tgoop.com/Deerayah/671
Last Update:
عندما تلوح مخايل الشهر الكريم تتسلل إلينا معاني تهيئة النفس لاستقبال عادات مختلفة، امتناع عن الطعام والشراب، قلة ميل النفس إلى اقتحام أسوار المعاصي بأنواعها، إقبال جماعي على الطاعات، الحرص على السنن الفعلية والقولية، شيوع معنى كظم الغيظ أثناء الصوم عند الأغلب، وتتحول هذه الأفكار إلى واقع من أول ليلة في رمضان إلى آخر ليلة.
تكتظ المساجد بالمصلين إن في الفرائض أو في صلاة التراويح، وتشيع تجارة سجادات الصلاة في الأسواق فالمساجد تفيض بالمصلين والصفوف تتصل إلى خارج أسوار المساجد، ولا يكاد المسجد الحرام يخلو من العمار والنساك والطائفين من أول الشهر إلى آخره، والمسجد النبوي يمتلئ بالزوار والمعتكفين...، كل هذه المظاهر الرمضانية تحصل بدافع شرعي ابتداءً، ثم بما يكون من الدافع الجماعي الذي يحفز للتشبه بالأغلب الأعم من الناس.
الإنسان كائن متعلم، ومكتسب للعادات بشكل ملحوظ، وقد قيل: ما يعجز عنه الذكاء تفعله المداومة، فمن صلى التراويح لثلاثين ليلة تتجلى له حقيقة أنه لن يعجز عن ركعات يسيرة كل ليلة، ومن طاف وسعى لساعات يتبين له إلى أي حد يستطيع -جسديًا- تحمل كل هذه المشقة، الصبر وحبس النفس عن الطعام الذي هو المظهر الأكثر جلاءً في هذا الشهر الكريم (عبادة الصيام) واضح لمن بذل شيئًا من نظر وتأمل، فليس من صام وحيدًا كم صام والناس كلهم معه صيام، هذا عانى الممانعة، وذاك لم يبذل أي مجهوود في إقناع نفسه والناس كل الناس معه.
والحاصل أن الكثافة الروحية التي تميز شهر رمضان عن غيره من الشهور تعطي الإنسان (المسلم) قناعات داخلية بقدرته على التعامل مع الأفعال والتروك، وأدلة ظاهرة على تمكنه من الأعمال الجسدية المتمثلة في عبادات: الصلاة (الطويلة)، الصيام، كظم الغيظ، ختمات القرآن، سفر الطاعة، التفكر (في الاعتكاف)، كل هذه التمثلات تربي النفس البشرية وتعطيها دفعات قوية تعيش بها (روحيًا) حتى نهاية العام، أو أبعد.
ومن اللطيف أن يلاحظ الإنسان اعتياده على احتمال الازدحامات الأخف (نسبيًا) بعد رمضان عنها في رمضان، كازدحامات الطرق، وازدحامات المتاجر، وازدحامات الأعمال والأفكار.
https://www.tgoop.com/Deerayah
BY دراية للعلوم الإنسانية

Share with your friend now:
tgoop.com/Deerayah/671