tgoop.com/D_Abdulrahman_Alkhamesi/18763
Last Update:
( سلسلة الدين النصيحة)(5)
ثانياً: النصيحة لأئمة المساجد، والخطباء، والمؤذنين.
أ= النصيحة لأئمة المساجد.
لاشك أن إمامة المسجد منصب رفيع، وذات أهمية كبيرة في الإسلام،ولذلك تولاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، ثم تولاها من بعده خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم، فلأجل هذا أخي إمام المسجد أوجه لك هذه النصيحة لعل الله تعالى أن ينفعك بها:
1- كن قدوة صالحة للمأمومين، في عبادتك، وهيئتك، ولباسك، ومعاملتك، وأخلاقك، وجميع شئونك الظاهرة.
2- ينبغي لك أن تكون أقرأ أهل المسجد، فإن لم تكن كذلك فمن أفضلهم قراءة، واحذر أن يؤخذ عليك خطأ متعمد، أو لحن، فإن ذلك يزري بك، ويجعلك في موضع تندر، وإن شعرت أن لديك ضعفاً في القراءة فبادر بتحسينها عند أحد الحفاظ، وإن كان أصغر سناً منك، فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه، وفي الحديث عن أبي مسعودٍ عُقبةَ بنِ عمرٍو البدريِّ الأنصاريِّ رضي اللهُ عنه قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤهُمْ لِكتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا في الْقِراءَةِ سَواءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا في السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كانُوا في الهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِنّاً وَلا يَؤمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في سُلْطَانِهِ، وَلا يَقْعُدُ في بيْتِهِ على تَكْرِمتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ» رواه مسلم.
وفي روايةٍ لَهُ: «فَأَقْدمهُمْ سِلْماً» بَدل «سِنًّا»: أَيْ إِسْلاماً.
وفي رواية: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤهُمْ لِكتَابِ اللهِ، وأَقْدمُهُمْ قِراءَةً، فَإِنْ كَانَتْ قِراءَتُهمْ سَواءً فَيَؤُمُّهم أَقْدمُهُمْ هِجْرةً، فَإِنْ كَانوا في الهِجْرَةِ سوَاء، فَلْيُؤمَّهُمْ أَكْبرُهُمْ سِناً».
3- يستحب لك أن تكون حسن الصوت جهورياً لأن ذلك مما يعين على الرغبة في الصلاة خلفك ولما في ذلك من أثر عظيم على المصلين، وفي الحديث عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول: «مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ.. مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ومعنى: «أَذِنَ اللهُ» أيِ: اسْتَمَعَ، وَهُوَ إشَارَةٌ إلى الرِّضَا وَالقَبُولِ.
وعَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَرَأَ في العِشَاءِ بِـ(والتِّينِ والزَّيْتُونِ) فَمَا سَمِعْتُ أَحَداً أَحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولاشك أن الصوت الحسن هو موهبة من الله تعالى، ولايمنع كونه موهبة أن يتغنى به القارئ قدر استطاعته، ففي الحديث
عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بَشِيرِ بنِ عَبْدِ المُنْذِرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: «مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ.. فَلَيْسَ مِنَّا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُودَ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ.
ومَعْنَى: «يَتَغَنَّى»: يُحْسِّنُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ.
4- يجب عليك مادمت تصدرت للإمامة، أو الخطابة، أن تتعلم أحكامهما وفقههما، ولاخلاف في ذلك بين العلماء، حتى تقيمهما كما أمر الله تعالى، وحتى تستطيع إجابة السائل، وتعليم وتوجيه الجاهل، وتنبيه الغافل.
5- إحذر أن تخل بأركان الصلاة، وواجباتها، وشروطها، فإنك إن فعلت ذلك أثمت وربما بطلت صلاتك، ومن ثم تتحمل الخلل فيها عنك وعن المأمومين، وماأعظم الحِمْل، ففي الحديث" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: « يُصَلُّونَ لَكُمْ ، فَإنْ أصَابُوا فَلَكُمْ ، وإنْ أخْطئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ » رواهُ البُخاريُّ.
وقوله" يصلون لكم" أي الأئمة يصلون بكم ويؤمونكم.
وأقل ماينفي الخلل عن الصلاة هو الإطمئنان فيها وحدُه: أن يكون الركوع، والإعتدال منه، والسجود، والجلوس بين السجدتين قريباً من السواء، وذلك بقدر ماتقول: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ملء السموات والأرض، وملء مابينهما، وملء ماشئت من شيئ بعدُ أهل الثناء والمجد، الخ
روى مسلم ﻋَﻦِ اﻟْﺤَﻜَﻢِ، ﻗَﺎﻝَ: ﻏَﻠَﺐَ ﻋَﻠَﻰ اﻟْﻜُﻮﻓَﺔِ ﺭَﺟُﻞٌ - ﻗَﺪْ ﺳَﻤَّﺎﻩُ - ﺯَﻣَﻦَ اﺑْﻦِ اﻷَْﺷْﻌَﺚِ، ﻓَﺄَﻣَﺮَ ﺃَﺑَﺎ ﻋُﺒَﻴْﺪَﺓَ ﺑْﻦَ ﻋَﺒْﺪِ اﻟﻠﻪِ ﺃَﻥْ ﻳُﺼَﻠِّﻲَ ﺑِﺎﻟﻨَّﺎﺱِ، ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻳُﺼَﻠِّﻲَ، ﻓَﺈِﺫَا ﺭَﻓَﻊَ ﺭَﺃْﺳَﻪُ ﻣِﻦَ اﻟﺮُّﻛُﻮﻉِ ﻗَﺎﻡَ ﻗَﺪْﺭَ ﻣَﺎ ﺃَﻗُﻮﻝُ: اﻟﻠﻬُﻢَّ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﻟَﻚَ اﻟْﺤَﻤْﺪُ، ﻣِﻞْءُ اﻟﺴَّﻤَﺎﻭَاﺕِ ﻭَﻣِﻞْءُ اﻷَْﺭْﺽِ، ﻭَﻣِﻞْءُ ﻣَﺎ ﺷِﺌْﺖَ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْءٍ ﺑَﻌْﺪُ، ﺃﻫﻞ اﻟﺜﻨﺎء ﻭَاﻟْﻤَﺠْﺪِ، ﻻَ ﻣَﺎﻧِﻊَ ﻟِﻤَﺎ ﺃَﻋْﻄَﻴْﺖَ، ﻭَﻻَ ﻣُﻌْﻄِﻲَ ﻟِﻤَﺎ ﻣَﻨَﻌْﺖَ، ﻭَﻻَ ﻳَﻨْﻔَﻊُ ﺫَا اﻟْﺠَﺪِّ ﻣِﻨْﻚَ اﻟْﺠَﺪُّ.
BY قناة أ.د.عبدالرحمن الخميسي 774691936
Share with your friend now:
tgoop.com/D_Abdulrahman_Alkhamesi/18763