tgoop.com/Bidayat1444/3551
Last Update:
بعد أن شاهدت مقاطع إخوتنا السوريين الذين خرجوا من السجون، شعرت بالخزي تجاه نفسي. كم كنا نعتقد أن همومنا كبيرة، ونشكو من صعوبات الحياة، بينما يوجد من يعاني في ظل الألم والقهر، في ظلامٍ لا يميزون فيه بين الليل والنهار.
رأيت الوجوه الشاحبة، والأجساد المتعبة، والأرواح التي تحطمت دون أن تُهزم. في تلك اللحظة، أدركت كم كنا مخدوعين، حيث اعتقدنا أن مصاعبنا ابتلاءات ثقيلة، وهي في الواقع نوع من الرفاهية مقارنة بما يواجهه الآخرون. يا لحقارة همومنا أمام صبرهم.
تأمل في سنوات حياتك التي مضت، بينما كنت تشكو من قلة الإنجازات، ألم تكن نائماً في سريرك بأمان؟ ألم تكن بصحة جيدة؟ بينما هناك من قضوا سنوات طويلة في أماكن ضيقة، يتجرعون مرارة كل لحظة وكأنها دهر كامل.
استحضرت في ذهني نعم الله علينا، النعم التي نعيشها يوميًا دون أن نلاحظها. أدركت أن الشكر ليس مجرد كلمات تُقال في لحظات الامتنان العابرة، بل هو شعور قلبي يترجم الرضا الكامل بكل ما قُسِم لنا. اللهم لك الحمد كما يليق بجلالك وعظمة سلطانك.
تلك الصور تركت أثرًا عميقًا في قلبي، حيث لا يمكن أن تُنسى. الابتلاء الذي ظننت أنه جبل ما هو إلا حجر صغير بجانب جبال المعاناة التي يواجهها آخرون. أسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين حقًا، ليس فقط باللسان، بل بالأفعال والصبر والرضا. وأسأله أن يفرج كرب جميع المظلومين، ويبدل خوفهم بالأمان، وحزنهم بالفرح، وأن يحفظنا بنعمه قبل أن تُسلب منا.
آميين.
وادِر فِكرك في نعم الله -سبحان وبحمده- الظاهرة والباطنة عليك، ولا يستغفلنك الشيطان فينسيك فضله عليك، واستعذ بربك العظيم من وساوسوه وسوء ظنونك. فربك هو الجواد الكريم سبحانه وبحمده.
هذا المشهد آيةٌ من آيات الله عزوجل المبهرة الدالة على عظيم منته وفضله، فحريٌ بك أن تحسن الظن بالله -سبحانه وتعالى-، وأن تكون من الراضين القانعين بما قسمه لهم وأجراه عليهم، فليست الدنيا دار جزاء أو عطاء = بل دار تكليف واختبار، فالسعيد هو من فقه حقيقة الحياة واختار أن يكون عبدًا لله مستعينا به متوكلا عليه دائم الشكر له والتسبح والحمد، مستغفرا من ذنبه، مستكثرا من طاعته والانقياد لمراده -سبحانه وبحمده- الذي يرضاه ويحبه ويحثك عليك..
الزم باب "الحمد لله رب العالمين " واقرأ في معانيها وتدبرها، فهي بوابة عظيمة للإقبال على الله سبحانه وبحمده .