tgoop.com/Bdeea_Alkool/19764
Last Update:
لإيليا أبو ماضي قصيدةٌ ذائعةُ الصيت، رقيقةُ النفَّس، عذبةُ الروح، تبعث على الأمل والتفاؤل وحب الحياة!
(واوعى تبص لي بصة اللمبي في المحكمة)!
المهم، هذه القصيدة وددتُ لو حفظَها كلُّ صغيرٍ وكبير، وترنَّمَ بها، وتأملَ في حُسنِ معانيها، ورقّةِ نظرتها اللطيفة..
"أيُّهذا الشاكي وما بكَ داءٌ
كيفَ تَغدُو إذا غدَوتَ عليلًا"!
يفجؤك سؤال العافية في غُرَّة القصيدة..
العافية! يا لها من مِنَّةٍ تتقاصَرُ عن وصفِها قرائحُ البلغاء وألسنةُ الشعراء!
إن إلفَ النعمةِ والعافيةِ: يجعلُك لا تبصرُ ما عندك.
فتأمل حالةَ السلب (ولن تستطيع ولو حرصتَ) تدرك نعمةَ العطاء.
إن النفسَ المعطوبةَ لن تبصرَ في الحياة إلا المأساة، فإذا فاحَ عبيرُ الوردِ ومتَّعَ حُسنُ منظره عينَيه، أبصر الشوكةَ التي فيه، وعَمِيَ عن البهجة التي تُشِعُّ منه!
"َوترى الشوكَ في الورودِ وتَعمى
أن ترى فوقَها الندى إكليلا"!
نعم.. روحٌ ثقيلة، نظَّارتُها السوداءُ أظلمَ فيها كلُّ شيء!
"هو عبءٌ على الحياةِ ثقيلٌ
مَن يظن الحياةَ عبئًا ثقيلا"
لا أنوي أن أشرحَ القصيدة، اشرحها لنفسك بنفسك..
وتأمل في معانيها، وانظر له حينَ يدلك على ما ينفعك:
لا خُلودٌ تَحتَ السَماءِ لِحَيٍّ
فَلِماذا تُراوِدُ المُستَحيلا
كُلُّ نَجمٍ إِلى الأُفولِ وَلَكِن
آفَةُ النَجمِ أَن يَخافَ الأُفولا
غايَةُ الوَردِ في الرِياضِ ذُبولٌ
كُن حَكيماً وَاسبِق إِلَيهِ الذُبولا
وَإِذا ما وَجَدتَ في الأَرضِ ظِلّاً
فَتَفَيَّأ بِهِ إِلى أَن يَحولا
إنني أعجبُ من مسلم "عَدَمي"! ثم يمضي يستدل بآثار الصحابة والعلماء "ليتني لم أكن شيئًا"، "ليت أمي لم تلدني"، "ليتني كنتُ نسيًا منسيًّا"!
فإنما قالوها خوفًا من لقاء الله وفَرَقًا من سؤاله..
لكن الحياةَ نعمةٌ مُسداةٌ وعطيّةٌ مُهداةٌ للمؤمن، يعمل يسيرًا، ثم يلقى أجرًا كبيرًا..
وهذا موضوعٌ طويلٌ في نفسي، يحتاجُ كلامًا طويلًا..
أينَ كنا؟
آه.. نعم:
أيهذا الشاكي وما بك داءٌ
كُن جميلًا ترَ الوجودَ جميلا!
محمد أحمد
BY بديع القول ، شعرًا ونثرًا
Share with your friend now:
tgoop.com/Bdeea_Alkool/19764