tgoop.com/D_Abdulrahman_Alkhamesi/18737
Last Update:
( سلسلة الدين النصيحة)(2)
يتبع: نصيحة العلماء
ولعظم هذه المكانة التي تبوأها العلماء في الدين، ولكونهم مرجعاً للناس في أمور دينهم ودنياهم، وقدوة لهم في الخير فقد وجب أن يذكروا بما أوجب الله عليهم من النصيحة للخلق وبيان الحق لهم وعدم كتمه، ويذكروا كذلك بما يحفظ لهم دينهم، ومكانتهم، وكرامتهم استجابة لقول الله تعالى[وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ] الذاريات٥٥ وقول
النبي صلى الله عليه وسلم" الدين النصيحة" ولامانع شرعا وعقلا من التذكير للعالم لأنه قد يغفل، وقد ينسى، وقد يجهل، وقد يضعف فيغلبه الهوى فيقع، والمعصوم من عصمه الله.
فإياك أخاطب أيها العالم فأرعني سمعك، وافتح لي قلبك، وتقبل مني هذه الكلمات فلعل الله أن ينفعني وإياك بها:
1- كن قدوة صالحة في دينك قولاً وعملاً، وسلوكاً، وأخلاقاً، واحذر أن يخالف قولُكَ فعلَك، أو تخالف إلى مانهيتَ الناسَ عنه، قال تعالى عن نبيه شعيب عليه الصلاة والسلام[ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ] هود٨٨، وقال تعالى محذراً المؤمنين أن يقولوا مالايفعلون[
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ] الصف٢-٣ وفي الصحيحين عن أَبي زيدٍ أُسامة بْنِ حَارثَةَ، رضي اللَّه عنهما، قال: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: «يُؤْتَـى بالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيامةِ فَيُلْقَى في النَّار، فَتَنْدلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ في الرَّحا، فَيجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّار فَيَقُولُونَ: يَا فُلانُ مَالَكَ؟ أَلَمْ تَكُن تَأْمُرُ بالمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، كُنْتُ آمُرُ بالمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيه، وَأَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ وَآَتِيهِ»
2- إعمل بما علمت وجوباً فيما يجب العمل فيه، واستحباباً فيما يستحب فيه، فإن العمل هو ثمرة العلم، ومن لايعمل بعلمه فإنه ممن تسعر به النار قبل غيره كما في سنن الترمذي وغيره بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إنَّ اللهَ تعالى إذا كان يومُ القيامةِ ينزل إلى العبادِ ليقضيَ بينهم، وكلُّ أمةٍ جاثيةٌ، فأولُ من يدعو به رجلٌ جمع القرآنَ، ورجلٌ قُتِل في سبيلِ اللهِ، ورجلٌ كثيرُ المالِ، فيقول اللهُ للقارئِ: ألم أُعلِّمكَ ما أنزلتُ على رسولي؟ قال: بلى يا ربِّ. قال: فماذا عملتَ فيما علمتَ؟ قال: كنتُ أقومُ بهِ آناءَ الليلِ وآناءُ النهارِ، فيقول اللهُ لهُ: كذبتَ، وتقول الملائكةُ: كذبتَ، ويقول اللهُ له: بل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ قارئٌ، فقد قيل ذلك. ويُؤتى بصاحبِ المالِ، فيقول اللهُ: ألم أُوسِّعْ عليك حتى لم أدْعكَ تحتاج إلى أحدٍ؟ قال: بلى يا ربِّ. قال: فماذا عملتَ فيما آتيتُك؟ قال: كنتُ أصلُ الرحمَ وأتصدَّقُ، فيقول اللهُ لهُ: كذبتَ. وتقولُ الملائكةُ لهُ: كذبتَ، ويقول اللهُ بل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ جوادٌ وقد قيل ذلك. ويُؤتى بالذي قُتل في سبيلِ اللهِ فيقول اللهُ له: فيماذا قُتلتَ؟ فيقول: أمرتَ بالجهاد في سبيلِك فقاتلتُ حتى قُتلتُ. فيقول اللهُ له: كذبتَ، وتقول له الملائكةُ: كذبتَ، ويقول اللهُ: بل أردتَ أن يقال: فلانٌ جرئٌ، فقد قيل ذلك. ثم ضرب رسولُ اللهِ ﷺ على ركبتيَّ فقال: يا أبا هريرةَ: أولئكَ الثلاثةُ أولُ خلقِ اللهِ تُسعَّرُ بهمُ النارُ يومَ القيامةِ"
وشبه الله تعالى الذي لايعمل بعلمه بالحمار الذي يحمل أسفاراً ولايعلم بحالها قال تعالى[ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ] الجمعة٥
وشبهه في آية أخرى بالكلب فقال تعالى[
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] الأعراف١٧٦
يتبع
أ.د.عبدالرحمن إبراهيم الخميسي.
BY قناة أ.د.عبدالرحمن الخميسي 774691936
Share with your friend now:
tgoop.com/D_Abdulrahman_Alkhamesi/18737