بنفسج💜

عامٌ يُقبِل ،
نبحث في أيَّامِه عن خلاصٍ من عبء إخفاق الأمس ؛ فنشرَعُ في تدوين الخطط ونعيد غرس آمالٍ لم نُفلِح في حصادها عامنا الماضي ..
نقلِّب صفحات مهامنا التي كتبناها والتي من المفترض أن تكونَ واقعنا اليوم فلا نعثر إلا على شواهد عجزِنا ..
تآكلت أطراف قائمة المهام حزنًا على عدم إنجازها ، ما زالت زينة الحماس ترتسم على بعض هوامشها والتي دلَّت على قدرتنا على تحقيقها ولكنَّا فرَّطنا ..
بلَت حبالٌ علَّقنا بها الأماني رجاءَ وصولها ، ثمَّ تقطَّعتْ من فرط ثقلِ التمني بلا فعل ..
أمنياتٌ طحنتها رحى الأيام العجولة ولم تُبْقِ لنا سوى فتات لا طاقة لنا بالتقاطه ..
نغلو في بذل الأوقات دون جدوى ونلقِي اللَّوْم على الزمن
والعيبُ فينا!
نطفئ جذوة العزم كلما أوقدناها ببرود التسويف ..
الساعة الرملية تخبِرُنا أنَّ بقدر التراخي تتناثرُ الأحلام ، وإهدار الوقت يعني بالضرورة فقدان الطموح وانسلال الفرص من بين أيدينا كرمالها تلك ..
يُحسَب أنَّ الطموح هو مَن يسترسلُ في إلقاء أمانيه تجاه آذان السامعين قولًا دون سعي يمنِّي نفسه بما فاق استطاعته ،
ولكنَّ الطموح هو مَن سعى قدر الاستطاعة ،
من ملكَ فن تطويع الظروف حسب مراده ،
واجتاز عثرات الطريق بثباتٍ رغم اضطراب الخطوات ..
أذكر قصة سجينٍ حُبِس ظلمًا فصيَّر القيدَ قلمًا وتعلَّم اللغة العربية من الصِّفر ، أبدلَ الزنزانة صفًّا للدراسة ..
الوقت والطموح كلاهما يؤثر على الآخر ،
طموحٌ مستطاع ووقتٌ طائع لقبضته ،
معادلة بسيطة عامل الحفز لها الإرادة ؛ وكم شاحت الأيام بوجهها خجلًا من ضعف إرادتنا ..
كل يومٍ نهمِلُ ساعاته يكونُ حسرةً علينا ؛
فالساعات فرص واغتنامها مهارة الحكماء ..
قال الإمام أحمد رحمه الله :" ما شبَّهتُ الشباب إلا بشيءٍ كان في كمِّي (أي : جيبي) فسقط " ..
كم ثُقبٍ خرمته سفاسفِ الأمور حتى تسرَّب عمرُنا من الجيوبِ حين غفلة!
وكم تساقطتِ الأحلامُ من كُمِّ الأيامِ بخرقِ لهوِنا!
الشبابُ أغزرُ سنوات العمرِ أخذًا وعطاء ، وأكثرُها حيويةً ومرونة ،
فإن ضاع فياضيعةَ العمر!
يستحق أنْ يُقضى بإصرارٍ على تحقيق ما لا يسعُ المرء إدراكه في سنين الوهن والكبر ..
شبابُنا منهَك ،
استهلكه الفراغ ، واستنزفته التفاهة ، واختلس الكسل أجمَل ما فيه من إنجازات ..
الأوقات تذهب بلا عودة
وحظُّنا من الفرص يتضاءل مع غروبِ شمس كل يوم
وتبقى الحسرة التي خلَّفها ذاك الإفلات ..
فهل نشحذُ الهمَّة لعامٍ نحصدُ فيه المبتغى
أم نطوِيه مع طيِّ سجل التقويم!

#عائشة_تاج_السر

www.tgoop.com/Bnfs8/8371

106 viewsDec 23 at 13:07

عامٌ يُقبِل ،
نبحث في أيَّامِه عن خلاصٍ من عبء إخفاق الأمس ؛ فنشرَعُ في تدوين الخطط ونعيد غرس آمالٍ لم نُفلِح في حصادها عامنا الماضي ..
نقلِّب صفحات مهامنا التي كتبناها والتي من المفترض أن تكونَ واقعنا اليوم فلا نعثر إلا على شواهد عجزِنا ..
تآكلت أطراف قائمة المهام حزنًا على عدم إنجازها ، ما زالت زينة الحماس ترتسم على بعض هوامشها والتي دلَّت على قدرتنا على تحقيقها ولكنَّا فرَّطنا ..
بلَت حبالٌ علَّقنا بها الأماني رجاءَ وصولها ، ثمَّ تقطَّعتْ من فرط ثقلِ التمني بلا فعل ..
أمنياتٌ طحنتها رحى الأيام العجولة ولم تُبْقِ لنا سوى فتات لا طاقة لنا بالتقاطه ..
نغلو في بذل الأوقات دون جدوى ونلقِي اللَّوْم على الزمن
والعيبُ فينا!
نطفئ جذوة العزم كلما أوقدناها ببرود التسويف ..
الساعة الرملية تخبِرُنا أنَّ بقدر التراخي تتناثرُ الأحلام ، وإهدار الوقت يعني بالضرورة فقدان الطموح وانسلال الفرص من بين أيدينا كرمالها تلك ..
يُحسَب أنَّ الطموح هو مَن يسترسلُ في إلقاء أمانيه تجاه آذان السامعين قولًا دون سعي يمنِّي نفسه بما فاق استطاعته ،
ولكنَّ الطموح هو مَن سعى قدر الاستطاعة ،
من ملكَ فن تطويع الظروف حسب مراده ،
واجتاز عثرات الطريق بثباتٍ رغم اضطراب الخطوات ..
أذكر قصة سجينٍ حُبِس ظلمًا فصيَّر القيدَ قلمًا وتعلَّم اللغة العربية من الصِّفر ، أبدلَ الزنزانة صفًّا للدراسة ..
الوقت والطموح كلاهما يؤثر على الآخر ،
طموحٌ مستطاع ووقتٌ طائع لقبضته ،
معادلة بسيطة عامل الحفز لها الإرادة ؛ وكم شاحت الأيام بوجهها خجلًا من ضعف إرادتنا ..
كل يومٍ نهمِلُ ساعاته يكونُ حسرةً علينا ؛
فالساعات فرص واغتنامها مهارة الحكماء ..
قال الإمام أحمد رحمه الله :" ما شبَّهتُ الشباب إلا بشيءٍ كان في كمِّي (أي : جيبي) فسقط " ..
كم ثُقبٍ خرمته سفاسفِ الأمور حتى تسرَّب عمرُنا من الجيوبِ حين غفلة!
وكم تساقطتِ الأحلامُ من كُمِّ الأيامِ بخرقِ لهوِنا!
الشبابُ أغزرُ سنوات العمرِ أخذًا وعطاء ، وأكثرُها حيويةً ومرونة ،
فإن ضاع فياضيعةَ العمر!
يستحق أنْ يُقضى بإصرارٍ على تحقيق ما لا يسعُ المرء إدراكه في سنين الوهن والكبر ..
شبابُنا منهَك ،
استهلكه الفراغ ، واستنزفته التفاهة ، واختلس الكسل أجمَل ما فيه من إنجازات ..
الأوقات تذهب بلا عودة
وحظُّنا من الفرص يتضاءل مع غروبِ شمس كل يوم
وتبقى الحسرة التي خلَّفها ذاك الإفلات ..
فهل نشحذُ الهمَّة لعامٍ نحصدُ فيه المبتغى
أم نطوِيه مع طيِّ سجل التقويم!

#عائشة_تاج_السر

BY بنفسج💜