tgoop.com/Dr_Sami_Ameri/308
Last Update:
1- ما أيسر خداع الناس!
فوزي البدوي يثرثر أمام الناس في مداخلة نظمتها المؤسسة الراعية للإلحاد في جامعات المغرب وتونس: "مؤمنون بلا حدود" يريد أن يثبت فيها أنّ الإسلام ليس إلّا نسخة مزورة لليهودية، ساردًا أمام السامعين أسماء كُتّابٍ ومؤلفاتهم دون أن يوقفه أحد لمراجعته.. بل ستجد مِن سامعيهم الانبهار والافتتان..
والرجل في البحث الاستشراقي في الدراسات القرآنية يتحدث عما لا يعرف، ولكنه يحسن الإيحاء أنه قد درس ما يقول.. خذ مثلا قوله إن Abraham Geiger يُعدّ من الباحثين الذين أثبتوا - أو عملوا على إثبات- أن القرآن كان ينقل عن الكتب الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام: "هناك مصادر يهودية [للقرآن] بمعنى التي نجدها في الأسفار الخمسة. الشخص الذي اهتم بهذه الدراسات وبدأ فيها هو المستشرق أبراهام جايجر."
هنا لم يحدثكم فوزي البدوي عن مضمون الكتاب وإنما بدأ يطلق معلومات عامة عن التيار الذي انتمى إليه Geiger. بما يُوحي للسامع أنّ الرجل مطّلع على أطروحة الكتاب وعلى ما هو أكثر من ذلك من حياة المؤلّف.
كتاب Geiger المشار إليه هو " Was hat Mohammed aus dem Judenthume aufgenommen?" وقد ناقشتُ كل ما جاء فيه من دعاوى بصورة تفصيلية في كتاب "هل اقتبس القرآن الكريم من كتب اليهود والنصارى؟" بالعودة إلى المصادر اليهودية التي ادعاها جايجر للقرآن. وكل من قرأ ما كتبه هذا الحبر اليهودي أو يعرف ملخصه يعلم أنّ جايجر لم يشغل نفسه بإثبات أثر الكتب الخمسة على القرآن، فهذه دعوى قديمة جدا تعود إلى بدايات التأليف السجاليّ polemic اليهودي منذ بداية القرون الوسطى، بل هي في الحقيقة دعوى كفار مكة أصلا..
كتاب جايجر -لمن قرأه- هو في محاولة إثبات أثر التلمود الأورشليمي والمدراشات والترجومات -بزعمه- على القرآن. وهو كتاب مركزي في الجدل في Quran source criticism في المكتبة الاستشراقية، ومن المعيب جدا جدا أن يتحدث عنه من يخوض في هذا الباب دون أن يكون قد قرأه.. ولكن لا حاجة لقراءته إذا كان المجلس للاستعراض المسرحي لا البحث العلمي. == يتبع
BY د. سامي عامري
Share with your friend now:
tgoop.com/Dr_Sami_Ameri/308