في الثرى * ولأَكحلنَّ بتربكم أجفاني
فغلبه البكاء والنحيب».
«الكلام على مسألة السماع» ط. مدار الوطن ص343- 344
BY كناشة الخواطر والأشعار.
Share with your friend now:
tgoop.com/Alsarem6/13649