BIDAYAT1444 Telegram 3379
Forwarded from قناة | محمد خلف الله (محمد خلف الله)
خاطرة حول " الدعوة الصامتة "

من الجوانب التي أريد التنبيه عليها في هذه الخاطرة هو جانب "الدعوة الصامتة"، الدعوة التي لا يظهر فيها الداعي ولا يبرز، ولا تُذكر فيها الأسماء، وليس فيها شهرة، ولا تحتاج إلى شجاعة أدبية أو مواجهة مباشرة.

في الدعوة المعتادة، يظهر الداعي أمام الناس ويكون معروفاً باسمه وصورته، وتُوجه إليه الأنظار، ويُطلب منه تقديم العلم والدعوة بصورة مباشرة.
لكن الكثير من المهتمين بالعلوم والمعارف والثقافة، وكذلك أصحاب الشأن العام، يتهيبون من هذه الدعوة المباشرة لأسباب متنوعة؛ فقد يكون ذلك بسبب عدم امتلاكهم للشجاعة الأدبية، أو لعدم حبهم للظهور والبروز أمام الناس، أو لأسباب أمنية تتعلق بمكان إقامتهم، أو أن بعضهم لا يرغب في الظهور لاعتبارات عائلية أو اجتماعية.

لكن … هل ينبغي على هؤلاء أن يغلقوا أبواب الدعوة بسبب هذه الأسباب؟ أم أن هناك طرقاً أخرى يمكن من خلالها توجيههم لخدمة الدعوة؟
في الحقيقة، هناك أبواب عديدة للدعوة الصامتة التي يمكن لهؤلاء أن يطرقوها، ويسهموا من خلالها في تقديم علمهم وخبراتهم دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة أو بروز علني.

كذلك، قد يرى البعض أنهم غير مؤهلين علمياً للدعوة، وقد لا يعتبرون أنفسهم علماء أو طلاب علم، فيمكنهم المشاركة في الدعوة الصامتة، من خلال نشر الخير والمعرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودون الحاجة لأن يعرف الناس من هم. هذه الفئة، رغم أنها تمتلك مهارات قد لا تكون متاحة لبعض الدعاة التقليديين، إلا أنها يمكن أن تسد باباً عظيماً جداً في الدعوة.

إذا نظرنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، سنجد أن الدعوة إلى الخير فيها قليلة جداً مقارنة بما يتم تداوله من محتوى آخر مثل كرة القدم أو الأخبار السياسية أو الأغاني أو غير ذلك، ويمكن القول: إن الخير في هذه الوسائل يكاد يكون معدوماً أو قليلاً جداً؛ لذلك إذا تم تفعيل فئة "الدعاة الصامتين"، فإنهم يمكن أن يسهموا في نشر الخير بشكل أكبر ويزيدوا من نسبة الداعين إلى الله عبر هذه الوسائل.

ثم إن هذه الدعوة الصامتة سهلة ولا تتطلب الكثير، فيمكن للشخص أن يمارس الدعوة دون أن يظهر للناس أو أن يُعرف اسمه أو صورته، فوسائل التواصل الاجتماعي سهلت هذا الشكل من الدعوة بشكل كبير، ويمكن لأي شخص لديه شيء ولو يسير من العلم أو المهارات أن يسهم فيها دون الحاجة للظهور العلني.

مهما كانت لديك من قدرات، ومهما كان لديك من معارف وعلوم، فأنت مخاطب بهذه الدعوة الصامتة، وتستطيع أن تؤدي فيها دوراً فعّالاً مؤثراً.
لننتقل الآن إلى الطرق التي يمكن من خلالها تفعيل هذه الدعوة، والحقيقة أنه لا توجد طريقة ثابتة لها، فبصورة عامة أي وسيلة دعوية يمكن أن تُستخدم دون أن يعلم الناس من أنت، أو يروا صورتك، أو يسمعوا صوتك = يمكن اعتبارها دعوة صامتة.

سأضرب مثلاً بشخصية مشهورة في تطبيق "التليجرام"، وهو الشيخ مشرف الشهري رحمه الله، قد لا يكون هذا الرجل على مستوى العلماء أو الدعاة في العلم أو الشهرة، لكنه خدم العلم بطريقة أقرب لمفهوم الدعوة الصامتة، وقدّم خدمة عظيمة لم يجاريه أحد فيها في مجاله.

ماذا كان يعمل؟

كان يدير قنوات على "التليجرام" يجمع فيها الكتب المتعلقة بالعلوم الشرعية، ويقوم بترتيبها في حزم وفق موضوعاتها. على سبيل المثال، الكتب المتعلقة بالتاريخ، والعقيدة، والفقه، كل واحدة منها تكون مجموعة في قناة خاصة بها، ويتم نشر هذه الكتب بطريقة سهلة جداً.
هذا الرجل فتح الله له في هذا العمل فتحاً عظيماً، واستفاد الناس من قنواته استفادة كبيرة، حيث كانت تضم الآلاف من المتابعين، فبعض القنوات كان فيها ما يزيد عن 300 ألف مشترك، وأخرى تجاوزت 200 ألف.
لم يقتصر عمله على جمع الكتب، بل قام بجمع دروس المشايخ المتاحة على الإنترنت، سواء على "يوتيوب" أو غيرها من المواقع الصوتية، ووضعها مرتبة على "التليجرام". على سبيل المثال، أنشأ قناة لكل شيخ، وجمع فيها جميع دروسه، وصنّفها في قنوات منفصلة.
لم يكتفِ بذلك، بل صنّف الدروس أيضاً حسب الموضوعات. فمثلاً، خصص قنوات لدروس العقيدة، وأخرى لدروس الفقه، وأخرى للغة، وكل واحدة من هذه الدروس وُضعت في قناة مرتبة وفق حزم معينة.
بهذا الأسلوب، ابتكر طريقة جديدة، ورغم بساطتها إلا أن الله فتح عليه في هذا المجال، وخدم العلم خدمة عظيمة.



tgoop.com/Bidayat1444/3379
Create:
Last Update:

خاطرة حول " الدعوة الصامتة "

من الجوانب التي أريد التنبيه عليها في هذه الخاطرة هو جانب "الدعوة الصامتة"، الدعوة التي لا يظهر فيها الداعي ولا يبرز، ولا تُذكر فيها الأسماء، وليس فيها شهرة، ولا تحتاج إلى شجاعة أدبية أو مواجهة مباشرة.

في الدعوة المعتادة، يظهر الداعي أمام الناس ويكون معروفاً باسمه وصورته، وتُوجه إليه الأنظار، ويُطلب منه تقديم العلم والدعوة بصورة مباشرة.
لكن الكثير من المهتمين بالعلوم والمعارف والثقافة، وكذلك أصحاب الشأن العام، يتهيبون من هذه الدعوة المباشرة لأسباب متنوعة؛ فقد يكون ذلك بسبب عدم امتلاكهم للشجاعة الأدبية، أو لعدم حبهم للظهور والبروز أمام الناس، أو لأسباب أمنية تتعلق بمكان إقامتهم، أو أن بعضهم لا يرغب في الظهور لاعتبارات عائلية أو اجتماعية.

لكن … هل ينبغي على هؤلاء أن يغلقوا أبواب الدعوة بسبب هذه الأسباب؟ أم أن هناك طرقاً أخرى يمكن من خلالها توجيههم لخدمة الدعوة؟
في الحقيقة، هناك أبواب عديدة للدعوة الصامتة التي يمكن لهؤلاء أن يطرقوها، ويسهموا من خلالها في تقديم علمهم وخبراتهم دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة أو بروز علني.

كذلك، قد يرى البعض أنهم غير مؤهلين علمياً للدعوة، وقد لا يعتبرون أنفسهم علماء أو طلاب علم، فيمكنهم المشاركة في الدعوة الصامتة، من خلال نشر الخير والمعرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودون الحاجة لأن يعرف الناس من هم. هذه الفئة، رغم أنها تمتلك مهارات قد لا تكون متاحة لبعض الدعاة التقليديين، إلا أنها يمكن أن تسد باباً عظيماً جداً في الدعوة.

إذا نظرنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، سنجد أن الدعوة إلى الخير فيها قليلة جداً مقارنة بما يتم تداوله من محتوى آخر مثل كرة القدم أو الأخبار السياسية أو الأغاني أو غير ذلك، ويمكن القول: إن الخير في هذه الوسائل يكاد يكون معدوماً أو قليلاً جداً؛ لذلك إذا تم تفعيل فئة "الدعاة الصامتين"، فإنهم يمكن أن يسهموا في نشر الخير بشكل أكبر ويزيدوا من نسبة الداعين إلى الله عبر هذه الوسائل.

ثم إن هذه الدعوة الصامتة سهلة ولا تتطلب الكثير، فيمكن للشخص أن يمارس الدعوة دون أن يظهر للناس أو أن يُعرف اسمه أو صورته، فوسائل التواصل الاجتماعي سهلت هذا الشكل من الدعوة بشكل كبير، ويمكن لأي شخص لديه شيء ولو يسير من العلم أو المهارات أن يسهم فيها دون الحاجة للظهور العلني.

مهما كانت لديك من قدرات، ومهما كان لديك من معارف وعلوم، فأنت مخاطب بهذه الدعوة الصامتة، وتستطيع أن تؤدي فيها دوراً فعّالاً مؤثراً.
لننتقل الآن إلى الطرق التي يمكن من خلالها تفعيل هذه الدعوة، والحقيقة أنه لا توجد طريقة ثابتة لها، فبصورة عامة أي وسيلة دعوية يمكن أن تُستخدم دون أن يعلم الناس من أنت، أو يروا صورتك، أو يسمعوا صوتك = يمكن اعتبارها دعوة صامتة.

سأضرب مثلاً بشخصية مشهورة في تطبيق "التليجرام"، وهو الشيخ مشرف الشهري رحمه الله، قد لا يكون هذا الرجل على مستوى العلماء أو الدعاة في العلم أو الشهرة، لكنه خدم العلم بطريقة أقرب لمفهوم الدعوة الصامتة، وقدّم خدمة عظيمة لم يجاريه أحد فيها في مجاله.

ماذا كان يعمل؟

كان يدير قنوات على "التليجرام" يجمع فيها الكتب المتعلقة بالعلوم الشرعية، ويقوم بترتيبها في حزم وفق موضوعاتها. على سبيل المثال، الكتب المتعلقة بالتاريخ، والعقيدة، والفقه، كل واحدة منها تكون مجموعة في قناة خاصة بها، ويتم نشر هذه الكتب بطريقة سهلة جداً.
هذا الرجل فتح الله له في هذا العمل فتحاً عظيماً، واستفاد الناس من قنواته استفادة كبيرة، حيث كانت تضم الآلاف من المتابعين، فبعض القنوات كان فيها ما يزيد عن 300 ألف مشترك، وأخرى تجاوزت 200 ألف.
لم يقتصر عمله على جمع الكتب، بل قام بجمع دروس المشايخ المتاحة على الإنترنت، سواء على "يوتيوب" أو غيرها من المواقع الصوتية، ووضعها مرتبة على "التليجرام". على سبيل المثال، أنشأ قناة لكل شيخ، وجمع فيها جميع دروسه، وصنّفها في قنوات منفصلة.
لم يكتفِ بذلك، بل صنّف الدروس أيضاً حسب الموضوعات. فمثلاً، خصص قنوات لدروس العقيدة، وأخرى لدروس الفقه، وأخرى للغة، وكل واحدة من هذه الدروس وُضعت في قناة مرتبة وفق حزم معينة.
بهذا الأسلوب، ابتكر طريقة جديدة، ورغم بساطتها إلا أن الله فتح عليه في هذا المجال، وخدم العلم خدمة عظيمة.

BY بدايات معرفية️


Share with your friend now:
tgoop.com/Bidayat1444/3379

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Some Telegram Channels content management tips The initiatives announced by Perekopsky include monitoring the content in groups. According to the executive, posts identified as lacking context or as containing false information will be flagged as a potential source of disinformation. The content is then forwarded to Telegram's fact-checking channels for analysis and subsequent publication of verified information. Your posting frequency depends on the topic of your channel. If you have a news channel, it’s OK to publish new content every day (or even every hour). For other industries, stick with 2-3 large posts a week. To edit your name or bio, click the Menu icon and select “Manage Channel.” With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language.
from us


Telegram بدايات معرفية️
FROM American