tgoop.com/DBasam/3129
Last Update:
من مقروءاتي في الحرب (28-30)
("محمد الطاهر ابن عاشور علَّامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه"
لإياد بن خالد الطبَّاع
و"جُغرافيُّ الجزيرة العربية ومؤرخها ونسَّابتها" لأحمد العَلَاونة
و" خيرُ الدين الزِّرِكْلي المؤرخ الأديب الشاعر" لأحمد العَلَاونة)
من السلاسل العلمية التي صدرت قديما عن دار القلم- دمشق: سلسلة (مِن أعلام المسلمين)، ترجموا فيها لجماعة من الأعلام في القديم والحديث، وإن كان الغالب على السلسلة الترجمةَ للمتقدمين والمتأخرين، وبنسبة أقل للمعاصرين. ثم صدرت سلسلة ثانية عن الدار نفسها خاصة بالمعاصرين، وُسِمت بــ (علماء ومفكرون معاصرون.. لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم)، وهي سلسلة نافعة تناولوا فيها من كان له إسهام في العلم أو الدعوة أو الأدب أو الفكر، وخصُّوها بالمعاصرين كما هو ظاهر من عنوانها، واستكتبوا في كل ترجمة من كانت له صلةُ قرابة أو تَلْمذة أو معرفة بالمترجَم غالبا، فجاءت تراجمَ مجوَّدةً نافعة متوسطة بين الطول والقصر. والذي وقفت عليه منها أربعون ترجمة، ولست أدري هل وصلوها بعد ذلك أم وقفت عند هذا الحد.
وكتب التراجم والسير نافعة جدا لطالب العلم، لا يستغني عن النظر فيها والاستفادة منها في مسيرته في العلم والمعرفة والحياة.
والمكتبة زاخرة بمئات بل بألوف الكتب في هذا الباب، والناس يختلفون في قراءتها ومطالعتها بحسَب أوقاتهم وميولهم وتخصصاتهم.
وإن كانت لي من نصيحة فإني أنصح طالب العلم ومن كانت له همة في المطالعة بقراءة ثلاثة كتب هي من أهم ما صنفه الناس في هذه الفن.
الأول: "الإصابة في تراجم الصحابة" للحافظ ابن حجر العسقلاني، وهو أوسع وأجل كتاب في تراجم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والثاني: "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي، ترجم فيه لأعلام أهل الإسلام من القرن الأول إلى 660هـ، بخلاف صنيعه في "تاريخ الإسلام" فإنه مده إلى الى نهاية المائة السابعة.
والثالث: "الأعلام" للعلَّامة الزِّرِكْلي، ترجم فيه لمشاهير الأعلام الذين يتردد ذكرهم ويكثر السؤال عنهم في كل عصر على اختلاف مللهم وطوائفهم وعلومهم، و"هو خير كتاب أُلِّف في بابه، بل هو خيرُ ما كتب كاتبٌ في تراجم الرجال والنساء في هذا العصر" [الطَّنَاحي].
فهذه الكتب الثلاثة ينبغي لطالب العلم أن يحرص كل الحرص على قراءتها، لا قراءة التنقير والتفتيش، بل قراءة الجرد. ومن عجَز عن ذلك فلا أقل من قراءة مختصراتها، ولا أعلم لـــ"الأعلام" مختصرا.
وتراجم المعاصرين وسيرهم (الذاتية والغَيْريَّة) كثيرة جدا يصعب تتبعها. والوصية للقارئ وطالب العلم أن يحرص على تراجم من كان لهم أثر ظاهر في العلم والدعوة والفكر والحضارة والجهاد، فالاستفادة من تراجم هؤلاء أكثر من غيرهم، والقراءة فيها تزيد المرء علما وخبرة وتجربة في ميادين العلم والحياة، ثم بعد ذلك يتوسع القارئ بحسب ميله وتخصصه وبلده ومذهبه.
ولا يخفى أن الاقتصار على كتب التراجم والسير لا يبني ولا يؤسس طالب العلم، فهي كتب رافدة مقوِّية، لا بانية مؤسِّسة.
وهذه التراجم التي بين يديك لثلاثة من علماء عصرنا، كانت لهم إسهامات ظاهرة في فنون العلم، تُشرف منها على سيرهم وأخبارهم وعلومهم وتصانيفهم، جزى الله مصنفوها عنا خير الجزاء، ونفعنا وإياك بما نقرأ، ورزقنا الإخلاص، وحسن الفهم، وصواب العمل، وجميل الستر، اللهم آمين.
بسام بن خليل الصفدي
الأربعاء 15 رجب 1446
https://www.tgoop.com/DBasam
BY بسام بن خليل الصفدي
![](https://photo2.tgoop.com/u/cdn4.cdn-telegram.org/file/ZPOcN17bHdladrB9lpnJCPaw4WWOgIhbd_2E9bzwB0pyj2HQ916G62xFtNVpkiD1MM3WLnpAZAUBssJwHoJm26dww3ckl9M2_AMfYNmxlqpLpF6WkLVDcFpmBLbsqvVFipOSPsyKro8cxFl7icD6MVyhN1qBFltnmddc6c5f-N2gjBpPIiuN4NqI6xUrOtJa6_ETRDiS-Uqr0RkLpvV_G1YDCX6VK3TEjOvitPaVFcuYhz7vaQtmTpeiEEIpPrB27n-ZNBc4g-2qBWDRLb-YDvyRrJu5yrFFUqL4Cf0szuuwexMt4n09-KtXu0d-9bHP3adslXV8YgBA20_gL-n6Iw.jpg)
Share with your friend now:
tgoop.com/DBasam/3129