بنفسج💜

ثلاثية الحرية ~
الحرية والأحرار تجدهم في ثلاث :
عبودية الله ومنطقة السّلام واحيانا في التقبل !🤍 °°
هنالك منطقة صغيرة في هذا العالم لكل شخص ، منطقة سكون، هدوء ، ارتياح ، ضبط انفعالات ، فيها الأشياء جميعها على حدّ السواء ..
انها المنطقة الأكثر هدوءاً في العالم وفي جميع مراحل الحياة ..
ليست الأكثر سعادة وليست الأكثر حزناً ، انها منطقة متزنه ..
ورغم لطف هذه المنطقة لكن عيبها أنها توجد في أوقات معينه ولا تدوم ،أو العيب فينا لأننا نغادرها في أوقات كثيرة ؛ إذْ الانسان بطبعه اجتماعي ، ويسعى دائما للأفضل ، ولا يرضى بهذا السكون وإنما يبحث عما يُحقّق له السعادة بصورة أكبر سواء كان هذا الفعل بالدخول في علاقة بصديقة جديدة ؛ علاقة زواج ؛ شرب الكحول ؛ القيام بمغامرة وغيرها ..
لا يتوقف الانسان عن البحث والتنقيب عن مزيد من مصادر كل شيء ومن ضمنها السعادة ،لم تسع الأرض- ع اتساعها - البشر فقفزوا إلى السماء لاستكشافها وإلى القمر لرؤيته وإلى أعماق البحار لمعرفة ما بها وإلى الغاب لمعرفة سلوك الحيوانات،رغم أنهم تعرضوا للسقوط من الجو مراراً ، وغرقت آلاف السفن ، وهاجمت الحيوانات البشر وقتلت منهم الكثير ..
لا يكف الانسان عن السعي للمزيد ، حتى للسعادة وفي كل فرصة يفكر ربما كانت هذه فرصة للحصول على سعادة إضافية لماذا لا أحاول؟ ثم يترك هذه المنطقة ويخرج إلى الحياة ..
وعلى قدر ما يرى الناس أن هذا شيء ممتاز والخروج للحياة رائع والمحاولة من جديد تكسب المزيد من السعادة ، الا أن بقاءك في هذه المنطقة لأطول فترات ممكنه يجعلك أكثر اتزاناً وهدوءاً ، ويجعل قدرتك على تحمّل الصعاب أكبر ، ويجعل بالك هادئاً مرتاحاً ؛ويجعلك حرًا طليقاً ، إذ لن يتغير يومك لأن أحداً لم يخبرك أن صباح الخير ، ولا لأنك لم تجد صديقك في النادي الرياضي ، مرحلة من اكتفاء الأنا ولأن وجود الجميع لطيف وغياب أحد غير ضار وليس مصدر ازعاج ، ويجعل إنفعالاتك أقل وما يُغضبُك لحد الانفجار مجرد نسيم معتدل الحراة لفح وجهك لبضعة ثواني ، يجعل قدرتك على تحمل اي شيء أفضل ،فأنتَ لا تهتم كثيراً لصراخ والدتك على وضع الإناء في غير موضعه ولا تغضب ولا تبكي لأنّ هذا الشيء ليس ذا أهميه ، وبذلك نحن ننفعل مع الأشياء بقدر أهميتها عندنا ، وكلما كثُر ما تهتم به ( خرجت من المنطقة الصغيرة إلى محاولات حياتيه من الاهتمام بالأشياء ) كلما زاد غضبك عندما يحدث خلل فيها ؛ او عندما لا تصير مثلما تريد ..
نحن من نضع للأشياء قيمه ،ونحن من نجعلها مهمة ،وبذلك نحن مَن نتسبب في انفعالنا الزائد ورد فعلنا لعدم حدوثها كما نريد ! ..
وفي الحقيقه أغلب الأشياء لن تحدث كما تريد،واذا حدث ما تريد فلن يكون في الوقت المناسب الذي تريد حدوثه فيه سيتأخر عما تريد حتى يفقد قيمته أو يأتي قبل وقته ؛ وقت لا تفكر فيه أنت؛ ولذلك لا تُحاول !
لا تُرهق نفسك بالمحاولة، وبدل ذلك اصرف جهدك في التقبل وستتحسن الأشياء لحالها ..
وبذلك البقاء في المنطقة الصغيرة أو إذا خرجت تكون كفء على تقبل العقبات ، فشل التجربة ، وأهل للمسؤولية عن كل النتائج وقادر على تحمُلها ..
لكننا دائما نخرج من المنطقة الصغيرة في لحظة انفتاح للحياة بلا تفكير في العواقب ولا محاولات التقبل ، بل في بعض الأحيان عبيداً تحت رحمة غيرنا إذ ليس بالضرورة أن تسجد لشيء حتى تكون عبدا له، يكفي أن تكون أسيره لتكون عبده ..
المنصب قد يصبح معبودا للمرء، والمال قد يصبح إلها في نظر أحد وإن لم يسجد له و العادات والتقاليد هي الأخرى كذلك ..
ثم تنتهي مغامرتنا الحالمة بعض أصابع الندم ومحاولة التخلص عما اكسبناه القيمة بأنفسنا ، وبذلك يكون التقبل هو الحل الأفضل منذ البداية .
عندما تقرر خوض تجربة تأكد من قدرتك على تقبل كل ما فيها وعدم النظر للجانب الرائع فقط ،التقبل يجعل نفسك أهدأ وانفعالاتك أكثر اتزاناً من الشخصية الحالمة التي ستنفجر عندما تعاكسها الحياة ..
وأخيراً كما يقول أدهم : باب الحرية الأعظم في عبودية الله ، وأكثر الناس حرية هم الأنبياء ،لأن قلوبهم لا تتعلق بشيء آخر لا مال ولا جاه ولا وظيفة ولا زوجة ولا أصدقاء ..
يقول زوربا في الرواية: بعض الناس أحرار فعلا، وكثير منهم يظنون أنهم أحرار لمجرد اتساع الطوق قليلا حول رقابهم !
صدقني، إذا أخبرتك أن الإنسان يكتسب حريته بمقدار ما يكون عبدا لله !
وأنه كلما ترقى في مرتبة العبودية لله سبحانه كلما ارتقت روحه درجات أكثر في سلم الحرية والعكس صحيح، كلما ابتعد الإنسان عن الله م فإنه صار عبدا لشيء آخرا ..
فهل تستعمل وتستصحب معك الثلاثية في حياتك أم لا ؟! وقفة تفكير ، ينتهي دوري عندها ~
Gabas~

www.tgoop.com/Bnfs8/8336

107 viewsNov 27 at 06:33

ثلاثية الحرية ~
الحرية والأحرار تجدهم في ثلاث :
عبودية الله ومنطقة السّلام واحيانا في التقبل !🤍 °°
هنالك منطقة صغيرة في هذا العالم لكل شخص ، منطقة سكون، هدوء ، ارتياح ، ضبط انفعالات ، فيها الأشياء جميعها على حدّ السواء ..
انها المنطقة الأكثر هدوءاً في العالم وفي جميع مراحل الحياة ..
ليست الأكثر سعادة وليست الأكثر حزناً ، انها منطقة متزنه ..
ورغم لطف هذه المنطقة لكن عيبها أنها توجد في أوقات معينه ولا تدوم ،أو العيب فينا لأننا نغادرها في أوقات كثيرة ؛ إذْ الانسان بطبعه اجتماعي ، ويسعى دائما للأفضل ، ولا يرضى بهذا السكون وإنما يبحث عما يُحقّق له السعادة بصورة أكبر سواء كان هذا الفعل بالدخول في علاقة بصديقة جديدة ؛ علاقة زواج ؛ شرب الكحول ؛ القيام بمغامرة وغيرها ..
لا يتوقف الانسان عن البحث والتنقيب عن مزيد من مصادر كل شيء ومن ضمنها السعادة ،لم تسع الأرض- ع اتساعها - البشر فقفزوا إلى السماء لاستكشافها وإلى القمر لرؤيته وإلى أعماق البحار لمعرفة ما بها وإلى الغاب لمعرفة سلوك الحيوانات،رغم أنهم تعرضوا للسقوط من الجو مراراً ، وغرقت آلاف السفن ، وهاجمت الحيوانات البشر وقتلت منهم الكثير ..
لا يكف الانسان عن السعي للمزيد ، حتى للسعادة وفي كل فرصة يفكر ربما كانت هذه فرصة للحصول على سعادة إضافية لماذا لا أحاول؟ ثم يترك هذه المنطقة ويخرج إلى الحياة ..
وعلى قدر ما يرى الناس أن هذا شيء ممتاز والخروج للحياة رائع والمحاولة من جديد تكسب المزيد من السعادة ، الا أن بقاءك في هذه المنطقة لأطول فترات ممكنه يجعلك أكثر اتزاناً وهدوءاً ، ويجعل قدرتك على تحمّل الصعاب أكبر ، ويجعل بالك هادئاً مرتاحاً ؛ويجعلك حرًا طليقاً ، إذ لن يتغير يومك لأن أحداً لم يخبرك أن صباح الخير ، ولا لأنك لم تجد صديقك في النادي الرياضي ، مرحلة من اكتفاء الأنا ولأن وجود الجميع لطيف وغياب أحد غير ضار وليس مصدر ازعاج ، ويجعل إنفعالاتك أقل وما يُغضبُك لحد الانفجار مجرد نسيم معتدل الحراة لفح وجهك لبضعة ثواني ، يجعل قدرتك على تحمل اي شيء أفضل ،فأنتَ لا تهتم كثيراً لصراخ والدتك على وضع الإناء في غير موضعه ولا تغضب ولا تبكي لأنّ هذا الشيء ليس ذا أهميه ، وبذلك نحن ننفعل مع الأشياء بقدر أهميتها عندنا ، وكلما كثُر ما تهتم به ( خرجت من المنطقة الصغيرة إلى محاولات حياتيه من الاهتمام بالأشياء ) كلما زاد غضبك عندما يحدث خلل فيها ؛ او عندما لا تصير مثلما تريد ..
نحن من نضع للأشياء قيمه ،ونحن من نجعلها مهمة ،وبذلك نحن مَن نتسبب في انفعالنا الزائد ورد فعلنا لعدم حدوثها كما نريد ! ..
وفي الحقيقه أغلب الأشياء لن تحدث كما تريد،واذا حدث ما تريد فلن يكون في الوقت المناسب الذي تريد حدوثه فيه سيتأخر عما تريد حتى يفقد قيمته أو يأتي قبل وقته ؛ وقت لا تفكر فيه أنت؛ ولذلك لا تُحاول !
لا تُرهق نفسك بالمحاولة، وبدل ذلك اصرف جهدك في التقبل وستتحسن الأشياء لحالها ..
وبذلك البقاء في المنطقة الصغيرة أو إذا خرجت تكون كفء على تقبل العقبات ، فشل التجربة ، وأهل للمسؤولية عن كل النتائج وقادر على تحمُلها ..
لكننا دائما نخرج من المنطقة الصغيرة في لحظة انفتاح للحياة بلا تفكير في العواقب ولا محاولات التقبل ، بل في بعض الأحيان عبيداً تحت رحمة غيرنا إذ ليس بالضرورة أن تسجد لشيء حتى تكون عبدا له، يكفي أن تكون أسيره لتكون عبده ..
المنصب قد يصبح معبودا للمرء، والمال قد يصبح إلها في نظر أحد وإن لم يسجد له و العادات والتقاليد هي الأخرى كذلك ..
ثم تنتهي مغامرتنا الحالمة بعض أصابع الندم ومحاولة التخلص عما اكسبناه القيمة بأنفسنا ، وبذلك يكون التقبل هو الحل الأفضل منذ البداية .
عندما تقرر خوض تجربة تأكد من قدرتك على تقبل كل ما فيها وعدم النظر للجانب الرائع فقط ،التقبل يجعل نفسك أهدأ وانفعالاتك أكثر اتزاناً من الشخصية الحالمة التي ستنفجر عندما تعاكسها الحياة ..
وأخيراً كما يقول أدهم : باب الحرية الأعظم في عبودية الله ، وأكثر الناس حرية هم الأنبياء ،لأن قلوبهم لا تتعلق بشيء آخر لا مال ولا جاه ولا وظيفة ولا زوجة ولا أصدقاء ..
يقول زوربا في الرواية: بعض الناس أحرار فعلا، وكثير منهم يظنون أنهم أحرار لمجرد اتساع الطوق قليلا حول رقابهم !
صدقني، إذا أخبرتك أن الإنسان يكتسب حريته بمقدار ما يكون عبدا لله !
وأنه كلما ترقى في مرتبة العبودية لله سبحانه كلما ارتقت روحه درجات أكثر في سلم الحرية والعكس صحيح، كلما ابتعد الإنسان عن الله م فإنه صار عبدا لشيء آخرا ..
فهل تستعمل وتستصحب معك الثلاثية في حياتك أم لا ؟! وقفة تفكير ، ينتهي دوري عندها ~
Gabas~

BY بنفسج💜