قناة بصيرة التربوية الدعوية

قناة بصيرة التربوية الدعوية

في صالة البيت وحول الدفأة كان البعض من أفراد العائلة ما زالوا يتحدثون ويقطع حديثهم صوت أنفاسه متقطعه والدمع في عينيها بنبرة خوف شديد : هل رأيتم يوسف ؟ يجاوبها أحدهم بثبات : لا لم أراه يبدو أنه نائم فهو من بعد تناول العشاء غادر إلى الغرفة. أم يوسف بقلق :…

بعد أن أكملوا الصلاة و تناولوا وجبة الغداء
جلس الجد على أحد الشرفات يتأمل السماء والسحب تتجمع رويدًا رويدا
وإذا بتاج الطائر العجيب يدخل مسرعًا من أحد الشرفات ويصرخ بصوته ذا النبرة الحادة
تاج بخوف : أغلقوا النوافذ وأغلقوا كل الأبواب هناك عاصفة قوية ستأتي بســرعة .
الجد قام بكل هدوء : حسنًا يا تاج لن يصينا إلا ما كتب الله لنا لما كل هذا الذعر ستوقظ يوسف الآن وترعبه .
تاج يتنفس الصعداء : حسنًا ياصديقي ولكن السماء ملبدة بالغيوم وهذا بحد ذاته سيرعب الفتى .
الجد ذهب يتفقد يوسف وجده نائم ومحتضن لشيء ، ظنّ الجد أنها صورة والديه ولكنه اقترب فوجده محتضن الكتاب ، ابتسم الجد وهو يقول
: مثل جدك تماما اسم على مسمى
تحرك يوسف وفتح عينيه فوجد جده أمامه نهض واحتضن جده
يوسف : جدي ! أتمنى أن تنتهي الإجازة وقد أكملت هذا الكتاب ياجدي أريد معرفة المزيد _ ثم ابتعد من جده _ وأكمل : لماذا لم تكمل لي قصة أبو عبيدة ياجدي لا تقل لي أنه توفي ، يمكنني رؤيته أليس كذلك ياجدي ؟
الجد بملامحه الثابتة : يابني هؤلاء من السابقون الأولون هؤلاء طبقة الصحابة ونحن الآن نتزود بأخبارهم لنقتدي بهم وبرسولنا الكريم
كان من باب أولى أن يبقى الرسول على قيد الحياة ولكن الموت أمر واقع لا محالة منه للصالحين وغيرهم ومن أحب لقاء الله عمل للآخرة لا للدنيا
يابني عن طارق، أن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون : إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غنى بي عنك فيها، فعجِّل إليّ، فلما قرأ الكتاب، قال: عرفت حاجة أمير المؤمنين إنه يريد أن يستبقي من ليس بباقٍ، فكتب : إني قد عرفت حاجتك، فحللني من عزيمتك، فإني في جندٍ من أجناد المسلمين، لا أرغب بنفسي عنهم، فلما قرأ عمر الكتاب بكي، فقيل له : مات أبو عبيدة؟ قال : لا . وكان قد قال، فتوفى أبو عبيدة، وانكشف الطاعون.
يوسف بأسى : متى توفي ياجدي ؟!
الجد : : توفي في سنة ثمان عشرة، وله ثمان وخمسون سنة.
في صالة البيت _كان تاج مازال على الشرفات ينتظر نزول المطر _
الجد أمسك بيد يوسف وقال : والآن انهض يابطلي لنشعل المدفأة فهذه الليلة ستكون باردة علينا .
ذهبوا إلى المدفأة ويوسف يجلب الحطب لجده
وبعد وقت طويل وقد أكملوا صلاة المغرب وصلاة العشاء وتاج مازال على تلك الشرفة فقطع حبل أفكاره صوت يوسف
: يا أيها الطائر العجيب من أرض العجائب هل لك أن تخبرني من هو الصحابي الذي سنتحدث عنه اليوم .
تاج : طلحة بن عبيد الله
يوسف : طلحة بن عبيد الله!
من هو ؟
تاج يقلد هدوء الجد : هو صاحبي جليل يابني .
ضحك الجد على تقليد تاج له وقال له : لن تكف عن دعاباتك تلك .
يوسف: هل أجلب الكتاب أو يكفي أنكما أكلتماه كله .
ضحك الجميع
الجد : هات الكتاب يا يوسف .
واجتمعوا حول المدفأة
يوسف توسد حجر جده وتاج قريب منهما وبدأ الجد يقص عليهم ويوسف يسمع ويتابع من الكتاب.
ابتدأ الجد قائلًا
الجد : طلحة بن عبيد الله
هو ابن عثمان القرشي التيمي المكي، أبو محمد.

أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
_ كان ممن سبق إلى الإسلام، وأوذي في الله ، ثم هاجر، فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام، وتألم لغيبته، فضرب له رسول الله ﷺ بسهمه وأجره.
_ في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ كان على حراء هو، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة، فقال رسول الله اهدأ فما عليك إلا نَبيُّ أو صديق أو شهيد».

_ موقفه حينما قُتل عثمان ومبايعة علي -رضي الله عنهما-
_ علقمة بن وقاص الليثي ، قال : لما خرج ،طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان، عرجوا عن منصرفهم بذات عرق، فاستصغروا عُروة بن الزبير، وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما قال ورأيت طلحة، وأحبُّ المجالس إليه أخلاها وهو ضارب بلحيته على زوّره، فقلت: يا أبا محمد إنى أراك وأحبُّ المجالس إليك أخلاها ، إن كنت تكره هذا الأمر فدعه، فقال : يا علقمة! لا تلمني ، كنا أمس يداً واحدة على من سوانا، فأصبحنا اليوم جبلين من حديد، يزحف أحدنا إلى صاحبه، ولكنه كان مني شي في أمر عثمان، مما لا أرى كفَّارته إلا سَفْكَ دمي ، وطَلبَ دَمِهِ .
قال الذهبي : الذي كان منه في حق عثمان تَمغْفل وتأليبٌ، فَعَلَه باجتهاد، ثم تغير عندما شاهد مصرع عثمان، فندم على ترك نُصرته رضي الله عنهما، وكان طلحة أول من بايع عليا، أرهقه قتله عثمان، وأحضروه حتى بايع.
يوسف بصوت يشوبه النعاس : هل له أولاد ياجدي ؟
الجد : نعم ياجميلي لطلحة أولاد نجباء، أفضلهم محمد السجاد، كان شاباً، خيراً، عابداً، قانتا لله. ولد في حياة النبي ﷺ ، قتل يوم الجمل أيضاً، فحزن عليه علي وقال : صَرَعَهُ بِره بأبيه.
يوسف والنعاس غزاه : متى توفي طلحة الجليل ؟

www.tgoop.com/Basira_Channel/29

387 viewsedited  Jul 25 at 18:54

بعد أن أكملوا الصلاة و تناولوا وجبة الغداء
جلس الجد على أحد الشرفات يتأمل السماء والسحب تتجمع رويدًا رويدا
وإذا بتاج الطائر العجيب يدخل مسرعًا من أحد الشرفات ويصرخ بصوته ذا النبرة الحادة
تاج بخوف : أغلقوا النوافذ وأغلقوا كل الأبواب هناك عاصفة قوية ستأتي بســرعة .
الجد قام بكل هدوء : حسنًا يا تاج لن يصينا إلا ما كتب الله لنا لما كل هذا الذعر ستوقظ يوسف الآن وترعبه .
تاج يتنفس الصعداء : حسنًا ياصديقي ولكن السماء ملبدة بالغيوم وهذا بحد ذاته سيرعب الفتى .
الجد ذهب يتفقد يوسف وجده نائم ومحتضن لشيء ، ظنّ الجد أنها صورة والديه ولكنه اقترب فوجده محتضن الكتاب ، ابتسم الجد وهو يقول
: مثل جدك تماما اسم على مسمى
تحرك يوسف وفتح عينيه فوجد جده أمامه نهض واحتضن جده
يوسف : جدي ! أتمنى أن تنتهي الإجازة وقد أكملت هذا الكتاب ياجدي أريد معرفة المزيد _ ثم ابتعد من جده _ وأكمل : لماذا لم تكمل لي قصة أبو عبيدة ياجدي لا تقل لي أنه توفي ، يمكنني رؤيته أليس كذلك ياجدي ؟
الجد بملامحه الثابتة : يابني هؤلاء من السابقون الأولون هؤلاء طبقة الصحابة ونحن الآن نتزود بأخبارهم لنقتدي بهم وبرسولنا الكريم
كان من باب أولى أن يبقى الرسول على قيد الحياة ولكن الموت أمر واقع لا محالة منه للصالحين وغيرهم ومن أحب لقاء الله عمل للآخرة لا للدنيا
يابني عن طارق، أن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون : إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غنى بي عنك فيها، فعجِّل إليّ، فلما قرأ الكتاب، قال: عرفت حاجة أمير المؤمنين إنه يريد أن يستبقي من ليس بباقٍ، فكتب : إني قد عرفت حاجتك، فحللني من عزيمتك، فإني في جندٍ من أجناد المسلمين، لا أرغب بنفسي عنهم، فلما قرأ عمر الكتاب بكي، فقيل له : مات أبو عبيدة؟ قال : لا . وكان قد قال، فتوفى أبو عبيدة، وانكشف الطاعون.
يوسف بأسى : متى توفي ياجدي ؟!
الجد : : توفي في سنة ثمان عشرة، وله ثمان وخمسون سنة.
في صالة البيت _كان تاج مازال على الشرفات ينتظر نزول المطر _
الجد أمسك بيد يوسف وقال : والآن انهض يابطلي لنشعل المدفأة فهذه الليلة ستكون باردة علينا .
ذهبوا إلى المدفأة ويوسف يجلب الحطب لجده
وبعد وقت طويل وقد أكملوا صلاة المغرب وصلاة العشاء وتاج مازال على تلك الشرفة فقطع حبل أفكاره صوت يوسف
: يا أيها الطائر العجيب من أرض العجائب هل لك أن تخبرني من هو الصحابي الذي سنتحدث عنه اليوم .
تاج : طلحة بن عبيد الله
يوسف : طلحة بن عبيد الله!
من هو ؟
تاج يقلد هدوء الجد : هو صاحبي جليل يابني .
ضحك الجد على تقليد تاج له وقال له : لن تكف عن دعاباتك تلك .
يوسف: هل أجلب الكتاب أو يكفي أنكما أكلتماه كله .
ضحك الجميع
الجد : هات الكتاب يا يوسف .
واجتمعوا حول المدفأة
يوسف توسد حجر جده وتاج قريب منهما وبدأ الجد يقص عليهم ويوسف يسمع ويتابع من الكتاب.
ابتدأ الجد قائلًا
الجد : طلحة بن عبيد الله
هو ابن عثمان القرشي التيمي المكي، أبو محمد.

أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
_ كان ممن سبق إلى الإسلام، وأوذي في الله ، ثم هاجر، فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام، وتألم لغيبته، فضرب له رسول الله ﷺ بسهمه وأجره.
_ في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ كان على حراء هو، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة، فقال رسول الله اهدأ فما عليك إلا نَبيُّ أو صديق أو شهيد».

_ موقفه حينما قُتل عثمان ومبايعة علي -رضي الله عنهما-
_ علقمة بن وقاص الليثي ، قال : لما خرج ،طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان، عرجوا عن منصرفهم بذات عرق، فاستصغروا عُروة بن الزبير، وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما قال ورأيت طلحة، وأحبُّ المجالس إليه أخلاها وهو ضارب بلحيته على زوّره، فقلت: يا أبا محمد إنى أراك وأحبُّ المجالس إليك أخلاها ، إن كنت تكره هذا الأمر فدعه، فقال : يا علقمة! لا تلمني ، كنا أمس يداً واحدة على من سوانا، فأصبحنا اليوم جبلين من حديد، يزحف أحدنا إلى صاحبه، ولكنه كان مني شي في أمر عثمان، مما لا أرى كفَّارته إلا سَفْكَ دمي ، وطَلبَ دَمِهِ .
قال الذهبي : الذي كان منه في حق عثمان تَمغْفل وتأليبٌ، فَعَلَه باجتهاد، ثم تغير عندما شاهد مصرع عثمان، فندم على ترك نُصرته رضي الله عنهما، وكان طلحة أول من بايع عليا، أرهقه قتله عثمان، وأحضروه حتى بايع.
يوسف بصوت يشوبه النعاس : هل له أولاد ياجدي ؟
الجد : نعم ياجميلي لطلحة أولاد نجباء، أفضلهم محمد السجاد، كان شاباً، خيراً، عابداً، قانتا لله. ولد في حياة النبي ﷺ ، قتل يوم الجمل أيضاً، فحزن عليه علي وقال : صَرَعَهُ بِره بأبيه.
يوسف والنعاس غزاه : متى توفي طلحة الجليل ؟

BY قناة بصيرة التربوية الدعوية