-
إنّ في مُخيِّلَتي حياة أُخرى جميلة قد صَنَعتُها لنفسي ولكن لا أعرف الطــــــريق إليهـا أبدًا.. منذ طفـولتي وأنا أستخدم مُخَيّلتي لخلق تصوراتٍ أُحِبُّها، حتى أنني أعتدت أن أتخيل لأهدأ، لأنام، لأهــرب.. أنقذتني مُخيّلتي أحيانًا كما أبهجتني أحيانًا كثيرة.

الإنسان إذا غلبته معيشته؛ لجأ للوهم..

يبني في خيالهِ أوهامًا، عن حبيبٍ لن يطال، وعن حلمٍ بعيدِ المنال، وعن أشياءَ كثيرة يودُّ لو يُمسكها بيديهِ.. لم يتحمَّل المكابدة فلجأ إلى مخدرٍ مؤقتٍ ليزيحَ عنهُ بعض الذي فيهِ، لم يختر المواجهة والصَّبر فهربَ إلى مخبأ الخيال ليقتنصَ بعضَ الجمالِ في دنيـاهُ.. وهو في ذلك يحقنُ نفســهُ بالألم والكدر ولا يدري!

-
أستودعكَ اللهمَّ هذا التّعب الساهر في جسدي، والألم القابِع في روحي، والوجـع الدفيـن في قلبي، والدّمـع الواقف على عتبات عيني وكُلي يا كُل رجائي وأملي، اشفني وعافني ورُد إليَّ عافيتي واجبُر خاطري الذي وحدك بهِ أعلم."

﴿ربِّ إني لِمَا انزَلتَ إليَّ مِن خَيرٍ فقير﴾

ربّ إني فقيرٌ إلى كل خيرٍ تنزله عليَّ.. محتاجٌ إليه، سواءً
كان رزقًا أو مأوى، أو عونًا أو راحةً، أو أي نوعٍ من النعم!

-
ضاقَتْ بِما رحُبَتْ.. وعَزَّ الملجَأُ، يا مَن سِواهُ بِهمِّنا لا يَعبَأُ!

-
تخيَّل
إن لم يخلُق الله الدَّمْع!
كيف سيتَنَفَّس فؤادُ المرءِ من آلَامِه؟

وفي الصُبحِ نرجو بلوغَ المساءِ،
وإن جــــــــاءَ قلنا: متى يرحلُ؟

تمـرُّ الحيـــــــــــاةُ ونحنُ ننادي،
على العَجــــــزِ فينا: ألا تخجلُ؟

-
قالَ أعرابيّ: «غفلنا ولم يغفل الدهر عنا، فلم نتعظ بغيرنا، حتى وُعِظ غيرنا بنا، فقد أدركت السعادة من تنبّه، وأدركت الشقاوة من غفل، وكفى بالتجربة واعظًا.»

-
فَما يؤتى الإنسانُ إلا من قِبل نفسِهِ، ولا يُصيبُهُ المكروه إلَّا من تفريطـه في حق ربه عز وجل.. كما قال علي رضي الله عنهُ: لا يرجونَّ عبدٌ إلا ربَّه، ولا يخافنَّ إلا ذنبَهُ.

- نور الاقتباس | ابن رجب 📚

-
من صــور الود، أن يرتدي المــــرء في حضـرة أنيسـه أردية التخفُّف، فيخرج عليهِ بضعفهِ وطفولتهِ وعثراتهِ دون تكلّف أن يعامل الآخــر معاملة -البيت- بكـلِّ ما في المفــــردة من دلالات الأمان والرواح والسـعة، ومثـل هذا عزيز.. وهذا ما يجعله استثنائيًا!

-
‏«إن الإنسَان ليكفيهِ؛ من كلّ هذه الدُّنيا وقلقها، وصَخبها، ونِزاعها، قلبٌ دافِئٌ غَضٌّ يلينُ له إذا خشنت عليهِ الحياة»

-
يا الله.. الآن، أرخيتُ يدي عن كلِّ شيءٍ، لا أريدُ أن أختارَ
مرَّةً أخرى، أسألُكَ أن تختارَ لي، فرؤية الأشياء من خلالك هي النجاة بعينها.. وأنا لا أريد إلا النجاة!

يرِقُّ قلبي لكل محاولٍ شجاعٍ..

يحاول رغم علمِه بأنّ الدنيا لن تأتيه كاملةً في يديه، أو لربما لن تأتيه من الأساس لكنه يحاول؛ لأنّ نَفْس الشريف تأبى أن تركن للعجز دون مقاومةٍ..

قلبي مع كل متألِّم، لا يزال يسير طريقه رغم ما رآه من ألمٍ.. مع كل حنون، لا يزال يرفق رغم ما ذاقه من قسوةٍ، ومع كل نبيل، اتخذ لحياته مسارًا يرضيـه، ويُقنع قِيَمه.. لأنّه لا يعوِّل في الحياة إلا على ما تبناه من أخلاقٍ وقِيَمٍ.

-
ها أنا ذا يا الله.. أبرأ من حـولي وقـوتِّي إلى حولك وقوتك، ضعفًا وعجزًا، ويقينًا وتسليمًا، واستسلامًا، اختر لي ما تراهُ خيرًا لي في ديني ودُنياي، اختر لي ما يُصلحني ثمَّ ارزقني الرِّضا به، لا أريدُ أن أختار مرةً أخرى، أخاف يارب أن أجلب لنفسي خيبةً أخرى بسـوءِ اختيـاري، أستودعك شتات أمري وحيرتي وضياعي.. إنِّي عبدك وأعلمُ أنَّك لن تُضيعني، ربَّاه!

-
لعلَّ الإنسان تفوتهُ فكرة نهايةِ الأشياء!
وأن من المحــال البقـــاء في مرحلةٍ واحدةٍ دونمـا انتهــاء، كل الأشـياءِ تصيرُ للذكرىٰ، وأحيانًا للعدم، وأننا نطُـوف في دائرةٍ شاسعة، قصة تبتدئ وقصة تنتهي، ذكرىٰ تلوّعُ الفُؤاد والأخرىٰ تزيدنا اتّقادًا.. ونمضي، هكذا نعيشُ نحنُ، ملوحين بالوداع في كُلِّ خطوة"؛)