tgoop.com/Dr_Sami_Ameri/314
Last Update:
من هنا نبدأ..
كل محاولة لإصلاح الواقع، والخروج من التيه، لا بد أن تبدأ من "إصلاح المفاهيم التأسيسية للهويّة".. من نحن؟ وما غايتنا من الوجود -إن كان للوجود غاية-؟ وما الذي يميّزنا؟
قد يجتمع الناس على معان كبرى، كرفع الظلم بكل أنواعه أو بعضها، مثل سلب الناس حرياتهم أو أموالهم أو أرضهم، لكنّ ذلك لا يكفي للخروج من التيه، فإنّ اختلاف المفاهيم التأسيسية للهوية سيظهر عند أول عارض، وينقسم الناس إلى فرق، فهذا رفضَ الظلم من رؤية إسلامية ، وآخر من رؤية ليبرالية، وثالث من رؤية مشوشة تجمع بين أكثر من تصور كوني…
كل نصر -بالمفهوم الشرعي- يجب أن ببدأ بتصحيح المفاهيم التأسيسية للهوية.. بل والمحافظة على النصر أيضًا أمرها رهين ذلك .. وواجب العلماء وشباب الدعوة أن يستعلنوا بهذه المفاهيم عند كل مناسبة وفي كل حين، بلا كلل.. وللأسف رأينا في بعض "الثورات" السابقة (تونس) من كان يسعى للحفاظ على "النصر" بالتخلي عن هذه المفاهيم، فأُوكل إلى نفسه، فلا أصاب دنيا ولا أصاب دينًا..
ليست الغاية أن يجتمع الناس على العناوين.. فكلٌ يفسّر العناوين بمفاهيمه المبدئية .. وليس تفسير المسلم للظلم كتفسير الليبرالي .. اتفقت العناوين واختلفت العقول والقلوب ..
بين المسلمين والليبراليين فواصل عقدية لا تزول إلّا بأن يتحول أحدنا من دينه إلى دين الآخر .. ولا نصر إلا بتصحيح المفاهيم بلا غمغمة..
فاستقم كما أُمرت.. استقم بالوحي في ما ترفع من عناوين ، واستقم في ما تطلب من مضامين، واستقم بالعمل بها..
#حتى_لا_تكون_فتنة
BY د. سامي عامري
Share with your friend now:
tgoop.com/Dr_Sami_Ameri/314