Notice: file_put_contents(): Write of 3312 bytes failed with errno=28 No space left on device in /var/www/tgoop/post.php on line 50

Warning: file_put_contents(): Only 8192 of 11504 bytes written, possibly out of free disk space in /var/www/tgoop/post.php on line 50
دراية للعلوم الإنسانية@Deerayah P.580
DEERAYAH Telegram 580
مع كثرة المدارس التاريخية التي صاحبت أحداث التاريخ ووقائعه، وُجدت فكرة في رحم أكثر تلك المدارس التفسيرية التاريخية، وإن لم تكن مسماة أو مصرّحاً بها، إلا أن المتابع إذا دقق النظر وجدها حاضرة في ثنايا المدارس التاريخية كمدرسة ابن خلدون والمدرسة الجدلية، ونعني بذلك مفهوم السياق.
إن السياق لم يكن حكراً على المدارس التاريخية فكثير من المعارف والفنون العلوم الإنسانية أعطت للسياق حضوراً ودلالة ومفهوماً، إلا أن الزمن الذي هو لب مفهوم التاريخ من أكثر العناصر تماساً مع مفهوم السياق، ولإيضاح مفهوم السياق فهو : سرد المعارف وتنسيقها على ترتيب يقتضيه الحال، أو كقولهم: ما سِيق الحدث لأجله دالاً على مفهومه ومقصوده، ولو رمنا تفعيل مفهوم السياق في الأحداث التاريخية وجدنا ثراءً يمتد إلى جوانب عدة، منها:
المؤثرات التي أسهمت في وقوع حادثة (ما) وهذا مُشاهد في تتابع الأحداث التاريخية مع المذاهب الفكرية التي عصفت بأوروبا، مع التنبّه إلى أن المؤثرات لابد أن تكون ذات تأثير بين وملاصقة للحدث، ومن الأمور التي يُثريها السياق الفهم العميق للأفكار التي أنتجت الأحداث، ومن أشهر الأمثلة في السياق الإسلامي قصة الترجمة في الدولة العباسية وتأثيرها على المذاهب والفرق الإسلامية ومطالعة عمق موقف أهل السنة من القضايا التي أنتجتها تلك الحالة كما في المدونة العقدية والتاريخية، ومما يثريه السياق التاريخي كيفية نشأة الآراء والأفكار منذ بزوغها، وتلمّس الخلل في منشئه مما يساهم على الاتزان ولعدل في قراءة الأحداث وتقويمها، أما كيف يُعرف السياق؟
يكون ذلك بأمور متعددة أظهرها الموسوعية وسعة الاطلاع، فلا يكفي الاطلاع على الواقعة من المدونات التاريخية بل يمتد إلى ما سبقها من أحداث وما قيل فيها من أخبار وحكم وأشعار ومعرفة القيمة المهيمنة التي كانت مصاحبة لتلك الواقعة، وصبغة المجتمع، والاستعانة بأدوات محسوسة ومسموعة وسؤال من عاصر تلك الأحداث -إن كانت الحادثة معاصرة- عن المزاج الذي أفرز تلك الحادثة وما تلاها، ويُمثّل لهذا كتب السير الذاتية أو برامج المذكرات المرئية فإنهم يستعينون بتلك الأدوات، وكلما كانت الأدوات أكثر كانت تلك المذكرات أكثر فائدة وجاذبية وقيمة؛ لذلك فإن ذكر السياق للأحداث والوقائع التاريخية يحفظ قيمة الحدث وثقله، وينقل للمتأخرين فهماً أعمق للأحداث التاريخية، ومن ثَمَّ تفعيل أدوات السياق التاريخي المعاصرِ للأحداث يعطي صبغة راشدة في التفاعل وطبيعة الموقف من الحدث.



أ.عبدالله السليم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

https://www.tgoop.com/Deerayah



tgoop.com/Deerayah/580
Create:
Last Update:

مع كثرة المدارس التاريخية التي صاحبت أحداث التاريخ ووقائعه، وُجدت فكرة في رحم أكثر تلك المدارس التفسيرية التاريخية، وإن لم تكن مسماة أو مصرّحاً بها، إلا أن المتابع إذا دقق النظر وجدها حاضرة في ثنايا المدارس التاريخية كمدرسة ابن خلدون والمدرسة الجدلية، ونعني بذلك مفهوم السياق.
إن السياق لم يكن حكراً على المدارس التاريخية فكثير من المعارف والفنون العلوم الإنسانية أعطت للسياق حضوراً ودلالة ومفهوماً، إلا أن الزمن الذي هو لب مفهوم التاريخ من أكثر العناصر تماساً مع مفهوم السياق، ولإيضاح مفهوم السياق فهو : سرد المعارف وتنسيقها على ترتيب يقتضيه الحال، أو كقولهم: ما سِيق الحدث لأجله دالاً على مفهومه ومقصوده، ولو رمنا تفعيل مفهوم السياق في الأحداث التاريخية وجدنا ثراءً يمتد إلى جوانب عدة، منها:
المؤثرات التي أسهمت في وقوع حادثة (ما) وهذا مُشاهد في تتابع الأحداث التاريخية مع المذاهب الفكرية التي عصفت بأوروبا، مع التنبّه إلى أن المؤثرات لابد أن تكون ذات تأثير بين وملاصقة للحدث، ومن الأمور التي يُثريها السياق الفهم العميق للأفكار التي أنتجت الأحداث، ومن أشهر الأمثلة في السياق الإسلامي قصة الترجمة في الدولة العباسية وتأثيرها على المذاهب والفرق الإسلامية ومطالعة عمق موقف أهل السنة من القضايا التي أنتجتها تلك الحالة كما في المدونة العقدية والتاريخية، ومما يثريه السياق التاريخي كيفية نشأة الآراء والأفكار منذ بزوغها، وتلمّس الخلل في منشئه مما يساهم على الاتزان ولعدل في قراءة الأحداث وتقويمها، أما كيف يُعرف السياق؟
يكون ذلك بأمور متعددة أظهرها الموسوعية وسعة الاطلاع، فلا يكفي الاطلاع على الواقعة من المدونات التاريخية بل يمتد إلى ما سبقها من أحداث وما قيل فيها من أخبار وحكم وأشعار ومعرفة القيمة المهيمنة التي كانت مصاحبة لتلك الواقعة، وصبغة المجتمع، والاستعانة بأدوات محسوسة ومسموعة وسؤال من عاصر تلك الأحداث -إن كانت الحادثة معاصرة- عن المزاج الذي أفرز تلك الحادثة وما تلاها، ويُمثّل لهذا كتب السير الذاتية أو برامج المذكرات المرئية فإنهم يستعينون بتلك الأدوات، وكلما كانت الأدوات أكثر كانت تلك المذكرات أكثر فائدة وجاذبية وقيمة؛ لذلك فإن ذكر السياق للأحداث والوقائع التاريخية يحفظ قيمة الحدث وثقله، وينقل للمتأخرين فهماً أعمق للأحداث التاريخية، ومن ثَمَّ تفعيل أدوات السياق التاريخي المعاصرِ للأحداث يعطي صبغة راشدة في التفاعل وطبيعة الموقف من الحدث.



أ.عبدالله السليم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

https://www.tgoop.com/Deerayah

BY دراية للعلوم الإنسانية




Share with your friend now:
tgoop.com/Deerayah/580

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Ng was convicted in April for conspiracy to incite a riot, public nuisance, arson, criminal damage, manufacturing of explosives, administering poison and wounding with intent to do grievous bodily harm between October 2019 and June 2020. Healing through screaming therapy Just as the Bitcoin turmoil continues, crypto traders have taken to Telegram to voice their feelings. Crypto investors can reduce their anxiety about losses by joining the “Bear Market Screaming Therapy Group” on Telegram. The creator of the channel becomes its administrator by default. If you need help managing your channel, you can add more administrators from your subscriber base. You can provide each admin with limited or full rights to manage the channel. For example, you can allow an administrator to publish and edit content while withholding the right to add new subscribers. For crypto enthusiasts, there was the “gm” app, a self-described “meme app” which only allowed users to greet each other with “gm,” or “good morning,” a common acronym thrown around on Crypto Twitter and Discord. But the gm app was shut down back in September after a hacker reportedly gained access to user data.
from us


Telegram دراية للعلوم الإنسانية
FROM American