tgoop.com/Dr_m_wrd/993
Last Update:
#بيان
رغب إليَّ بعض اخواني الأفاضل النجباء من تلامذة شيخنا الشيخ المقرئ الأصولي صفوان الداودي حفظه الله تعالى في بيان ما نُقِل عنه في حكاية رؤيا تخص شيخ مشايخنا العلامة المسند الشيخ محمد يونس الجونفوري الهندي رحمه الله تعالى.. فقلت:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
انتشرت مؤخرا حكاية رؤيا لشيخنا الشيخ صفوان الداودي حفظه الله تعالى في شيخه الشيخ محمد يونس الجونفوري فيما يخص إمارة المؤمنين في الحديث.
وهذه القصة غير صحيحة جملة وتفصيلا
والشيخ يونس رحمه الله تعالى شيخ مشايخنا؛ عالم مسند مدقق شيخ الحديث في جامعة مظاهر العلوم بسهارنفور، والشيخ عَلَمٌ لا ترفع مكانتَه بعض التوهمات..
والذي يعرف شيخنا الشيخ صفوان حفظه الله تعالى يعلم مدى بعد هذه القصة وأمثالها عن الواقع..
فالشيخ حفظه الله تعالى محقق أصولي لا يحيد عن المنهج العلمي في التحمل والأداء والتصنيف والتراجم، بعيد عن المبالغات والتوهمات، يحب مشايخه ويعظمهم ويحكي عنهم؛ مسلطاً الضوء على الجوانب العلمية والنكات البديعة عند مشايخه في العلوم والفهوم ومدى قدراتهم في الحفظ والنباهة فحسب، وما سمعته يوما تكلم عن غير الجوانب العلمية في شيوخه...
كما أن شيخنا الشيخ صفوان حفظه الله تعالى لا يتكلم بهذه الشؤونات بل ولا يتكلم عن نفسه بشيءٍ أبدا، وهو من أشد الناس هضما لنفسه وتواضعاً وبعدا عن الشعشعة، والشيخ حفظه الله تعالى لا يبالغ في المدح ولا في التواضع، ولا يذم أحدا أبدا، بل هو واقعيٌ للغاية...
ونَفْيُ الشيخِ حفظه الله تعالى لهذه الحكاية لا يغض من مقام شيخه الشيخ يونس الجونفوري رحمه الله تعالى، بل يبين للناس ما يجب أن يكون عليه طالب العلم من التقوى في القول والعمل والبعد عن المبالغات ...
ومن ورعه وإخلاصه حفظه الله تعالى أنه نفى هذه الحكاية ولم يرضها مع ما فيها من مزية في حقه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم...
هذا وقد التقى شيخنا بالشيخ محمد يونس الجونفوري رحمه الله تعالى في المدينة المنورة أول مرة في حج سنة ١٤١٨ وسمع منه المسلسل بالاولية والمحبة وبعض الأجزاء والمقدمات ثم لما سافر الشيخ صفوان الى الهند لقيه هناك وقرأ عليه صحيح مسلم وغيره.. وهو من أجلِّ تلامذته والرواة عنه في هذا العصر...
وقد ترجم شيخنا عن شيخه في معجم الشيوخ ص٤٤٤ ولم يذكر هكذا أمور، وعلاوة على ذلك سألت شيخنا اليوم عن القصة فنفاها وقال: غير صحيحة.
وزعم بعض الأفاضل أنه سمعها من الشيخ صفوان في الهند ولعله سمعها من غيره أو توهم أو لم يضبط الرواية بلفظها واختلط عليه بعض الكلام لاسيما الذي نقل القصة من أحبابنا العجم ، والشيخ حفظه الله أحيانا يدرج في كلامه اللهجة الشامية وأنت خبيرٌ أن الراوي إن لم يكن عالما بالألفاظ ومدلولاتها ومقاصدها ولم يكن خبيرا بما يحيل معانيها، بصيرا بمقادير التفاوت بينها؛ لم تجز له الرواية لما سمعه بالمعنى بلا خلاف، بل يتعين اللفظ الذي سمعه، ومع هذا فإن كان عالما بما سبق مدققا، فقالت طائفة من أصحاب الحديث والفقه والأصول : لا يجوز إلا بلفظه، فكيف بك إن لم يكن للفظ أصل !!
والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
محمد الوردي
المدينة المنورة
٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٦ هجري
٢٥/١٠/٢٠٢٤م
BY محمد الوردي (قناة علمية)
Share with your friend now:
tgoop.com/Dr_m_wrd/993