tgoop.com/Dr_m_wrd/1021
Last Update:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين.. وأفضلُ الصلاةِ وأكملُ التسليم، على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمدُ لله على كلِّ حال، ونعوذُ باللهِ من حالِ أهلِ النار.
لا إله إلا الله العظيمُ الحليم، لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيم، لا إله إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ الكريم.
يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتكَ نستغيث.. يا ذا الجلال والإكرام..
اللهمَّ رحمتكَ نرجو فلا تَكِلْنا إلى أنفسِنا طرفةَ عين، وأصلحْ لنا شأنَنا كلَّه، لا إلهَ إلا أنت..
الله.. الله ربي لا أُشركُ به شيئاً.
أما بعد:
فإنَّه ليس في خصالِ الخير وإنْ جلَّت، ولا في أنواعِ الأعمالِ وإن عَظُمت، أعلى من حسنِ الظنِ بالله تعالى، قال الله جلَّ وعلا في الحديث القدسي: (أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معهُ إذا ذكرَني..) الحديث؛ وفي روايةٍ: (أنا عندَ ظنِّ عبدي بي فليظنَّ بي ما شاء).. إجابةً لدعاء، وشفاءً من مرضٍ، وغنًى من فقرٍ، ونصرةً من ظلمٍ، وفرجاً بعد شدة، ويسراً بعد عسرٍ، ومغفرةً لذنب، وعلماً بعد جهل... وغير ذلك.
ويرحم الله تعالى القائل:
أيّها العبدُ كنْ لما لسْتَ تَرجو من نَجاحِ أرجى لِما أنتَ راجي
إنَّ موسى مضى ليَقبِسَ ناراً من شُعاعٍ قد لاحَ، والليلُ داجي
فأتى أهلَهُ وقد كلَّمَ اللهَ وناجاهُ، وهوَ خيرُ مناجي
وكذا الكربُ كلَّما اشتدَّ بالعبدِ دَنَتْ منهُ راحةُ الانفِراجِ
ولا بدَّ للمؤمنِ معَ حُسْنِ ظنِّهِ باللهِ تعالى وثقتِهِ بهِ جلَّ وعلا أنْ يعلمَ أنَّ الذنوبَ بكلِّ أصنافِها عثراتٌ في طريقِ رفعِ البلاء، وسببٌ في تسلُّطِ الأعداء، وما تسبَّبَ في تسلُّطِ الكافرينَ على المسلمينَ إلا ذنوبُهم، بل إنَّ الذنوبَ سببٌ لنزولِ كلِّ بلاءٍ، وإذا كانتِ الذنوبُ هي الداءَ، فإنَّ الدواءَ هوَ التوبةُ والاستغفارُ والإنابةُ إلى الملكِ الغفَّارِ.
قالَ التابعيُّ الجليلُ قَتادَةُ بنُ دِعامَةَ السَّدُوسِيُّ رحمهُ اللهُ تعالى: ألا أدلُّكُمْ على دائِكُمْ ودوائِكُمْ؟ ألا إنَّ داءَكُمُ الذنوبُ، ودواءَكُمُ الاستغفارُ.
والذنوبُ والآثامُ عثراتٌ في طريقِ النصرِ ورفعِ البلاء، لكنَّها أشدُّ ضرراً على الأمةِ إذا فُعلَتْ في أيامِ الفِتَنِ والمِحَنِ، كما قالَ الصحابيُّ ابنُ الصحابيِّ النعمانُ بنُ بشيرٍ رضي الله تعالى عنهما: إنَّ الهَلَكَةَ كلَّ الهَلَكَةِ أنْ تُعمَلَ السيئاتُ في أيامِ البلاء.
فلْنداوِ يا عبادَ اللهِ بمراهمِ التوبةِ والإنابةِ إلى اللهِ تعالى جِراحَ ذنوبِنا، فبُرؤُها بذلكَ أسرعُ منْ طرفةِ العين، سبحانكَ اللهمَّ ربَّنا وبحمدِكَ، نستغفرُكَ ونتوبُ إليكَ.
اللهمَّ اغفرْ لنا وللمسلمينَ والمسلماتِ، والمؤمنينَ والمؤمناتِ، الأحياءِ منهم والأمواتِ، إنَّكَ سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعواتَ، برحمتكَ يا أرحمَ الراحمين.
ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ العليِّ العظيم، وهو حسبُنا ونعمَ الوكيلُ، وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليماً، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
BY محمد الوردي (قناة علمية)
Share with your friend now:
tgoop.com/Dr_m_wrd/1021