tgoop.com/Bdeea_Alkool/19763
Last Update:
«أعطني حظّي من شُواية الرّضْفِ»
قيل: هذا مثل قالته امرأة كانت غريرة، وكان لها زوج يكرمها في المطعم والملبس، وكانت قد أوتيت حظّاً من الجمال؛ فحُسِدت على ذلك، فابتدرت لها امرأة لتشينها، فسألتها عن صنيع زوجها، فأخبرتها بإحسانه إليها، فلمّا سمعت ذلك قالت: وما إحسانه وقد منعك حظّك من شواية الرّضف؟!
قالت: وما شواية الرّضف؟
قالت: هي من أطيب الطّعام وقد استأثر بها عليك فاطلبيها منه.
فأحبّت قولها لغرارتها، وظنّت أنّها قد نصحت لها، فتغيّرت على زوجها، فلمّا أتاها وجدها على غير ما كان يعهدها، فسألها ما بالها.
قالت: يا بن عمّ تزعم أنّي عليك كريمة، وأنّ لي عندك مزيّة، كيف وقد حرمتني شواية الرّضف؟
بلّغني حظّي منها.
فلمّا سمع مقالتها عرف أنّها قد دُهيت، فكره أن يمنعها، فترى أنّه إنّما منعها إيّاها ضنّاً بها،
فقال: نعم وكرامة، أنا فاعل اللّيلة إذا راح الرّعاء
فلمّا راحوا وفرغوا من مهنهم ورضفوا غبوقهم دعاها فاحتمل منها رضفة فوضعها في كفّها، وقد كانت الّتي أوردتها قالت لها: إنّك ستجدين لها سخناً في بطن كفّك فلا تطرحيها فتفسد، ولكن عاقبي بين كفّيك ولسانك.
فلمّا وضعها في كفّها أحرقتها فلم ترمِ بها، واستعانت بكفّها الأخرى فأحرقتها، فاستعانت بلسانها تبرّدها به فاحترق أيضاً.
فمجلت يديها ونفطت لسانها وخاب مطلبها.
فقالت: قد كان عيّي وشيّي يصريني عن الشّرّ، أي: قد كان عجزي عن الكلام وسكوتي يقطعني ويدفع عنّي هذا الشّرّ، تندم على ما فرط منها.
وشواية الرّضف: اللّبن الّذي يغلي بالرّضفة فيبقى منها شيء يسير قد انشوى على الرّضفة.
يُضرَب مثلاً فيمن يسمو إلى ما لا خير له فيه.
#أمثال_العرب
BY بديع القول ، شعرًا ونثرًا
Share with your friend now:
tgoop.com/Bdeea_Alkool/19763