tgoop.com/Dr_alkhader/2334
Last Update:
*س/ ما هو حق الجار على جاره؟*.
ج/ حق الجار عظيم جاءت الوصية به في الكتاب والسنة، وهو حق آكد من حقوق عامة المسلمين: بالإحسان إليه بما يشمل سائر أنواع النفع المادي والمعنوي من السلام والبشاشة عند اللقاء، والإجابة عند الدعوة، والإشارة عليه عند الاستشارة، ونصرته إذا ظُلِم، ومناصحته إذا أخطأ، وشكره إذا أحسن، والتسامح معه، وتفقده وإعانته عند الحاجة، وحفظه في حال غيبته وستره وصيانة عرضه، وتهنئته إذا فرح، وزيارته إذا مرض، وتعزيته إذا أصيب وغير ذلك من أنواع الإحسان فقد وصى الله بالجار فقال تعالى: *{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ}* [النساء: 36]،
بل إن جبريل عليه السلام كرَّر الوصية للنبي صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظن أنه سيجعله أحد الورثة ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَهْلِي أُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا أَنَا بِهِ قَائِمٌ، وَإِذَا رَجُلٌ مُقْبِلٌ عَلَيْهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُمَا حَاجَةً، فَجَلَسْتُ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَهُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ قَامَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ، حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَكَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، قَالَ: *«أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟»*، قُلْتُ: لَا، قَالَ: *«ذَاكَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ سَلَّمْتَ عَلَيْهِ لَرَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ»*. وأصل الحديث في الصحيحين،
وأخرج الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«خَيْرُ الأصحاب عند الله: خَيْرُهم لصاحبه، وخَيْرُ الجيران عند الله: خيرُهم لجاره»*، وروى ابن حبان بسند صحيح عَنْ ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى أَكُونُ مُحْسِنًا؟، قَالَ: *«إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ: أَنْتَ مُحْسِنٌ، فَأَنْتَ مُحْسِنٌ، وَإِذَا قَالُوا: إِنَّكَ مُسِئٌ، فَأَنْتَ مُسِئٌ»*،
وحسن الجوار للجار هو دليل على قوة الإيمان بالله تعالى ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى شُرَيْحٍ الْخُزَاعِىِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ ...»*، وأخرج الطبراني بسند حسن عن أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«مَا آمَنَ بي من بَاتَ شَبْعانٌ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وهو يَعْلَمُ بِه»*،
فلنتفقد أحوال بعضنا ونعيش روح التكافل وندخل السرور على ذوي الحاجة والفاقة؛ فإن رحمتنا ببعضنا سبب لتنزل رحمات الله علينا.
وإنه لمن المؤسف أن يصل الحال ببعض الجيران أن مطلبه الوحيد من جاره أن يكف أذاه عنه، ألا فليعلم مثل هذا أنه ضعيف الإيمان مهما صلى وصام واجتهد في العبادة أقسم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ثلاث مرات ففي المتفق عليه عن أبي شريح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«واللهِ لا يُؤْمِن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن»*، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: *الذي لا يأمَن جارُه بَوائِقَهُ»*، أي لا يسلم من شره وأذاه، إنه موعود بالوعيد الشديد ففي رواية لمسلم: *«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»*؛ فالحذر من أذية الجيران، ولنحرص على حسن التعامل، وأداء الحقوق.
وفق الله الجميع.
🖋️ د. بندر الخضر.
----------------
https://www.tgoop.com/Dr_alkhader
BY قناة د. بندر الخضر البيحاني
Share with your friend now:
tgoop.com/Dr_alkhader/2334