tgoop.com/Artstoriy/336
Last Update:
وبموقف سهيل هذا، وبكلماته الرشيدة وايمانه الوثيق، درأ الفتنة التي كادت تقلع ايمان بعض الناس بمكة حين بلغهم نبأ وفاة الرسول.. !!
وفي هذا اليوم أكثر من سواه تألقت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ألم يكن لعمر يوم استأذنه في نزع ثنيتي سهيل أثناء أسره ببدر: " دعها فلعلها تسرك يوما "..؟!
ففي هذا اليوم.. وحين بلغ المسلمين بالمدينة موقف سهيل بمكة وخطابه الباهر الذي ثبت الايمان في الأفئدة، تذكر عمر بن الخطاب نبوءة الرسول.. وضحك طويلا، اذ جاء اليوم الذي انتفع فيه الاسلام بثنيتي سهيل اللتين كان عمر يريد تهشيمهما واقتلاعهما.. !!
عندما أسلم سهيل يوم الفتح..
وبعد أن ذاق حلاوة الايمان، أخذ على نفسه عهدا لخصه في هذه الكلمات: " والله لا أدع موقفا من المشركين، الا وقفت مع المسلمين مثله... ولا نفقة أنفقتها مع المشركين الا أنفقت مع المسلمين مثلها، لعل أمري أن يتلو بعضه بعضا ".. !!
ولقد وقف مع المشركين طويلا أمام أصنامهم.. فليقف الآن طويلا وطويلا مع المؤمنين بين يدي الله الواحد الأحد..
وهكذا راح يصلي.. ويصلي.. ويصوم.. ويصوم.. ولا يدع عبادة تجلو روحه، وتقربه من ربه الأعلى الا أخذ منها حظا وافيا..
وكذلك كان في أمسه يقف مع المشركين في مواطن العدوان والحرب ضد الاسلام..
فليأخذ الآن مكانه في جيش الاسلام، مقاتلا شجاعا، يطفئ مع كتائب الحق نار فارس التي يعبدونها من دون الله، ويحرقون فيها مصاير الشعوب التي يستعبدونها.. ويدمدم مع كتائب الحق أيضا على ظلمات الرومان وظلمهم..
وينشر كلمة التوحيد والتقوى في كل مكان..
وهكذا خرج الى الشام مع جيوش المسلمين، مشاركا في حروبها..
ويوم اليرموك حيث خاض المسلمون موقعة تناهت في الضراوة والعنف والمخاطرة..
كان سهيل بن عمرو يكاد يطير من الفرح، اذ وجد هذه الفرصة الدسمة لكي يبذل من ذات نفسه في هذا اليوم العصيب ما يمحق به خطايا جاهليته وشركه..
وكان يحب وطنه مكة حبا ينسيه نفسه..
ومع ذلك، فقد أبى أن يرجع اليها بعد انتصار المسلمين بالشام وقال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مقام أحدكم في سبيل الله ساعة، خير له من عمله طوال عمره..
واني لمرابط في سبيل الله حتى أموت، ولن أرجع الى مكة ".. !!
ووفى سهيل عهده..
وظل بقيّة حياته مرابطا، حتى جاء موعد رحيله، فطارت روحه مسرعة الى رحمة من الله ورضوان.
https://www.tgoop.com/Artstoriy
BY طرائف وقصص منوعة
Share with your friend now:
tgoop.com/Artstoriy/336