tgoop.com/HSMDSN/1366
Last Update:
رأيت مِن الأطفال مَن كانت أمه تأمره وتنهاه بنظرة العين فقط، ثم عندما كبر أصبح مستهلكًا للمهلوسات بشتى أنواعها، ورأيت من كان من أهل المساجد والقرآن، ثم عندما كبر ترك كل ذلك ظهريًا، والأمثلة في هذا كثيرة، والخلل التربوي راجع إلى غياب محاضن الإصلاح والتشغيل النافع، وجزء من سبب غيابها راجع إلى عدم استشعار أهميتها، والإيمان بنموذج التربية الإنغلاقي ( الأسري) .. وللأخير نتائج فعلية، ولكنها غير قوية، خاصة في العقود الأخيرة، وعندما يتخلص الطفل من جاذبية والده الأولية، والتي عليها يقوم سلوكه التقليدي الاول، فإنه سيسعى إلى نيل اعتراف جماعة "الاقران" به، والأخيرة في الغالب "شوارعية" التنشئة، فلا يحصل على الاعتراف إلا بالقيام بالافعال الخارجة، وإلا جُلد بسياط التنمر المولد لسلوك الامتثال القهري، ولهذا فنمط التربية الإنغلاقي اليوم أصبح غير قادرًا على تربية الطفل خاصة عند خروجه من مرحلة الطفولة إلى مرحلة "المراهقة".. وخروج الرجال من ساحات الإصلاح، وعدم سعيهم في تأسيس المشاريع التربوية الجامعة التي تحتضن "المراهقين" وتوجه طاقتهم وتعصمهم من نتائج التربية "الشوارعية" يزيد في المشكل، وضررره لايلحق بالناس فقط، بل قد يدخل منزل ذلك التي استقال من العمل الإصلاحي بدعوى التفرغ للتربية الأسرية العائلية الخاصة، باعتباره أولويته الوقتية..
نور الإسلام.
BY حُسام الدين بن السنوسي
Share with your friend now:
tgoop.com/HSMDSN/1366