tgoop.com/Firestjoker/1461
Last Update:
من استعدَّ للقاء اللَّه انقطع قلبه عن الدنيا ومطالبها، وخمدت من نفسه نيران الشهوات، وأخبتَ قلبُه إلى الله، وعكفت همته على اللَّه وعلى محبته وإيثار مرضاته، واستحدث همَّةً أخرى وعلومًا أخر. ووُلد ولادةً أخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الآخرة، كنسبة جسمه إلى هذه الدار بعد أن كان في بطن أمِّه، فيولد قلبه ولادةً حقيقية، كما ولد جسمه حقيقة، وكما كان بطن أمه حجابًا لجسمه عن هذه الدار، فهكذا نفسه وهواه حجاب لقلبه عن الدار الآخرة، فخروج قلبه عن نفسه بارزًا إلى الدار الآخرة كخروج جسمه عن بطن أمه بارزًا إلى هذه الدار.
والمقصود: أن صدق التأهب للقاء الله؛ هو مفتاح جميع الأعمال الصالحة، والأحوال الإيمانية، ومقامات السالكين إلى الله، ومنازل السائرين إليه، من اليقظة والتوبة والإنابة والمحبة والرجاء والخشية والتفويض والتسليم، وسائر أعمال القلوب والجوارح؛ فمفتاح ذلك كله صدق التأهب والاستعداد للقاء، والمفتاح بيد العليم، لا إله غيره ولا ربَّ سواه.
- | ابن القيم، طريق الهجرتين |
BY بالقرآن نرتقي
Share with your friend now:
tgoop.com/Firestjoker/1461