tgoop.com/Deerayah/583
Last Update:
من يقرأ في اتجاهات ومدارس التاريخ يجدها متباينة في النظر والتحليل وإنما وُجد هذا الاختلاف لعدة عوامل: منها انسانية المؤرخ والناظر والمتحدث في التاريخ فمع أن الحدث إذا وقع ربما قرأه كل مؤرخ من زاويته الإنسانية بما تحمله من أوضاع اجتماعية وحالة دينية واقتصادية، وفي هذا يظهر جلياً تباين الحالات التي يسري إلى الاختلاف في الأنظار،ومن العوامل السياق الزمني والمكاني وتضخم أفكار وتقلص أفكار يجعل مفسر التاريخ يرتب الأولويات حسب ما تبنى من أفكار؛ ففي السياق الأوربي -الذي يتحدث عنه كتاب مدارس التاريخ - فإن مؤرخ العصور الكلاسيكية تختلف منطلقاته ونظرته للحياة ومواطن تأثره عن مؤرخ عصر التنوير الذي تحمور حول الأنسان ومثله عن مؤرخ العصر الصناعي والعصر الحديث.
ربما نتسائل عن مدى فائدة النظر للمدارس التاريخية في سياقنا العربي والإسلامي:
إن الناظر في تاريخ الأمم السابقة من اليونان إلى الصين فضلاً عن زهرة الحضارات الحضارة الإسلامية يجد أنهم يولون التاريخ أهمية لا بذكر الأحداث فحسب وإنما ذكر الأحوال التي ساهمت في مسير الأحداث، ويُلاحظ أن لكل حضارة وأمة وفترة فكرة مركزية تتمحور حولها الأفكار التي ربما تؤثر في وقائع التاريخ، فمعرفة هذه الأفكار يثري النظر التاريخي ويوسع آفاق من يقرأ التاريخ ، والحصافة أن يقدّر لكل فكرة قيمة ينظر من خلالها إلى التاريخ مثل مكانة الاقتصاد المتضخم و الدين المتهافت في التاريخ الشيوعي، ويزداد الثراء المعرفي للمطلع على المدراس التاريخية في تعرّفه على أحوال الأمم والشعوب والخيط الناظم لعلاقاتهم ومن ثَم قراءة تاريخهم في السياق الذي أفرز حالتهم والتعامل معهم بعدل ورشد، ومن العناصر التي لفت الانتباه لها كتاب المدارس التاريخية الحديثة مواطن الإضافة والقصور في كل مدرسة تاريخية فيجمع فيها ما يراه اضافة لتلك المدرسة وما أغفلته تلك المدرسة، ولو عُممت فكرة الإضافة والقصور في كل تدوين يؤرخ لحقبة أو مؤسسة لكان في ذلك مساهمة في انتاج حالة وعي ورشد.
يقول د. عبدالعزيز الدوري "الفلسفات التاريخية رهينة بظروف نشأتها وقد يؤدي تطبيقها إلى قسر التاريخ ليماشيها، وإلى إخراجه عن نطاقه"
أ.عبدالله السليم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://www.tgoop.com/Deerayah
BY دراية للعلوم الإنسانية
Share with your friend now:
tgoop.com/Deerayah/583