tgoop.com/Antique_87/1106
Last Update:
*كافكا:
"تتوهمين . فلن تستطيعي البقاءَ إلى جانبي مدّة يومين . أنا رخوٌ ، أزحفُ على الأرض . أنا صامتٌ طول الوقت ، انطوائيٌ ، كئيب ، متذمّر ، أنانيّ و سوداويّ . هل ستتحملين حياة الرهبنة كما أحياها ؟ أقضي معظمَ الوقتِ محتجزاً في غرفتي أو أطوي الأزقَّة وحدي . هل ستصبرين على أن تعيشي بعيدة كلياً عن والديكِ و أصدقائكِ ؟ بل و عن كل علاقة أخرى ، ما دام لا يمكنني مطلقاً تصور الحياة الجماعية بطريقةٍ مغايرة ؟ لا أريدُ تعاستكِ يا ملينا ؛ أخرجي من هذه الحلقةِ الملعونةِ التي سجنتكِ فيها ، عندما أعماني الحب !"
.
*ميلينا:
"و إنْ كنتَ مجرّد جثّة في العالم ، فأنا أحبّك ."
لم يفهم كافكا أن من يحب فعلاً يتعلق بأشياء يجهلها هو في نفسه . ميلينيا عشقت حزنه ، اضطراباته ، و انطوائيته .. أحبت كل السواد الذي بداخله . لأن من يعشق حقاً سيعلق قلبه بتلك الأشياء التي لا تتغير مع الوقت و لا تتبدل مع مرور الزمن ، سيحب القبيح فيك قبل الجميل .. يكون وفياً لك .. عاشقاً لكل تفاصيلك بعيداً عن كلمات الحب التي يلقيها الشعراء كحديث رخيص بلا أفعال .
و يبقى سؤال يتردد دائماً في ذهني: (كيف نعشق بدون خوف ؟) كيف نحتاج الحب و نخشاه ؟! أم أننا لا زلنا نبحث عن من يحب سوادنا و كآبتنا و عاديّتنا قبل المبهر فينا .! كيف نسمح لهم بالدخول و نحن نوصد الأبواب كلما طرقوها ..؟! في نهاية الأمر أنا لا أختلف عن كافكا .! رخو ، صامت ، كئيب ، و أنانيّ ..!
..
BY فـوّاز ..
Share with your friend now:
tgoop.com/Antique_87/1106