Telegram Web
لو رأيت حديثي لشعرت مرّة أنني مع الحزب ومرّة أخرى كأنني ضدّه، وهذا ليس تناقضي، إنّما هو اختلاف حاد وتطرّف في وجهات النظر حولنا يحاول الإنسان موازنته، والنّاس اليوم للأسف -في معظمها- إما تُنكر كلّ خير من حزب الله أو ترى فيه الخير كلّه، وأما مُنكر الخير فإما يشعرك بأنّهم والأمريكان والإسرائليين في علاقة حميميّة وكلّ ما يحدث مسرحية؛ وهذا سخف لا يُناقش ولا يُنظر فيه فالعداء واضح وبيّن وإن التقت المصالح في بعض المساحات، أو يكون الهجوم ممن تذوّق مرارة هذه الجماعات في سوريا والعراق وغيرها وهذا الهجوم مفهوم لعظمة الظلم الواقع منهم ولا نختلف معهم فيه ولكن نختلف في تجريد الحزب كلّ الخير أو حتى الشماتة المطلقة والمسخرة في وقت يُحارِب فيه قوّة الشرّ المطلق المتمثّلة في إسرائيل وأمريكا ومن معهما، فإن سلمنا وجود الشرّ الكبير في إيران وحلفاؤها -وأنا أُسلِّم- إلا أنّ هذا لا يُقارن مع الشرّ الإسرائيلي الأمريكي الغربي، وهذا كلّه ضمن سياق الغياب السنّي الكامل والتخلّي عن أهم قضيّة إسلاميّة اليوم فإن كان الحزب يبحث عن مصلحته ويُقدّم في سبيل ذلك الغالي والنفيس فلماذا لا يبحث المسلمون السنّة عن مصلحتهم،، وأما رفع كلّ الشر عن الحزب وتبرئته من كلّ الدماء والإشكالات العقديّة والسلوكيّة فهذا تطرّف كما ذاك، فالخلافات والإشكالات والكوارث موجودة ولا يمكن محاولة تغييبها كلّها ولو حاولنا،،، ولكن المهم العدل يا شباب، العدل هو من أهمّ قيم الإسلام بل يدّعي الكثير محاربة الحزب لظلمه -ونتفق- ثُمّ يذهب يمارس الظلم ويُغيّب العدل في التعامل معه، فهذا ميزان لا يستقيم عند أهل الحق، وأفهم أنّ هذا التركيب المشاعري والإيماني مُعقّد ومتداخل ولكنّه مُمكن، كما أنّ تحريرها كلّها ممكن…
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ (37) الزمر
إنَّك بحاجةٍ لإنسانٍ حقيقيّ، أكثر من حاجتِك لإنسانٍ مُبهِر. سيُفقَد الانبهارُ مع الوقت، لتعاوِد رؤيةَ شخصٍ عاديٍّ أمامك، دونَ أن يدفعَك شيءٌ لإيجادِ ما قد يميِّزه فيك. يربحُ الوضوحُ في النِّهاية، وتخيب مساعي التصنُّعِ مهما ادُّعِيَت، وتبقى العلاقةُ إنسانًا لإنسان، لا صفَقةً تجاريَّةً رابحةً ولا حفلةَ استعراض. منِ اتَّبع العاطفةَ وحدها، سيُجَرُّ بأذيالِها لما لا يرضيه، ومنِ انتهجَ العقلَ باتِّزانٍ سلِم وغنِم. أنا لا أقولُ لكَ اقسَ، لكن لا تنسَ نفسك!

عابدة كدُّور.
عمريات
إنَّك بحاجةٍ لإنسانٍ حقيقيّ، أكثر من حاجتِك لإنسانٍ مُبهِر. سيُفقَد الانبهارُ مع الوقت، لتعاوِد رؤيةَ شخصٍ عاديٍّ أمامك، دونَ أن يدفعَك شيءٌ لإيجادِ ما قد يميِّزه فيك. يربحُ الوضوحُ في النِّهاية، وتخيب مساعي التصنُّعِ مهما ادُّعِيَت، وتبقى العلاقةُ إنسانًا…
بمناسبة الابهار والتميّز الملفت والتأثر فيه، عندي من القناعة ما يكفي أنّه لا يوجد إنسان بمكمله مُبهر، قد يكون هناك من يجيد صناعة الفُرجة في مساحة وإظهارها أو حتى من هو مبهر حقيقة لكن في مساحة واحدة ضيّقة من مساحات الحياة،، وليس في هذا إنقاص من أحد، ولكن هذا هو الإنسان وهكذا نحن، وفي هذا الفهم راحة للنفس وإراحة للغير، وحتى مقاومة لذلك الفضول والإعجاب لاقتحام ذلك النور البعيد، النور الذي ستجد ولابد تحته من العاديّة والظلمة الكثير،، وهُنا تتجلّى قيمة أشياء مثل الحُب والقبول والرضا، تلك الأشياء التي لا تبحث عن الدهشة وإنما توجِدها في النفس وتراها في الغير..
Forwarded from الراضون.
اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَهاكا
وَذُقتَ مِنَ الصَبابَةِ ما كَفاكا
وَطالَ سُراكَ في لَيلِ التَصابي
وَقَد أَصبَحتَ لَم تَحمَد سُراكا
فَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
وَقُل لي إِن جَزِعتَ فَما عَساكا
وَكَيفَ تَلومُ حادِثَةً وَفيها
تَبَيَّنَ مَن أَحَبَّكَ أَو قَلاكا
بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي
وَذُق ياقَلبُ ما صَنَعَت يَداكا
لَعَمري كُنتَ عَن هَذا غَنِيّاً
وَلَم تَعرِف ضَلالَكَ مِن هُداكا
ضَنيتُ مِنَ الهَوى وَشَقيتُ مِنهُ
وَأَنتَ تُجيبُ كُلَّ هَوىً دَعاكا
فَدَع ياقَلبُ ماقَد كُنتَ فيهِ
أَلَستَ تَرى حَبيبَكَ قَد جَفاكا
لَقَد بَلَغَت بِهِ روحي التَراقي
وَقَد نَظَرَت بِهِ عَيني الهَلاكا
فَيا مَن غابَ عَنّي وَهوَ روحي
وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكا
حَبيبي كَيفَ حَتّى غِبتَ عَنّي
أَتَعلَمُ أَنَّ لي أَحَداً سِواكا
أَراكَ هَجَرتَني هَجراً طَويلاً
وَما عَوَّدتَني مِن قَبلُ ذاكا
عَهِدتُكَ لاتُطيقُ الصَبرَ عَنّي
وَتَعصي في وَدادي مَن نَهاكا
فَكَيفَ تَغَيَّرَت تِلكَ السَجايا
وَمَن هَذا الَّذي عَنّي ثَناكا
فَلا وَاللَهِ ماحاوَلتَ عُذراً
فَكُلُّ الناسِ يُعذَرُ ما خَلاكا
وَما فارَقتَني طَوعاً وَلَكِن
دَهاكَ مِنَ المَنِيَّةِ ما دَهاكا
لَقَد حَكَمَت بِفُرقَتِنا اللَيالي
وَلَم يَكُ عَن رِضايَ وَلا رِضاكا
فَلَيتَكَ لَو بَقيتَ لِضُعفِ حالي
وَكانَ الناسُ كُلُّهُمُ فِداكا
يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني
أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
وَلَم أَرَ في سِواكَ وَلا أَراهُ
شَمائِلَكَ المَليحَةَ أَو حِلاكا
خَتَمتُ عَلى وِدادِكَ في ضَميري
وَلَيسَ يَزالُ مَختوماً هُناكا
لَقَد عَجِلَت عَلَيكَ يَدُ المَنايا
وَما اِستَوفَيتَ حَظَّكَ مِن صِباكا
فَلَو أَسَفي لِجِسمِكَ كَيفَ يَبلى
وَيَذهَبُ بَعدَ بَهجَتِهِ سَناكا
وَما لي أَدَّعي أَنّي وَفِيٌّ
وَلَستُ مُشارِكاً لَكَ في بَلاكا
تَموتُ وَما أَموتُ عَلَيكَ حُزناً
وَحَقَّ هَواكَ خُنتُكَ في هَواكا
وَيا خَجَلي إِذا قالوا مُحِبٌّ
وَلَم أَنفَعكَ في خَطبٍ أَتاكا
أَرى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً
وَلَيسَ كَمَن بَكى مَن قَد تَباكى
فَيا مَن قَد نَوى سَفَراً بَعيداً
مَتى قُل لي رُجوعُكَ مَن نَواكا
جَزاكَ اللَهُ عَنّي كُلَّ خَيرٍ
وَأَعلَمُ أَنَّهُ عَنّي جَزاكا
فَيا قَبرَ الحَبيبِ وَدِدتُ أَنّي
حَمَلتُ وَلَو عَلى عَيني ثَراكا
سَقاكَ الغَيثُ هَتّاناً وَإِلّا
فَحَسبُكَ مِن دُموعي ما سَقاكا
وَلا زالَ السَلامُ عَلَيكَ مِنّي
يَرُفُ مَعَ النَسيمِ عَلى ذُراكا

-بهاء الدين زهير.
لا يعنيني حزنك أو فرحك على شخص أو جماعة، ولكن يعنيني أن أقول أنّه يجب علينا فرادى وجماعات أن نبكي، كلّ أماكننا مُستباحة ودمنا هو الأرخص، ونتساقط هُنا وهناك، وفي الوقت الذي يسعى فيه عدوّنا سرًّا وعلانية لمشروعه الضخم الذي سيتجاوزنا كلّنا بل سيقضي علينا، نحن لا نفعل أيّ شيء، لا شيء يذكر….
إذا كنت تسأل وتريد أن تسمع الإجابة التي في رأسك فقط؛ فلا تسأل وارتاح وأرحنا من عقلك الضيّق..
الحياة معقّدة وتستعصي على التبسيط، وتسطيحها إما جهل بها أو تجاهل لها…
لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ (١٩٦) مَتَٰعٞ قَلِيلٞ ثُمَّ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ (١٩٧) لَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا نُزُلٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۗ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّلۡأَبۡرَارِ (١٩٨) آل عمران
من اللفتات الجميلة التي سمعتها منذ فترة، وتُعبّر عن كيف يعمي الكبر صاحبه، فرعون الذي وصل كبره أقصاه حتى تجرأ وقال أنا ربكم الأعلى، عندما رأى البحر انقسم ومشى موسى عليه السلام ومن معه على اليابسة بين شطريه، لم يتنبّه كون هذه المعجزة حصلت لموسى ومن معه بل تجرأ واقتحمها ورُبّما ظنّها نتيجة لقدرته وقوّته؛ فكان هلاكه هو ومن معه في البحر،، فلا يغرّنك كلّ هذا الاستعراض والغطرسة والاستغناء فلرّبما يُريد الله عزّ وجل أن يهلكهم بها…
Forwarded from رِفق~
وإذا كان الإنسان تسوءه سيئته، ويعمل لأجلها عملاً صالحاً كان ذلك دليلاً على إيمانه.

‏ابن رجب الحنبلي.
في أحد الكُتب الأجنبية المحترمة التي تُعلّم كيف يتم التعامل مع الحالات المختلفة، ليس فقط العلاج الطبّي وإنّما الكثير من اللفتات السلوكيّة والمواقفيّة، من الأشياء التي ذكروها في حالة ما بمعناها: لن تستطيع أن تساعد من لا يريد مساعدة نفسه، هذه المرأة التي تلوم الجميع ولا تنظر إلى نفسها أبدًا يُمكنك تأجيل الحديث معها إلى جلسة قادمة لعلّك ترى منها غير ذلك. ونقل لنا الدكتور محمود الوفا عن أستاذه قوله: " انت عمرك ما هتبقى دكتور الناس كلها، فاعرف النّاس اللي محتاجة مساعدتك وساعدهم علشان متضيعش وقتك ومجهودك"، وهذا كما هو في الطبّ فهو في الحياة كلّها…
أُحب الإجابة بتثبيت النقطة التالية: هل يُمكن أن لا يُريد الإنسان مساعدة نفسه؟ بصراحة وبوضوح نعم، لا أحد يقول لك ذلك ولكن الواقع يقول أنّ الكثير من النّاس لا يُريد مساعدة نفسه، وذلك ببساطة لأنّ مساعدة النَفس تتطلّب جزء كبير من الالتزام والمجهود وترك البكاء وندب الحظ، بمعنى أنّ مُعظم مشاكل الإنسان تكون إما بخطأ شخصيّ يرتكبه الإنسان أو مُشكلة يُسببها له غيره، فالذي يرتكب الخطأ ولا يُريد الاعتراف به ولا إصلاحه فكيف يُمكنه مساعدة نفسه أو حتى مساعدته وهو لا يرى نفسه مخطئا ويُرمي بذلك على غيره،، وأما الذي يُسبب له غيره المشاكل، فلا أقول أنّه يجب أن يلوم نفسه أو يُحمّل نفسه السبب؛ ولكن ببساطة -ومع كل أسف- الإنسان هو المسؤول عن نفسه، وعليه هو -وحده- لملمة أوراقه ونفسيّته، ولا مُشكلة في تركيب الأمر وصعوبته وأخذه للوقت، ولكنّها ببساطة مسؤوليتنا ولن تحلّ بغيرنا…
ها أنا أسرق من يومي لصناعة هذه اللحظات في غرفتي هُنا، بعد أن كنت أصنعها مرارا في مصر، أصنعها الآن لأعيد شعوري ذلك، مع أنني حينها كُنت أريد شعوري الآن، وهذا هو الإنسان..
رأيت رام الله من الكتب التي أكرر النظر فيها لقيمتها الشعوريّة والنفسيّة والوجوديّة الخاصّة بي،، بمناسبة التكرار، هذا الكتاب من الكتب التي قال عنها المهندس أيمن عبدالرحيم-فرّج الله عنه وعن الكاتب- أنّها يجب أن تعاد كلّ ثلاثة أيّام، وبرأيي هذه الأيّام نحن في أشدّ الحاجة إلى العودة لهذا الكتاب، وفي بداية هذا الكتاب قدّم السكران شيء جامع رائع عن علاقتنا بمواقع التواصل الاجتماعي، وبعدها -وهو هدف الكتاب- تحدّث عن الماجَرَيات السياسيّة وكيف يُمكن التعامل معها وأتى بخمس نماذج إسلاميّة من مختلف الاتجاهات وناقش مشروعها، السكران يُريد أن يشرح كيف يتحوّل الإنسان من مُتابع مُتفرّج إلى متابع مُنتِج، والسكران لا مشكلة لديه أن يقول لك مباشرة: فمن كانت هذه الشبكات قد لكزته في دوامة الماجَرَيات فيفترض به الوقوف الصارم مع الذات وإعادة تنظيم العلاقة لتكون "متابعة منتجة" ومتناسبة مع القدر المطلوب فلا تطغى على مهامه الأخرى العلمية والعملية، ولا تبعثر جمعية قلبه على الله…
البودكاستات أحدثت ثورة معلوماتيّة، ويُمكن للإنسان من خلالها تجميع قدر كبير من الخبرات والمعلومات، ومع حرصي على سماع الكثير منها، إلا أنّها أحيانًا أو في كثير من الأوقات تؤثِّر على علاقتنا مع الكُتب، والكتب لا غنى عنها، والصّدمة الحقيقيّة الواقعيّة -وبالرغم من ادعاء الثقافة- عدد قليل جدًّا من الناس من يقرأ وعدد أقل من يقرأ أشياء نافعة، وبالرغم من فخامة وأهميّة النُسخ الورقيّة إلا أنّ الشبكة والPDF لم تترك لنا الكثير من الأعذار…
Forwarded from عمريات
ثَمّة مُشكلة حقيقية تظهر كلّ يوم، بل في اليوم أكثر من مرّة، إنذار بأنّ هناك خطأ وخطر حقيقيّ، هذا النشاط اليوميّ البدنيّ الروحيّ لا يؤدّي وظيفته، الصلاة تفقد روحها، أين الخشوع؟ أين استحضار القلوب؟ السؤال هنا عن درجة الإيمان سؤال مُلِحٌّ!؟ ننغمس في الدُنيا ثُمّ نُدخلها صلاتنا، الإخبات والانكسار والسكون أين وجودهم؟ المُشكلة هنا ليست فقط في تضييع لوازم الصلاة ولكننا أيضًا نخسر خسارة حقيقيّة نفسيّة روحيّة إيمانيّة لن تُسدّ بغيرها..
2024/11/18 12:25:04
Back to Top
HTML Embed Code: