tgoop.com/HORROR_R/74505
Last Update:
المنبوذ - حادث لم يدون
بقلم: بسمة الخولي
تصاعد صوت قطرات المطر الصغيرة المتضاربة فوق الزجاج البارد مخترقه صمت الحجرة المظلمة إلا من خيط ضعيف من الضوء يرسله القمر ليسبح بهدوء فوق الجسد النائم دون حراك
علا صوت ضربات الماء الصافي فوق الزجاج أكثر قليلا فتحرك النائم ليصبح علي جانبه الأيمن في مواجهه النافذة الزجاجية المغلقة .
تفتحت عيناه الداكنتان ببطء في مواجهه الضوء المتسلل علي استحياء , حدق نحو المشهد الضبابي خارج النافذة من مكانه . لم يكن يري القمر لكن بقعه ضوء واضحة بالسماء فوق النافذة تماما أشارت إلي وجوده رغم الغيوم و الأمطار المتتابعة .
استدار بهدوء ليعتدل جالساً , حرك يده اليسري فوق كتفه الأيمن ضاغطاً عليه ليزيل الشعور بالتيبس منه ثم أنزل قدميه الحافيتان إلي الأرض الخشبية الباردة و تحرك نحو النافذة .
اتسعت دائرة الضوء الزرقاء الشفافة لتغمره بالكامل عندما وقف أمام الزجاج مباشره و عيناه تبحثان ببطء عن القرص البلوري بالسماء
لكم هو نقي , شفاف , بشكل ما كان يمتلك ذاك الشعور بأن القمر لا ينتمي إلي هذا العالم
رافعاً الإطار الخشبي تناثرت قطرات المطر إلي داخل الحجرة لتضرب الأرض المظلمة و جسده الدافئ .
هل مر كل هذا الوقت بالفعل ؟ .. منذ متي وأنا هنا ؟ , لَم يعد يذكر . بدا له أنه نزيل هذه الحجرة و هذه المدينة منذ الأبد , فجوه ضبابية صغيره فقط بعقله هي ما يذكره بماضيه , تلاشي كل شئ فلم تبقي سوي هذه الفجوة
تلاعبت الأشعة الفضية بعيناه لتصنع ذاك المزيج الكريستالي المتوهج بينما هو لا يزال في شروده .
لَم يكن يري المشهد أمامه تماماً , فقط عملت السماء السوداء و الشارع الفارغ الممتد نحو الأسفل كمرآه تعكس خواطره الخاصة .. البرج الحجري الضخم و الغابات المتشابكة من بعيد مٌطلة علي بحيرة صافيه ضخمه ., يبدو كل شئ كقطعه من حلم ينتمي لشخص أخر .
= لو كنت طبيعياً لكنت تركت الأمر بكاملة يدور مع عجله الزمن , لكنت تناسيت ما حدث و بدأت حياه هنا
= لكنك لست طبيعيا عزيزي أرمان
= إلي متي ؟
= إلي أن تعود .
= هل سأعود حقاً ؟
تراءت له النسمات الباردة فوق الممر البلوري وسط البحيرة و الضحكات بالحجرات
أغمض عينيه في مواجهه خواطره
= العودة أو الموت .. لا خيار ثالث هنا يا صاحبي .
أطلق تنهيده غابت بين الرياح و حرك يده مجدداً ليغلق إطار النافذة .
****
= اوتوس
أضاءت حجره المعيشة الصغيرة عندما انزلق كف يده مفتوحاً بضوء أبيض خافت
" مرحباً ... اممم .. أرمان , انه أنا .. لقد أحضرت لك الأوراق .. حسناً , اتصل بي "
" نسيت أن تعيد الكتب , غداً هو الموعد الأخير ... نرجو إعادتها مستر أرمان "
" ليس لديك رسائل أخري "
صدرت الصافره الصغيرة عن جهاز الرد الآلي فوق المنضدة قبل أن يصمت تماماً .
غلف الصمت الحجرة للحظات و إن بدأ عقله ينبض بقوه
ما الذي حدث , هل أمسكوه ؟
تحرك أرمان فوق المقعد الوثير بقلق وهو ينظر نحو جهاز الهاتف بخيبة أمل ثم نهض ليدور بالحجرة .. المكالمة لَم تأت بعد , هناك شئ ما خطأ .
توجه نحو النافذة دون وعي ليحدق بالشارع . غداً ربما!؟ . لكن كل يوم يقنع نفسه أنه سيتصل غدا
متي سيأتي هذا الغد ؟ . تلاعبت الخواطر أكثر بعقله لكنه استطاع بشكل ما إبعادها مؤقتاً عن تفكيره كان علي وشك أن يعود للداخل عندما تحركت عيناه تلقائياً نحو أحد أعمده الإنارة بالشارع حيث يقف شخص ما بمعطفه الأحمر الداكن مستندا إلي عامود الإنارة بالأسفل و عيناه نحو الأعلى , ضيق أرمان عيناه للحظات ناظراً نحو نفس المكان بثبات .
لا شك في هذا , الرجل بالأسفل يحدق نحو غرفته بثبات ودون أن يحرك إصبعاً واحداً
منذ متي وهو هنا ؟
= آنيكوس .
قالها هامساً وهو يغلق قبضته ليزول الضوء من الحجرة مجدداً وتعود غارقة في الظلام .
الرجل مازال واقفاً دون حراك يبادله النظر , ظل أرمان بموضعه مستعداً للأسوأ .
لكن دقائق اخري مرت في هدوء ثم استدار الرجل و مشي مبتعداً .
لحظات أخري و غاب الرجل بنهاية الشارع ليعود أرمان للداخل ليستلقي فوق الأريكة و ذراعه اليمني فوق جبهته .
هناك من يراقبني إذن . كان ينتظر هذا و إن لَم يك متأكد تماماً انه سيحدث
رغماً عنه ابتسم وهو يتخيل كيف سيكون الوضع لو قرر أحدهم مواجهته .
لكنه عاد للعبوس مجدداً , كيف وجدوني ؟ , عاد مظهر الرجل من بعيد يسطع أمام عينه , هل هي محظ صدفه أن قابلته بنظري لذا بقي ينظر نحوي , لكن لا .. لا شك أنه كان يراقب منذ البداية , ربما حتى قبل أن أتحرك لأقف أمام النافذة .
قطع حبل أفكاره طرقات فوق الباب الأمامي للشقة .
أنزل يده من فوق جبهته ناظراً بتوجس نحو الساعة علي الحائط أمامه , الواحدة بعد منتصف الليل
توقفت الطرقات لذا نهض جالساً فقط و لَم يغادر مكا
BY قصص رعب . . 🐗
Share with your friend now:
tgoop.com/HORROR_R/74505