tgoop.com/Flowertalk/2758
Last Update:
أجريتُ اليوم أشعة الرنين المغناطيسي -لأول مره-؛ وهذه التجربة كعادة كل تجربة لا تخلو من دروس قطّ..
أشعُر أن معاني الحياة مخبوءه في التجارب؛ تتكشف المعاني بقدر ما يخوضها المرء، وتغيب عنه بقدر قلّتها كذلك.
أهم درس وأجدر درس، لا تحكُم على شيء من خلال تجارب الأخرين.. أؤمن تمام الإيمان أن كل حدث/تجربة/ شيء.. يحظى بمعناه من خلالنا وزوايا نظرنا، وكما أن للمثلث الواحد ثلاث زوايا مختلفة؛ فكذلك أعين الناس وزواياهم، تختلف باختلاف شديد، ولكُل زاوية رؤية ومعنى.
تأمّلتُ بقول الكثيرين ممن وصفوا التجربة وكأنها قبر؛ والحقيقة حزنتُ كثيرًا.. كيف لهم أن يصفوا قبر المؤمن الذي دلّت عليه نصوص الشرع أنه روضة من رياض الجنة؛ بهذا الأنبوب الحديدي؟ الذي هو أشبه بكبسولة بلا روح!
بل تأملتُ والله أن القبر أرحب من هذا وأوسع، وأن فيه من الهناء والراحة ما لا يسعه هذا الحديد.. وليس لثقتي هذه من مُنطلق سوى إيماني بالله ورجائي بما وعد به المؤمنين.
ثم تأملتُ بذاك الضجيج وتلك الأصوات القوية الحادة المتباينة في قوتها وحدّتها؛ حمدتُ الله أن جعل للإنسان سمعٌ محدود! وأنه لا يسمع كل شيء، ولا يصل مدى سمعه لأقصى البعيد.. فلو كان كذلك؛ لمَا حيا الإنسان، ولمَا سكن، لتحوّل كل ضجيج العالم في عقله، يُشغله ويُشغل ذهنه بلا هدوء أو هوادة؛ حمدتُ الله الحكيم.. أن جعل جوارحنا محدودة القُدرة؛ مع ما فيها من الإعجاز والنِعمة.
وعجبتُ كثيرًا كيف علّم الله ﷻ الإنسان ما لم يعلم؛ كيف سخّر له العلم، ومكنّه منه وعلّمه.. اشعاع يتجاوز الجلد واللحم والعظم، ويكشف أدنى الخلايا بمختلف أماكنها؛ ويكشفُ ما فيها من سَلامة أو أذى!
سُبحان من علّم الإنسان ما لم يعلم.
عُمر الإنسان ليس بطُول سنينه؛ بل بعُمق تجاربه وثقلها.. وبما يحصدُ من المعاني فيها والدروس، ولذا كثيرًا ما أشعُر بأن تجاربي هي التي تكبّرني؛ لا سنين العُمر وهي تمضي.
BY نويـّر م.
Share with your friend now:
tgoop.com/Flowertalk/2758