tgoop.com/Ham3on/1997
Last Update:
من أهم المواضيع التي عالجتها سورة الأعراف معالجة عميقة:
سبب ضلال بني آدم، وأصوله، وأنواعه
فاستلهت السورة بذكر مآل القرى الضالة المعاندة: ﴿ وكم من قريّة أهلكناها.. ﴾
ولعل من مناسبات ذلك -والله أعلم- شحذ الأذهان وتهيئة النفوس لمعرفة أسباب الضلال المفضي إلى العذاب والهلاك؛ واجتنابه..
ومعرفة أسباب الهدى المفضي للفلاح والنجاة؛ واتباعه.. كما سيأتي التنبيه عليه في أواخر السورة خاصّة…!
ثم ذكرت أولى قصص الإضلال (وسوسة إبليس لآدم) وهو السبب الأعظم الذي تتحدّر منه أصول الضلال والفساد الذي احتنك الأمم السالفة وكان سبب كفرها وبغيها ثم هلاكها بعد قيام الحجّة بإرسال الرسل، كما هو مبين في سرد قصص الأنبياء في ثنايا السورة مع الإشارة إلى نوع الفساد الذي فشا وغلب في كل أمة!
ثم استطردت في ذكر نوع آخر من الضلال غير ضلال التكذيب والكفر والاستكبار:
إنه ضلال (التحايل على الشرائع ومسخ الأحكام وتبديلها..!) في جماعة تزعم أنها تدين بكتاب ربِّها؛ إنها ضلالة (أصحاب السبت) فانقسموا حيالها ما بين منغمس والغ، ومنكر معذر إلى ربه، ومنهزم أمام فشو المنكر! فكان جزاء كل منهم من جنس عمله..!
ثم أردفت بذكر صنف آخر من ضلالات بني آدم المتحدّرة من وساوس إبليس (ضمن مخططه لاحتناك ذرية آدم)
ألا وهو ضلال العلماء وورثة الشرائع؛ المفتونين بأعراض الدنيا ومتاعها، وتمنيهم على الله الأماني من المغفرة والرحمة..!
وأنى لهم وقد نبذوا ميثاق ربهم، وغيروا منار شرعهم:
﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لَّا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾.
ثم في أواخر السورة ذكرت أبشع صور الضلال وشبّهت بأشنع التشبيهات..
ألا وهي ضلالة الإخلاد واتباع الهوى والانسلاخ من مِسلاخ الهدى، والعلم، والرسوخ، إلى براثن الضلال والكفر والسفول!
إنه الضلال على علم!
لا لشبهة، ولا لتأويل، ولا لتمنٍ على الله، بل إخلاد واتباع للهوى..!
فما أشبهه بضلال إبليس بعد الطاعة
وكفره بعد الإيمان..!
نعوذ بالله تعالى ونستجير به من الضلال كلّه دقّه وجلّه، وظاهره وباطنه!
ونسأله الثبات على الرشد، وحسن الاعتبار بالمثلات؛ فالسعيد من وعظ بغيره! =
#الأعراف ١
.
BY هَمْعٌ
Share with your friend now:
tgoop.com/Ham3on/1997