tgoop.com/Gesas1/3176
Last Update:
🚩 المغيرة بن شعبة وملك الفرس ⚔
في معركة نهاوند بعث ملك الفرس يطلب رجلا من المسلمين ليكلمه، فذهب إليه المغيرة بن شعبة فذكر من عظم ما رأى عليه من لبسه ومجلسه، وفيما خاطبه به من الكلام في احتقار العرب واستهانته بهم، وأنهم كانوا أطول الناس جوعاً وشقاءً ، وأقلهم داراً وقدراً !
فلمَّا اجتمَعوا بنَهَاوَنْدَ جميعًا أرسَل إليهم قائد الفرس العِلْجُ: أنْ أرسِلوا إلينا يا معشرَ العربِ رجلًا منكم نُكلِّمْه فاختار الناس المغيرةَ بنَ شُعبةَ. قال أُبي: فكأنِّي أنظُرُ إليه، رجلٌ طويلٌ، أشعَرُ أعورُ، فأتاه. فلمَّا رجَع إلينا سأَلْناه فقال لنا: إنِّي وجَدْتُ العِلْجَ قد استشار أصحابَه: في أيِّ شيءٍ تأذَنون لهذا العربيِّ ( أجتمع الفرس و اتفقوا علي الصورة التي يظهرون بها امام المغيرة ) أَبِشَارَتِنا وبهجتِنا ومُلكِنا ( يعني نبهره بقوتنا و ملكنا ) أو نتقشَّفُ له فنُزهِّدُه عمَّا في أيدينا ( أو نظهر فقرنا فيرجع إلي قومه و يقول لهم أننا فقراء فيزهدوا في قتالنا ظنا منهم أن المسلمين يقاتلونهم لأجل دنيا ). فقالوا: بل نأذَنُ له بأفضلِ ما يكونُ مِن الشَّارةِ والعُدَّةِ، ( نُظهر قوتنا ) فلمَّا أتَيْتُهم رأَيْتُ تلك الحِرابَ والدَّرَقَ يلتَمِعُ معه البصرُ ورأَيْتُهم قيامًا على رأسِه ( أي يقفون علي رأس قائدهم )، وإذا هو على سريرٍ مِن ذهبٍ، وعلى رأسِه التَّاجُ، فمضَيْتُ كما أنا ونكَسْتُ رأسي لأقعُدَ معه على السَّريرِ ( جلست معه علي كرسي عرشه ). قال: فدُفِعْتُ ونُهِرْتُ. فقُلْتُ: إنَّ الرُّسلَ لا يُفعَلُ بهم هذا. فقالوا لي: إنَّما أنتَ كلبٌ أتقعُدُ مع الملِكِ؟. فقُلْتُ: لَأنا أشرَفُ في قومي مِن هذا فيكم. قال: فانتهَرني وقال: اجلِسْ فجلَسْتُ فتُرجِم لي قولُه ( من الفارسية إلي اللغة العربية ). فقال: يا معشرَ العربِ إنَّكم كُنْتُم أطولَ النَّاسِ جوعًا وأعظَمَ النَّاسِ شقاءً وأقذرَ النَّاسِ قذرًا وأبعدَ النَّاسِ دارًا وأبعدَه مِن كلِّ خيرٍ وما كان منَعني أنْ آمُرَ هؤلاءِ الأَساورةَ حولي أنْ ينتظِموكم بالنُّشَّابِ إلَّا تنجُّسًا بجيفِكم لأنَّكم أرجاسٌ فإنْ تذهَبوا نُخلِّي عنكم وإنْ تأبَوْا نُرِكم مصارعَكم. قال المغيرةُ: فحمِدْتُ اللهَ وأثنَيْتُ عليه، وقُلْتُ: واللهِ ما أخطَأْتَ مِن صِفتِنا ونعتِنا شيئًا إنْ كنَّا لَأبعدَ النَّاسِ دارًا وأشدَّ النَّاسِ جوعًا وأعظمَ النَّاسِ شقاءً وأبعدَ النَّاسِ مِن كلِّ خيرٍ حتَّى بعَث اللهُ إلينا رسولًا فوعَدَنا النَّصرَ في الدُّنيا والجنَّةَ في الآخرةِ فلم نزَلْ نتعرَّفُ مِن ربِّنا مُذْ جاءنا رسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الفَلْجَ والنَّصرَ حتَّى أتَيْناكم، وإنَّا واللهِ نرى لكم مُلكًا وعيشًا لا نرجِعُ إلى ذلك الشَّقاءِ أبدًا حتَّى نغلِبَكم على ما في أيديكم أو نُقتَلَ في أرضِكم. فقال ملك الفرس: أمَّا الأعورُ ( يقصد المغيرة ) فقد صدَقكم الَّذي في نفسِه فقُمْتُ مِن عندِه وقد واللهِ أرعَبْتُ العِلْجَ جُهدي، فأرسَل إلينا العِلْجُ: إمَّا أنْ تعبُروا إلينا بنَهاوَنْدَ، وإمَّا أنْ نعبُرَ إليكم، فقال النُّعمانُ قائد المسلمين: اعبُروا، فعبَرْنا.
📚 البداية والنهاية / الجزء السابع .
http://www.tgoop.com/Gesas1
BY قصص إسلامية

Share with your friend now:
tgoop.com/Gesas1/3176