الشيخ فارس بن فالح الخزرجي

[بدعة التدليس في التصدر للتدريس ]

وإجازات رواية كتب المذهب الحنبلي
ظاهرة التصدُّر لتدريس كتب المذهب الحنبلي من قبل شباب مجهولي الحال والعين والنسب العلمي ، أصبحت متفاقمة بحيث أن أحدهم عندما يُسأل على من تلقيت المذهب ، يجيب
بأنه تلقى العلوم العقلية ، ثم أين تلقى المذهب لا يوجد !! .
ونموذج آخر يشرح كتب المذهب أيضًا لكن يإجازة رواية دون تفقه ، وآخر بدون إجازة .
وقلنا في العنوان بأنها بدعة :
لأن هذا الدين ما وصل إلا بمشافهة الرجال بعضهم البعض ، واتقنوا العلوم والمذاهب .
أما التصدر دون أن يصدرهم شيخ متقن ، أو هم قد تلقوا المذهب مشافهة بغض النظر عن الإجازة الورقية ، فهذه سنة الصحابة والسلف والأئمة رضي الله عنهم أجمعين .
وبهذا يمكن أن نجعل تدليس التدريس أنواع :
1. تصدَّر دون أن يصدَّره أحد .
2. إجازة رواية أو بدون رواية ( إجازة أخوية ) بعض كتب المذهب ، دون إجازة تفقه أو كما تسمى إجازة المذهب .
3. إجازة مشايخ من غير الحنابلة ، كأن يكون حنفيًا ، أو شافعيًا ، لسد هذا الخلل عنده .
4. إجازة كتب الاعتقاد من مشايخ متخصصين في عقائد مخالفة للمذهب .
ونسي هذا أو ذاك أن التفقه على أهل العلم وهي طريقة العلماء قديما وحديثا .
وكان السلف يحرصون على التدقيق فيمن يتصدَّر ، ويستوثقون علم المتصدِّر .
ويقول الخطيب البغدادى في تاريخه :
" دخل أبو حنيفة يوماً على المنصور ، وعنده عيسى بن موسى ، فقال للمنصور : هذا عالم الدنيا اليوم ، فقال له يا نعمان : عمن أخذت العلم ؟ قال : عن أصحاب عمر عن عمر ، وعن أصحاب علي عن علي ، وعن أصحاب عبد الله بن مسعود عن عبد الله ، وما كان فى وقت ابن عباس على وجه الأرض أعلم منه ، قال المنصور : لقد استوثقت لنفسك .
قال إسحاق بن محمد الفروي: سئل مالك: " أيؤخذ العلم عمن ليس له طلب ولا مجالسة؟ فقال: لا، فقيل: أيؤخذ ممن هو صحيح ثقة، غير أنه لا يحفظ ولا يفهم؟ فقال: لا يكتب العلم إلا ممن يحفظ، ويكون قد طلب وجالس الناس، وعرف وعمل، ويكون معه ورع ". إسعاف المبطأ " ص (180) للسيوطي.
وهذه نصيحة لوجه الله تعالى ، اتقوا الله تعالى أيها الشباب ، ولا تأخذكم العزة بالإثم
فالتصدر للتدريس دون إذن ، سيظهر ولا يمكن إسراره أبدًا ، وحبله قصير .
وعودوا إلى طريقة أهل العلم ، في الطلب والدراسة ، فوالله لن ينفعكم كل ذلك ، وهذا الأمر دين ، ويكفي في ذلك حديث القضاة ثلاثة .

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي

https://www.tgoop.com/FarisAlKhazraji

Telegram

الشيخ فارس بن فالح الخزرجي

قناة علمية خاصة تعنى بنشر الفوائد العلمية وتوجيه طلبة العلم لسلوك منهج العلماء في طريق الطلب

www.tgoop.com/FarisAlKhazraji/1813

2.0K viewsOct 9 at 18:19

[بدعة التدليس في التصدر للتدريس ]

وإجازات رواية كتب المذهب الحنبلي
ظاهرة التصدُّر لتدريس كتب المذهب الحنبلي من قبل شباب مجهولي الحال والعين والنسب العلمي ، أصبحت متفاقمة بحيث أن أحدهم عندما يُسأل على من تلقيت المذهب ، يجيب
بأنه تلقى العلوم العقلية ، ثم أين تلقى المذهب لا يوجد !! .
ونموذج آخر يشرح كتب المذهب أيضًا لكن يإجازة رواية دون تفقه ، وآخر بدون إجازة .
وقلنا في العنوان بأنها بدعة :
لأن هذا الدين ما وصل إلا بمشافهة الرجال بعضهم البعض ، واتقنوا العلوم والمذاهب .
أما التصدر دون أن يصدرهم شيخ متقن ، أو هم قد تلقوا المذهب مشافهة بغض النظر عن الإجازة الورقية ، فهذه سنة الصحابة والسلف والأئمة رضي الله عنهم أجمعين .
وبهذا يمكن أن نجعل تدليس التدريس أنواع :
1. تصدَّر دون أن يصدَّره أحد .
2. إجازة رواية أو بدون رواية ( إجازة أخوية ) بعض كتب المذهب ، دون إجازة تفقه أو كما تسمى إجازة المذهب .
3. إجازة مشايخ من غير الحنابلة ، كأن يكون حنفيًا ، أو شافعيًا ، لسد هذا الخلل عنده .
4. إجازة كتب الاعتقاد من مشايخ متخصصين في عقائد مخالفة للمذهب .
ونسي هذا أو ذاك أن التفقه على أهل العلم وهي طريقة العلماء قديما وحديثا .
وكان السلف يحرصون على التدقيق فيمن يتصدَّر ، ويستوثقون علم المتصدِّر .
ويقول الخطيب البغدادى في تاريخه :
" دخل أبو حنيفة يوماً على المنصور ، وعنده عيسى بن موسى ، فقال للمنصور : هذا عالم الدنيا اليوم ، فقال له يا نعمان : عمن أخذت العلم ؟ قال : عن أصحاب عمر عن عمر ، وعن أصحاب علي عن علي ، وعن أصحاب عبد الله بن مسعود عن عبد الله ، وما كان فى وقت ابن عباس على وجه الأرض أعلم منه ، قال المنصور : لقد استوثقت لنفسك .
قال إسحاق بن محمد الفروي: سئل مالك: " أيؤخذ العلم عمن ليس له طلب ولا مجالسة؟ فقال: لا، فقيل: أيؤخذ ممن هو صحيح ثقة، غير أنه لا يحفظ ولا يفهم؟ فقال: لا يكتب العلم إلا ممن يحفظ، ويكون قد طلب وجالس الناس، وعرف وعمل، ويكون معه ورع ". إسعاف المبطأ " ص (180) للسيوطي.
وهذه نصيحة لوجه الله تعالى ، اتقوا الله تعالى أيها الشباب ، ولا تأخذكم العزة بالإثم
فالتصدر للتدريس دون إذن ، سيظهر ولا يمكن إسراره أبدًا ، وحبله قصير .
وعودوا إلى طريقة أهل العلم ، في الطلب والدراسة ، فوالله لن ينفعكم كل ذلك ، وهذا الأمر دين ، ويكفي في ذلك حديث القضاة ثلاثة .

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي

https://www.tgoop.com/FarisAlKhazraji

BY الشيخ فارس بن فالح الخزرجي